أخبار السودان

هل يوقف اتفاق “جوبا للسلام” نزيف الدم في السودان؟

أثار اتفاق السلام النهائي الذي وقعته الحكومة في عاصمة جنوب السودان جوبا، اليوم السبت، مع حركات مسلحة في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجبال النوبة، آمالا واسعة في تحقيق الاستقرار والتنمية، على الرغم من غياب ”حركة تحرير السودان“ و ”الحركة الشعبية ـ شمال“.

وتضمن الاتفاق الذي جرى بحضور أممي وعربي وأفريقي بين الحكومة و“الجبهة الثورية“ التي تضم عدداً من حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة مالك عقار، اقتسام السلطة والثروة وقضايا التعويضات والنازحين والعدالة الانتقالية، كما أنه يحدد تاريخ التوقيع على الاتفاق (الثالث من أكتوبر / تشرين الأول) لبدء المرحلة الانتقالية البالغة 39 شهراً.

2020-10-FB_IMG_1601747711448

وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال حفل التوقيع بجوبا  ”لا رجعة للحرب ولن نحيد عن طريق السلام، ونتائج هذا الإتفاق  ستكون سنداً ودعماً  لحكومة الفترة الانتقالية، وستساعد على تحقيق دولة العدالة والمواطنة“.

كسب المعركة

وعلق النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات بشأن توقيع السلام  محمد حمدان دقلو ”حميدتي“ على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ”اليوم ربح السودانيون بتوقيع اتفاق السلام في العاصمة جوبا، المعركة لصالحهم في تحقيق السلام والأمن والمحبة، لتطوى معها صفحة حزينة من تاريخ بلادنا طوال الـ 17 عاما من الحرب والدمار، وهي حقبة رسمت مشهدها دموع الرجال والنساء والشباب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، خسرنا الكثير بالفجائع وفقدان الأمان لنعرف قيمة السلام الذي نتطلع لعهده الجديد بكل همة وعزيمة“.

 

وأضاف ”وقّعتُ اليوم بجوبا مع إخوتنا في حركات الكفاح المسلح على اتفاق سلام نهائي يوقف الحرب ويحقق المقاصد نحو السلام والعدالة والمساواة في بلادنا، نأمل كذلك أن نعمل جميعاً على إنزاله لأرض الواقع لأجل مصلحة وطننا العظيم ومحبي السلام في بلادنا“.

صفحة جديدة

من ناحيته، قال رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ”اتفاقنا اليوم ليس معاهدة لاقتسام السلطة والثروة، بل هو صفحة جديدة في نهضة إنسان السودان، واستبدال فواتير الذخيرة والسلاح بمدخلات الإنتاج والتنمية لينعم كل سوداني وسودانية بلقمة عيش كريمة وتعليم مجاني متطور ومشفى مريح عند الحاجة، وحتى يشعر كل مواطن أن السلام أعطاه حياة كريمة“.

 

ترتيبات أمنية

ورأى الخبير الأمني الفريق عثمان بليلة، أن توقيع اتفاق السلام سيحقق الأمن والاستقرار في السودان، مؤكداً أن الترتيبات الامنية الواردة في الاتفاق تتضمن دمج القوات التي تتبع للحركات المسلحة في القوات المسلحة والقوات النظامية الاخرى وفق شروط ومعايير معينة، وقال ”هذا أهم بند في الاتفاقية باستيعاب الفصائل الحاملة للسلاح داخل القوات المسلحة والقوات الاخرى في جيش واحد.“

وأوضح بلية لـ ”إرم نيوز“ أنه حال تم تطبيق بند الترتيبات الامنية الوارد في الاتفاق فإن ذلك من شأنه خلق استقرار كبير في البلاد، واستدل بتجارب اتفاقيات السلام السابقة منذ اتفاقية ”الانانيا ون“ حيث نصت الاتفاقية حينها على دمج القوات وتلتها اتفاقيتين تم فيهما دمج قوات الانانيا – حركة سودانية متمردة 1955 – 1972 في القوات المسلحة السودانية.

2020-10-FB_IMG_1601747787393 2020-10-FB_IMG_1601747693701 2020-10-FB_IMG_1601747784153

خطوة إيجابية

وفي السياق ذاته، أكد أستاذ العلوم السياسية عبده مختار أن ”أي خطوة في اتجاه السلام هي ايجابية ومطلوبة ومشجعة نحو المزيد من التوافق والتوسع في العملية السلمية بإلحاق ما تبقى من الممانعين للسلام“.

واعتبر مختار في حديثه لـ ”إرم نيوز“ أن ”السلام الذي وقعته الحكومة السودانية مع قوى الحركات المسلحة بجوبا اليوم ليس كاملاً لكنه يؤسس لسلام شامل ودائم حال مضت الأمور بذات الطريقة التوافقية من أجل الوطن“.

وقال إن ”ما تم توقيعه من سلام اليوم هو خطوة للأمام ويجب توظيفها واستقلالها من أجل استكمال العملية السلمية لتحقيق سلام شامل في البلاد“.

 

2020-10-FB_IMG_1601747708365

ودعا مختار إلى ضرورة عقد مؤتمر جامع بالسودان لإجراء حوار سوداني ـ سوداني، وقال إنه لا ضرورة بعد الآن لوسطاء بين السودانيين لجهة أن الخصم قد أطاحت به الثورة السودانية.

2020-10-FB_IMG_1601747714466

وشدد على أن ”توقيع السلام اليوم يدعم خطوة ترتيب البيت من الداخل وله اسقاطات ايجابية على العلاقات الخارجية لجهة أن بعض مكونات المعارضة السودانية في عهد الرئيس المخلوع  كانت تعبئ العالم ضد السودان“، مضيفا ”الآن أصبح هذا غير موجود ما يدعم خطة السودان لإعادة بناء العلاقات الخارجية مع العالم“.

سلام ناقص

ووصف الصحافي والمحلل السياسي أدم محمد أحمد، خطوة توقيع الاتفاق بالمهمة، لكنه اعتبر أن السلام ما زال ناقصاً لجهة وجود الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور خارج اتفاق السلام الموقع في جوبا.

2020-10-FB_IMG_1601747790575

2020-10-FB_IMG_1601747705282

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..