ما أسباب إرتفاع نسبة المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل

إستطلاع أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية وجدوا إن الشعب السوداني كأكثر شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جاهزية للتطبيع هذا الإستطلاع إطلعت عليه في صحيفة الراكوبة الغراء .
بغض النظر عن مصداقية هذا الإستطلاع أو عن كيفية وزمن إجرائية . أي ناشط وباحث في شأن الشارع السوداني يجد فعلا هنالك نسبة كبيرة جدا من المؤيدين للتطبيع وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل فلم أتفاجأ من هذه النسبة ولا أبالغ إذا قلت إن النسبة الحقيقية المؤيدة قد تفوق النسبة الواردة في هذا الإستطلاع بكثير حتى أصبحت التأييد للتطبيع مع إسرائيل ظاهرة خطيرة تستحق الدراسة . كم أن المتابع للتعليقات الواردة على هذا الإستطلاع في نفس الصحيفة يستنتج ذلك وأكثر من ذلك
تعالوا نناقش القضية أو سبب هذه الظاهرة الخطيرة من وجهة النظر التي أتبناها
الملاحظ أن الأساس والقاسم المشترك لمعظم الشعوب المؤيدة لإسرائيل هو الإضهاد والتهميش والإحباط فأي قومية أو إقليم يريد الإنفصال أو يعاني من التهميش والاضطهاد نجده يرفع علم إسرائيل وينادي بالتطبيع مع إسرائيل كالمستجير من النار بالرمضاء .. فلكم الأمثلة
المثال الأول : قبل إنفصال الجنوب كان الجنوبيون يهددون الشمال بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وبعد إنفصاله وفي خلال حفل الإستقلال كان الجنوبيون يحتفلون ويرقصون وهم يرفعون علم إسرائيل .. ومن أوائل السفارات التي تم إفتتاحها في الدولة الوليدة كانت لدولة إسرائيل .. ومن أول الزيارات التي قام بها رئيس جنوب السودان كانت لإسرائيل وكل ذلك كان عبارة عن كيد وحقد على العرب الذين كانوا يعيشون معهم ووجدوا منهم الإضطهاد والتهميش كما يتصورون .. وكان الراحل دكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية على علاقة جيدة مع إسرائيل
المثال الثاني : أهل دارفور وخاصة الشباب وجدوا في إسرائيل ضالتهم والصدر الحنيين الذي يدغدغهم بالأحلام والأماني وكذلك معظم رؤساء حركات دارفور المعارضة لهم علاقات جيدة مع إسرائيل والكثير من الحركات الدارفورية لديها مكاتب في إسرائيل والآن في إسرائيل توجد جالية لا بأس بها من أبناء دارفور ومنهم من مثّل إسرائيل في المحافل الدولية بعد أن نالوا جنسيتها وتنتشر الكثير من الأصوات على الوسائط التي تمدح لنا إسرائيل ويحسنوا في صورتها القبيحة حتى تظن أنهم توظفوا مندوبي علاقات عامة لدولة إسرائيل … وهذا الحب الزائف أرجعه إلى أنه نتيجة كيد للحكومة التي تدعي العروبة (وتعادي) إسرائيل وفي نفس الوقت تعادي وتقتل أهل دارفور وكما يقول المثل ( عدو عدوك صديقك )
المثال الثالث : أكراد العراق ظلوا يرفعون علم إسرائيل في كل المظاهرات والمسيرات التي تنادي بالإنفصال من العراق وكان علم إسرائيل حاضرا خلال إستفتاء الإنفصال الأخير ليس لشيء إلا كيدا في العرب وهذا ردة فعل طبيعية بعد قتلهم بالكيماوي من قبل نظام صدام حسين العروبي فلابد من البحث للعدو التاريخي للعرب
المثال الرابع : الأمازيغ في المغرب العربي كافة من الجزائر وتونس والمغرب بالإضافة إلى أمازيغ ليبيا يرفعون علم إسرائيل كلما ضاقت بهم الدنيا وضاقوا ذرعا من العنصرية رفعوا علم إسرائيل وفي كل مظاهرة ينغمون فيها على الوضع الإنساني السئ الذي يعيشونه يرفعون علم إسرائيل بل يتفاخرون في كل منتدياتهم بأنهم ليسوا عربا بل ينعتون العرب بأبشع الأوصاف وينسبونها لإبن خلدون ويقولون إنه أمازيغي ويعلنون تأييدهم وحبهم لإسرائيل

