يستنسخون..!ا

بالمنطق

يستنسخون..!!!

صلاح عووضة

٭ جرياً على عادة أهل الانقاذ «التأصيلية» في إطلاق الأسماء اخترنا العنوان أعلاه لكلمتنا اليوم لعلهم «ينتبهون»..
٭ والغريب ان الذي نريدهم أن «ينتبهوا» له هذا أهدتنا بعضا من معطياته صحيفة «الانتباهة» عبر صفحة «الصحافة زمان» التي يعدها الزميل كمال أحمد يوسف.
٭ فما نريد أن نقوله إن الانظمة الشمولية العسكرية في العالم العربي يستنسخ بعضها تجارب بعض بالكربون..
٭ فاللاحق منها يحذو حذو السابق في كل شيء..
٭ في محاولة حشر الناس حشراً في وعاء سياسي واحد يدين بالولاء المطلق للقيادة التاريخية للـ«ثورة!!»..
٭ وفي تسليط الأجهزة الأمنية ـ مثلاً ـ على كل من يرفض أن «ينحشر!!»
٭ وفي تكميم الأفواه ـ والأقلام ـ قدر المستطاع حتى لا تكون هنالك «أصوات نشاذ فاتها القطار!!» بمثلما يقول الآن قائد النظام «الاستنساخي» في اليمن..
٭ أتذكرون ـ بالمناسبة ـ «قطار الانقاذ» الذي كنا نُطالب باللحاق به قبل أن «يفوتنا»؟!..
٭ وفي تمكين الموالين ـ والمطبلين والمنافقين والانتهازيين ـ من مفاصل أجهزة الدولة الحيوية كافة ضماناً لـ«ديمومة!!» الثورة..
٭ وفي توظيف الإعلام الرسمي ـ سيما التلفزيون ـ للتسبيح بحمد الثورة المباركة آناء الليل وأطراف النهار..
٭ وفي إبراز صور القائد «الملهم» في الدواوين والميادين والشوارع والجسور شريطة ان تكون كيوم استلامه السلطة وإن بلغ هو من الكبر عتيا..
٭ وفي ابقاء البلد في حالة استعداد دائم لمعركة مع المتربصين والمندسين والخونة والعملاء فضلاً عن عدوٍّ خارجي «يُصنع!!» إن لم يكن له وجود..
٭ وفي حثِّ الشرطة على الضرب بـ «رصاص من حديد» إزاء أية محاولة لإثارة «الشغب!!» تحت دعاوى الحق في التظاهر السلمي.
٭ وفي تحسس المسدسات فوراً إذا تعالت في أجواء البلاد نغمة الحرية او الديمقراطية او حقوق الانسان او كل ما له صلة بثقافة دول «الاستكبار العالمي!!»..
٭ وفي تخصيص «ثلث!!» ميزانية الدولة ـ أو أكثر ـ لمتطلبات الامن والدفاع بما ان الدولة مستهدفة في مقدراتها ومكتسباتها وخيراتها..
٭ وفي الحرص على إظهار مواكبة «الثورة» لضرورات العصر السياسية عبر إنشاء برلمانات «ديكورية!!»، وكيانات «ظِلِّية!!»، وانتخابات ذات النسبة «المستنسخة» إياها «المئوية»..
٭ والآن إذ تشهد بلاد «الاستنساخ!!» هذه ثورات شعبية فإن أنظمتها «الثورية!!» تستنسخ أسلوباً واحداً في التعامل مع الثورات المذكورة..
٭ تستنسخه بكل أخطائه ونَزَقِه وعُقمه و«وحشيته!!»..
٭ فهو أسلوب تبدأ خطواته عادة بانكار ان تكون هناك تظاهرات احتجاج أصلاً على نسق عبارة القذافي الشهيرة في بدايات ثورة شعبه: «شوفو، شوفو، وين المظاهرات؟!»..
٭ ثم يعقب ذلك اعتراف بوجود تظاهرات ولكنها تُنسب الى «مؤامرات خارجية!!» تستهدف أمن واستقرار البلاد..
٭ ويتزامن ذلك ـ غالباً ـ مع صدور قرارات «رئاسية» بالإقالة الفردية او الجماعية لمتنفذين..
