وحدة البعثيين و تكريم بدر الدين

افطارات رمضانية تمتد الى منتصف الليل ، البعثيين من مختلف تياراتهم اجتمعوا على امر عظيم ، الوفاء لذكرى الاستاذ المرحوم بدر الدين مدثر آخر امين سر لحزب البعث العربى الاشتراكى قبل الانقسامات، توافدت اربعة اجيال من البعثيين ، الرواد المؤسسين و جيل المفكرين ومجموعة القيادات الشابة وجيل تربى فى ظلال الانقسامات ،من بين الحضور اعضاء ق.ط من احزاب السودانى ، الاصل ، القومى و القيادة القطرية و لفيف من القيادات و الكوادر التى تركت الحزب او اكرهت على تركه ، حضر الجميع للمشاركة فى الاعداد لتأبين و تكريم الراحل بدر الدين مدثر بدعوة من اللجنة التحضيرية للاحتفال ، انتهت احدى امسيات اتفاق البعثيين بتكوين لجنة من ثمانية عشر عضوآ تطوعوا للعمل فى هذا المشروع الكبير ، بتمثيل للفروع الخارجية و الاقاليم بالاضافة لرابطة خريجى الجامعات و المعاهد العراقية ، ربما هى اشواق جمعتهم و قد تكون صحوة بعد كبوة هى التى جعلت الجميع متوافقين حول هدف واحد وصفه المتحدثين بانه يوم للتعبير عن الوفاء ولاظهار التقدير لقيادات الحزب التى اعطت دون حدود ، وفى ظروف صعبة و معقدة ، كل مرحلة برجالها و بظروفها الجميع لهم الاحترام و التقدير كل حسب عطائه و جهده ، والاتفاق او الاختلاف يجب ان يرتفع الى مستوى المسؤلية الوطنية ، و اسباب الاختلاف يجب ان تبحث و تحل بالحوار و القطيعة لن تصمد الى ما لا نهاية ضد رغبة البعثيين فى استعادة وحدة حزبهم ، هذه الوحدة التى لن تتم بالقفز فوق الحقائق و لا بتجاهل الواقع ، و انما من خلال اعادة البناء على اسس ديمقراطية تكفل للجميع المشاركة الفاعلة فى تجاوز محطة الانقسامات الى رسم صورة لمستقبل الحزب تمكنه من استعادة دوره الفاعل فى المشاركة السياسية الوطنية وابراز ملامح ومساهمة الحزب فى رسم الخارطة السياسية للبلاد ،هذا لن يتم فى ظل استمرارحالة الانقسام الحالية و التى ربما فكر البعض فى انتهاءها باجراء الحوار بين الفرقاء ، و قد يرى بعضنا امكانية تجاوزها بلزق مكونات الاختلاف ، وحتى لو توفرت الرغبة الصادقة و حسن النوايا فلا يمكن فعلآ اعتبار ان هناك وحدة يمكن ان تتم دون تواضع مختلف الاطراف على مراجعة الفترة السابقة بسلبياتها و ايجابياتها و الاعتبار بها ، وانى لازعم ان هذا فقط قد يتحقق لو تم اجراء حوار على بلورة مشروع قومى بمكوناته السياسية و الفكرية و التنظيمية يستجيب للمتغيرات الكبيرة التى حدثت على الصعيدين الوطنى و القومى ، فلا يعقل ان يستمر البعثيون بنفس الرؤى و الافكار بحجة الاستمساك (بالمبادئ ) وكل الظروف موضوعيآ و ذاتيآ قد تبدلت ، شهدت السنوات الماضية سقوط بغداد تحت الاحتلال و يواجه العراق مهددات و اخطار التفكك و الانزلاق الى حرب طائفية ، حرب شاملة و طاحنة فى سوريا بين المعارضة و حكم البعث ، وربيع عربى اسقط الانظمة فى تونس ومصر و ليبيا و اليمن ، وترك هذه البلاد تعيش فى حالة من عدم الاستقرار والسيولة السياسية التى واكبت صعود احزاب و تيارات الاسلام السياسى الى سدة الحكم فى ظل استمرار حالة الحراك الشعبى الرافض لنتائج الربيع العربى التى مكنت الاسلام السياسى من الوصول للسلطة بالانتخابات حيث كانت التيارات الاسلامية الاكثر تنظيمآ و الاوفر مالآ ، ورافض الرعاية الغربية و الامريكية الرامية الى احتواء وقطف ثمار التغييرات التى حدثت لاعادة رسم خارطة المنطقة بما يتوافق مع المصالح الاستراتيجية الغربية بتماهى و انسجام غالبآ مع المصالح الايرانية بغض الطرف عن التمدد الايرانى التوسعى و تدخلها السافر فى شؤون دول المنطقة بلا استثناء ، سقطت حكومة الاخوان فى مصرمركز التنظيم العالمى لحركة الاخوان بفعل ( شرعية ) الشعب ، رفض شعبى وازمات سياسية تواجه حكومات الاخوان فى تونس و ليبيا و المغرب و تركيا فى ما يمكن وصفه ببداية تراجع وانحسار لموجة الاسلام السياسى ، البلاد انقسمت الى السودان و جنوب السودان و تستمر الحرب من شرقها لغربها و من جنوبها ( الجديد ) الى وسطها ، و تعيش حالة انسداد سياسى و تدهور اقتصادى لم يسبق له مثيل ، و يتفكك نسيجها الاجتماعى و تعمها حالة من الكراهية و رفض الاخر و عدم الاستماع لصوت العقل ، اذا ماذا يرى العثيون ؟ و كيف يفكرون ؟ و ماذا يريدون ؟ لا بد للبعثيين ( خاصة ) و القوميين ( عامة ) من اخذ هذه المتغيرات بجدية و الالتفات لاحداث مراجعات فكرية و سياسية و تنظيمية حقيقية، و يكفى ما اهدر من فرص ، انها فرصة مواتية لصعود التيار القومى من جديد اذا احسن التعامل مع المتغيرات و اذا تعامل بواقعية و مرونة سياسية ،
اذا توحد البعثيون فان الناتج سيكون حزبآ قويآ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اه البعثيون………… مرات اخر !!!!!…….. لا حكر على ما تؤمنون به………. ولكن مغامرات صدام العراق تارة شرقا وتارة جنوبا………… وهمجية …..اسد…..سوريا…. لن تبقي لاحد عذر…. في الا يحارب…. الاستبداد والعسف والقسوة البعثية …!!!!!!

    في زمن اختلط فيه …. دعاوي القومية …. والدعاوي الدينية………. يسارا ام يمينا…. لا فرق……ما عدنا نثق بأحد…… ما عدنا نأمل في احد………..

    …….. اما آن لكم ان تحنوا رؤوسكم خجلا واسفا للماضي القريب… وللحاضر المسيء…… للحق والفضيلة…. اما آن لكم….. ان تقيموا دول مؤسسسات وقانون…… بدلا من تزييف الضمائر…. ام ىن لكم ان تعترفوا………. بعذاب ضمائركم….. اتحسبون الناس …. فئران تجارب……….!!!!!! اتحسبون الحياة ….. ملهاة دماء وارواح…… ماهو الفرق بينكم وبين …… ارجاس البشير الرقاص…. عجبا…………….!!!!!!!!!!!!!!!

    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………
    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………
    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………
    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………
    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………
    الا ان الرقاص……….. ورهطه لا محالة الى زوال……………

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..