إذن فليس غريبا على الشعب السوداني بأن يكون فيه هذه النسبة الكبيرة من المؤيدين للتطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل وهو يعيش لحظة اضطراب في الهوية وإحباط من العروبة لا مثيل له .. بالرغم من أن إسرائيل أسوأ دولة من الناحية العنصرية وفي مجال حقوق الإنسان وما تقوم به لم يقم به نظام (الأبارتايد) العنصري في جنوب أفريقيا ولم نسمع يوما بتأييد لنظام (الأبارتايد) على الأقل لم يقم نظام (الأبارتايد) بتشييد جدار العزل العنصري الذي يعزل الفلسطينيين عن الإسرائيليين وألاف الأطفال والنساء داخل السجون الإسرائيلية ويتم حكم المؤبد عشرات المرات على المطالبين بالحرية ويهدم بيوت المواطنيين الأمنيين ويقتل ويسجن بدون قانون بغض النظر عن من هم بداخل السجون عربا أو عجما فكل إنسان شريف سيشجب مثل هذا الوضع .. ولكن بالرغم من ذلك ترى التأييد الأعمى لإسرائيل والكل على علم أنه لا فائدة إقتصادية مرجوة من التطبيع مع إسرائيل والدليل على ذلك الدول التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل … والأمثلة كثيرة فلو أخذنا دولة الجنوب وهي الأقرب ما الذي جنته من علاقاتها مع إسرائيل واليوم تعيش أسوأ وضع إقتصادي ومجاعة مات فيها الألاف فلم تجد أي دعم من إسرائيل .. وحتى الدول العربية التي طبعت علاقاتها وترفع علم إسرائيل في وسط عواصمها لم تأخذ أي شيء من إسرائيل وتعيش أسوأ أوضاع إقتصادية بل وجعلت مطالبهم في مرحلة التأجيل حتى الآن بينما أخذت هي كل شيء وأهم ما أخذته هو الإعتراف بها كدولة
فإذا كان الشعب السوداني يعلم بكل مساوي إسرائيل الإنسانية بغض النظر عن الذين تحتلّ أرضهم عربا أو غير عرب إذن ما هي أسباب تأييد التطبيع والتي زادت وتيرتها في عهد الإنقاذ والذي له الفضل في ظهور كل الظواهر الشاذة والسالبة في المجتمع إذن الأسباب هي عبارة عن ردة فعل لما وجدوه من تهميش وعنصرية من العرب فبدأوا يبحثون لعدو العرب وأقرب عدو للعرب هو إسرائيل.. الذي سيعتبرونه بالطبع صديقهم … من الممكن والمعقول أن يقول أحد نحن لسنا بعرب ولا دخل لنا بقضايا العرب لأننا أفارقة أو زنوج مقبولة بعض الشي ولكن أن ينادي بالتطبيع مع دولة محتلة عنصرية فاشية فهنا المشكلة الخطيرة التي تستحق الدراسة
إذن كل الأسباب في تحول سلوك الشعب السوداني الخطيرة في إعتقادي المسؤول الأول والأخير عنها هي حكومة الإنقاذ وهي من وضعت الشعب السوداني في خانة التهميش مع العرب ابتداء من الرئيس الذي يقبل ولا يحتج في طريقة التعامل والإستقبال له والتعالي عليه وإلا فلماذا لا نرى مؤيدين للتطبيع مع إسرائيل بهذه العددية المتزايدة في عهد حكم نميري وهو حكم دكتاتوري عسكري ؟ الجواب : لأن نميري كانت له مكانته في العالمين العربي والأفريقي لا يقبل التهميش أو النظرة الدونية وهذه المكانة إنعكست على تعامل الشعوب والحكومات تجاه الشعب السوداني … والسبب الآخر أيضا مسؤوله عنه حكومة الإنقاذ وهو الدعم الإقتصادي الضعيف من قبل الحكومات العربية وذلك مرده لعلم هذه الحكومات بالفساد المستشري فكيف لهم أن يقدموا دعما إقتصاديا إلى حكومة تقضي على الأخضر واليابس وهذه الحكومات لها سفارات وملحقيات أمنية وإستخباراتية وتعلم بالثروة الضخمة التي تبخرت وتسربت في جيوب الفئة القليلة المستأثرة بالسلطة ولم يستفد منها المواطن السوداني…