٭ ثم تأتي خطوة التصدي «الوحشي!!» للمتظاهرين ـ عبر الأجهزة الأمنية والشرطية ـ ليسقط الضحايا بالعشرات..
٭ ثم يُجند الموالون لتحريك تظاهرات مضادة مدعومة بـ «البلطجية!!»
٭ ثم يأتي اوان التنازلات والمساومات و«الإنكسارات!!»..
٭ وهذه هي الخطوة قبل الأخيرة التي تسبق «الهرب» و«الفرار» و«التماس النجاة»..
٭ أما ما نأتي إليه نحن الآن فهو «هدية» صحيفة «الإنتباهة» تلك في سياق حديثنا اليوم عن «تنبيه» الغافلين في «زمن الغفلة!!»..
٭ فقد – أوردت الصحيفة مقتطفات مما نشرته بعض الصحف «الرسمية» في بدايات ثورة ابريل بمناسبة حلول ذكراها السنوية…
٭ لاحظ عزيزي «القارئ «دقة!!» الاستنساخ الذي لا «يتأثر!!» بظرفيّ الزمن والمكان من تلقاء الأنظمة العسكرية بمنطقتنا..
٭ جاء في صحيفة «الصحافة» بتاريخ الثاني من ابريل من العام «85م» – حسب «الانتباهة» – ما يلي:
٭ «اكد اللواء عمر محمد الطيب النائب الاول لرئيس الجمهورية استتباب الأمن في جميع أنحاء القطر، وقال ان ما شهدته الخرطوم من أعمال تخريب كان عملاً معزولاً»..
٭ وأوضح السيد النائب الاول ان الثورة لن تفرط او تتهاون في أمن الوطن واستقراره، وانها ستأخذ بالحزم الذي لا يعرف التردد كل من يحاول النيل من استقرار الوطن وسلامته»..
٭ «وقال إن عين الثورة ساهرة تراقب تحركات العابثين والحاقدين والمتآمرين»..
٭ ونشرت صحيفة الايام بتاريخ الثالث من ابريل من العام «85م» الآتي:
٭ «اكد الرئيس القائد جعفر نميري ان إيمان الجماهير بالثورة ومبادئها لا يزعزعه عنف الغوغاء، ولا يحركه تآمر الاعداء، ولا ينال منه حقد الذين ملأت قلوبهم البغضاء»..
٭ والصحيفتان هاتان أبرزتا يوم الثاني من ابريل من العام المذكور توّعد القائد المايوي «ابوساق» – خلال ما سُميّ بمسيرة الردع – للمتظاهرين بسحقهم كما «العقارب!!»..
٭ وهدية «الانتباهة» هذه نهديها لقادة الانقاذ مقروءة مع الذي يحدث من حولنا هذه الايام لعلهم يفهمون ما عنيناه بـ «الاستنساخ!!»..
٭ لعل مندور المهدي – مثلاً – يفهم ان حديثه عن «سحق المتظاهرين!!» هو محض استنساخ لحديث سلفه ابي ساق الخاص بـ «السحق!!» رغم المدى الزمني الفاصل بين الحديثين..
٭ هل أخطأنا – إذاً – حين قلنا إن الانظمة العسكرية العربية هي نُسخٌ طبق الاصل من بعضها البعض، وان اختلفت المسميات والشعارت والآيديولوجيات..؟!! ..
٭ ولكن التاريخ أصدر حكمه الآن بـ «إعدام!!» ظاهرة سادت لأكثر من نصف قرن من الزمان.
٭ ظاهرة تتشابه فيها الانظمة العسكرية منذ لحظة الميلاد وحتى لحظة الممات ..
٭ ظاهرة «يستنسخون!!!»..

الصحافة

تعليق واحد

  1. هذا ليس بالتأصيل بل هم يسعون للعماله لصالح الاعراب … فالتأصيل ينبع من القاعده الشعبيه … فالموسيقى متفرده وكذلك اللغه السودانيه … فمن التأصيل ايضا الافتخار باللغه السودانيه وان تحذو الميدا بالتحدث باللغه السودان … ولكن ان نستورد فتلك هي العماله …

    كما ذكر المذيع المصري شفيع شلبي بان كلمة أعلان تعني مخابرات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..