من اجل الحفاظ علي الذاكرة الوطنية

د.عبدالقادر الرفاعي
من اجل الحفاظ علي الذاكرة الوطنية
عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة
(الزميل كمال 1926 ? 1984)
كان المكان سجن الهايكستيب (في مصر) وكان الشيوعيون السودانيين والمصريين يلقي بهم مقيدون بالحديد في ذلك السجن بالصحراء. كان عبدالرحمن الوسيلة والتجاني الطيب بابكر رمزاً مكثفاً عميق الدلالة لشئ واحد وليس سواه هو الكفاح بين الشعبين السوداني والمصري. كانا رمزاً للنضال من اجل طرد الاستعمار من بلديهما (السودان ومصر). هكذا جاء مبتدأ تاريخ عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة في مذكرات التجاني الطيب، اذ كانا رفيقا دراسة في جامعة فؤاد الاول. كان الوسيلة طالباً في كلية الاداب بعد ان اتقن اللغات: الانجليزية والايطالية والفرنسية. نحن هنا ابتدرنا الاشارة عن الوسيلة في مذكرات التجاني الطيب، لكن بدرالدين الخليفة يقول قبل يومين من اعتقال هذين النجمين الساطعين: ذهب الوسيلة مودعاً عبدالخالق محجوب وكان نزيل مستشفي الحميات بالعباسية بمصر: “اذا قدر لنا ان نلتقي مرة ثانية فسوف نبتسم والا فليكن هذا وداعاً حاراً” يقول الوسيلة ايضاً: “كنا نضاهي ? في سجن كوبر عام 1958م ? بين ترجمتي والترجمة الاخري للجنيد علي عمر لاحد نصوص شيكسبير، وجدت نفسي صائحاً عفارم الجنيد: ايها العبقري” ان الجبان خوف الموت في موت، لاهي افضل الف مرة مما جاءت به ترجمتي. وهكذا يتبادل الناس ذكريات ومقولات ساطعة عن العبقري المثقف الانسان عبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة. يقول لي الوسيلة: “حين طلب الي رئيس القضاء السوداني عام 1978م ان اتولي ترجمة 15 مجلد لقوانين السودان التي تركتها الادارة البريطانية لما اتمتع به ? او كما قال ? من امتلاك ناصية الالغة الانجليزية، ثرت في وجهه وكان صديقي: صدام حسين يعدم 17 ضابطاً في الجيش العراقي، والطاغية يحتفظ بستين معتقلاً شيوعياً في سجون السودان رغم ادعائه بانفاذ المصالحة الوطنية قبل اكثر من عام.. رفاقي الشيوعيين متحفظ عليهم في سجون شالا والابيض وكوبر رهائن… هل لي ابيع ضميري من اجل حفنة دولارات ؟؟! لا.. لا، لن اترجم كلمة.. يا شياطين المدافع كيف صرتم محكمة؟