علي العموم أقول لخارجية دولة إسرائيل لا تفرحوا كثيرا بهذه النسبة العالية المؤيدة للتطبيع معكم فهي مؤقتة ومرهونة بوجود حكومة الإنقاذ وستزول بزوالها .. ومن هنا تتضح الصورة التي غابت عن الكثيرين وهي سبب دعم إسرائيل لحكومة المؤتمر الوطني وتسعى بكل جهودها بإطالة عمرها وبقائها لعلمها التام أن مصلحتها بوجود حكومة المؤتمر الوطني . لهذا مارست إسرائيل كل الضغوط على أمريكا لرفع الحظر الإقتصادي عن حكومة الإنقاذ.

ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المشكلة مش اضهاط ولايحزنون, المشكلة في نوعية وطريقة تفكيركم, عاوزين كل العالم يزعلوا لزعلكم اويحزنوا لحزنكم او يفرحوا لفرحكم او يعادوا عدوكم واذا لم يفعل ذالك يكون اما عدو او مضهط او اقلية, نظرتكم للاخرين للاسف بتحكموا عليه من وجه نظركم فقط متوهمين ومعتقدين انكم افضل من الجميع برغم انكم ما قدمتم شئ للبشرية سو العنف والجهل والتخلف واكثر ما ابدعتوا فيه انه جسم المراه عوره ولا ما عوره, ومابعرف شنو, اكثر شعوب مافيهم يعيشوا من دون الاخرين لانكم اكثر الشعوب بتستهلكوا ومابتنتجوا, يعنيى زى القراد الملصق في الكلب وبعد ده كله جاين تنبحوا. اختشي يا…… واسحب كلامك الفارغ ده.

  2. بس القصة جايطة كتير. ناس كثيرون (نحترم رايهم) مع إسرائيل نكاية في العرب.
    لكن العرب الجد ال سعود, امارات, أيضا مع إسرائيل. و مبارك المهدي. وهذا اكثر ما يبوظ على انصار إسرائيل في السودان مبرر معاداة العرب.
    اذن ممكن نكاية في العرب معاداة إسرائيل. لكن صعب يدقوا فرامل سريع الا انقلب المندفعون مع اسرائيل على راسهم.
    اهل اليسار قبل ان تنكسر شوكتهم يفهمون إسرائيل بانها مخلب النظام الرأسمالي. حتى اعلان الدولة يهودية يكون الدين اليهودي طلاء خارجيا اما الحقيقة فهي فرض الرأسمالية صيغة وحيدة على دول الكوكب. وقد شهدنا طلاء الإسلام غطاء للفساد والنهب.
    ودول الخليج لا تعرف شيئا الا الرأسمالية, بل الرأسمالية السالبة الاستهلاكية. وهذا ما يفسر قبولهم لإسرائيل.
    اقعوا اليسار يا ناس افهموا معهم ان القضية أصحاب راسمال هائل ضد فقراء وبؤساء بأعداد هائلة.
    أخير لكم.

  3. المشكلة مش اضهاط ولايحزنون, المشكلة في نوعية وطريقة تفكيركم, عاوزين كل العالم يزعلوا لزعلكم اويحزنوا لحزنكم او يفرحوا لفرحكم او يعادوا عدوكم واذا لم يفعل ذالك يكون اما عدو او مضهط او اقلية, نظرتكم للاخرين للاسف بتحكموا عليه من وجه نظركم فقط متوهمين ومعتقدين انكم افضل من الجميع برغم انكم ما قدمتم شئ للبشرية سو العنف والجهل والتخلف واكثر ما ابدعتوا فيه انه جسم المراه عوره ولا ما عوره, ومابعرف شنو, اكثر شعوب مافيهم يعيشوا من دون الاخرين لانكم اكثر الشعوب بتستهلكوا ومابتنتجوا, يعنيى زى القراد الملصق في الكلب وبعد ده كله جاين تنبحوا. اختشي يا…… واسحب كلامك الفارغ ده.

