مرثية لرجل حقيقي

لأول مرة تعجز الحروف عن التعبير فالقلب ينزف والعقل تشتت وتاه ، والدموع لاتتوقف وذكراه تتطوف في الخيال فقد كان رقيقا مرحا يحب (الفته والقهوة والسودان) ويحلم بأن يصبح من الدول المتقدمة ..

شعيرية الذي كان يعشق هذا الاسم (ابن الجزيرة) لم يتوقف عن الخروج  في كافة المليونيات وهو يحمل علم السودان وينظم ويمنع الثوار من التعرض للعسكر بل كان يوزع عليهم قوارير الماء البارد داخل اعتصام القيادة ، وهو يردد عليهم الجملة الشهيرة نحن إخوانك يابليد ويحتضنهم بحنيته المعهودة ..

تقابلنا داخل اعتصام القيادة العامة وكان يلفت الأنظار ببشاشته ومرحه الدائم وأدبه الجم ثم فرقت بيننا الايام حتي جاء النعي الأليم ليصيب القلب بالألم رغم اننا لم نصدق بأن هناك من يمكنه ان يطلق النار علي هذه الروح الطاهرة.

ولكننا نعاهدك محمد فيصل او كما يحلو لك (شعيريه) بأننا سنحقق حلمك الذى ظللت تردده لنا دائما بان يتحول الوطن الي وطن يعرف معني الحرية والسلام والعدالة ولن نتوقف عن رفع رايتك الجميلة وسنحمل عنك ذلك العلم المخضب بدماء من سبقوك الي براحات الجنة ونسأل الله لك وشهداء هذا الوطن الرحمة والقبول الحسن ، فقد منحتم الارواح طاهرة من أجل ان تنعم الأجيال القادمة بوطن ديمقراطي بعيدا عن الحكم الديكتاتوري العسكري الظالم .

ولاحولا والاقوة  الا بالله وهو القادر علي الظالم والمستبد ..

ونسأل الله ان نلقاك طاهرين كما رحلت طاهرا…

من اجلكم ستظل الثورة مستمرة .