  4. بس القصة جايطة كتير. ناس كثيرون (نحترم رايهم) مع إسرائيل نكاية في العرب.
    لكن العرب الجد ال سعود, امارات, أيضا مع إسرائيل. و مبارك المهدي. وهذا اكثر ما يبوظ على انصار إسرائيل في السودان مبرر معاداة العرب.
    اذن ممكن نكاية في العرب معاداة إسرائيل. لكن صعب يدقوا فرامل سريع الا انقلب المندفعون مع اسرائيل على راسهم.
    اهل اليسار قبل ان تنكسر شوكتهم يفهمون إسرائيل بانها مخلب النظام الرأسمالي. حتى اعلان الدولة يهودية يكون الدين اليهودي طلاء خارجيا اما الحقيقة فهي فرض الرأسمالية صيغة وحيدة على دول الكوكب. وقد شهدنا طلاء الإسلام غطاء للفساد والنهب.
    ودول الخليج لا تعرف شيئا الا الرأسمالية, بل الرأسمالية السالبة الاستهلاكية. وهذا ما يفسر قبولهم لإسرائيل.
    اقعوا اليسار يا ناس افهموا معهم ان القضية أصحاب راسمال هائل ضد فقراء وبؤساء بأعداد هائلة.
    أخير لكم.

  5. النظرة العنصرية الفلسطينيين تجاهنا هي واقع مترسخ عميقا” في العقل الباطن الفلسطيني والعربي، لا يجهلها الا السودانيون أنفسهم مع الأسف ، ودونك شريط الطبيب السوداني و ما ناله من شتائم من أحد السعوديين الذي يمثل العقل الباطن للسعوديين والعرب قاطبة.
    ولذلك يستغرب المرء من هذا الهوس الأخرق والحماس الأهوج الذي نندفع به حول القضية الفلسطينية.
    ان ما يعانيه الشعب السوداني من فاقة ومرض ومسغبة يزيد كثيرا” عما يعانيه الفلسطينيون حتى في غزة، قارن بين مساكنهم ومساكننا وملابسهم وملابس أطفالنا وأجسامهم وأجسام أهلنا في أطراف مدننا الكئيبة، ولا أقول أهل الهامش في الشرق او الغرب.
    إن من سوء حظ هذا الشعب السوداني الساذج ان قادته قد عرفوا من أين تؤكل كتفه، (عاطفته الهوجاء) التي يستغلها أولئك القادة ، وكلما فشلوا في اسعاده أشعلوا له نار فلسطين أو القدس وسار وراءهم في هبالة وعبط.

    في ستين داهية فلسطين، وليكن جهدنا لعلاج واطعام وتعليم أهلنا المساكين البؤساء التعساء.
    لماذا لا نخرج في مظاهرة تندد باحتلال حلايب (بتاعتنا) بدلا” عن الاحتجاح على احتلال (فلسطين) التي ينظر شعبها لنا نظرة” عنصرية دونية؟.
    ما الفرق بين احتلال واحتلال؟؟
    في ستين داهية فلسطين.

  6. النظرة العنصرية الفلسطينيين تجاهنا هي واقع مترسخ عميقا” في العقل الباطن الفلسطيني والعربي، لا يجهلها الا السودانيون أنفسهم مع الأسف ، ودونك شريط الطبيب السوداني و ما ناله من شتائم من أحد السعوديين الذي يمثل العقل الباطن للسعوديين والعرب قاطبة.
    ولذلك يستغرب المرء من هذا الهوس الأخرق والحماس الأهوج الذي نندفع به حول القضية الفلسطينية.
    ان ما يعانيه الشعب السوداني من فاقة ومرض ومسغبة يزيد كثيرا” عما يعانيه الفلسطينيون حتى في غزة، قارن بين مساكنهم ومساكننا وملابسهم وملابس أطفالنا وأجسامهم وأجسام أهلنا في أطراف مدننا الكئيبة، ولا أقول أهل الهامش في الشرق او الغرب.
    إن من سوء حظ هذا الشعب السوداني الساذج ان قادته قد عرفوا من أين تؤكل كتفه، (عاطفته الهوجاء) التي يستغلها أولئك القادة ، وكلما فشلوا في اسعاده أشعلوا له نار فلسطين أو القدس وسار وراءهم في هبالة وعبط.

    في ستين داهية فلسطين، وليكن جهدنا لعلاج واطعام وتعليم أهلنا المساكين البؤساء التعساء.
    لماذا لا نخرج في مظاهرة تندد باحتلال حلايب (بتاعتنا) بدلا” عن الاحتجاح على احتلال (فلسطين) التي ينظر شعبها لنا نظرة” عنصرية دونية؟.
    ما الفرق بين احتلال واحتلال؟؟
    في ستين داهية فلسطين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..