أخبار السودان

الخذلان..!ا

د. عمر القراي

(وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) صدق الله العظيم
فاجأ السيد محمد عثمان الميرغني، راعي الطريقة الختمية، ورئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الاصل، جماهير حزبه، واتباع طريقته، ومعظم الشعب السوداني، بإعلان دخول حزبه في حكومة المؤتمر الوطني المرتقبة. فقد جاء (أكد السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" أمس التحاقهم بحكومة المؤتمر الوطني وعزا الميرغني قراره لما أسماه بـ "المصلحة الوطنية". هذا وأعلن عمر البشير في خطابه أمام الجلسة الختامية للمؤتمر العام لحزبه أنه سيواصل الحرب على جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور، الأمر الذي خرجت به توصيات المؤتمر العام للحزب الحاكم، مما يشير الى أن الاتحادي الديمقراطي سيلتحق بحكومة "حرب"، ومع كل ما يستتبع ذلك من تقييد للحريات وتفاقم في الأزمة الاقتصادية الاجتماعية القائمة)(حريات 27/11/2011م). ومصدر الإستغراب، ان الحزب ظل طوال تاريخه، يؤمن بالديمقراطية، وتنص مواثيقه على عدم التعاون مع الحكومات الدكتاتورية، ثم انه على مدى فترة حكومة الإنقاذ، وقف في المعارضة، وكان نصيب رئيسه مصادرة الممتلكات، والمضايقة، حتى اضطر الى ترك البلاد لفترة طويلة، كما عطلت دور الحزب واوقف نشاطه.. ولقد قاد الحزب الإتحادي الديمقراطي، تحالف المعارضة العريض- التجمع الوطني الديمقراطي- الذي استطاع ان يجمع الشعب السوداني بمختلف أطيافه، على وثيقة "مقررات أسمرا للقضايا المصيرية" التي كانت النواة لإتفاقية السلام الشامل.. وحين شارك الحزب في الإنتخابات الأخيرة، مخالفاً تجمع الأحزاب التي أجمعت على عدم المشاركة، رغم انه قد كان عضواً في ذلك التجمع، إعتبر بعض المحللين السياسيين، ذلك الموقف ضعفاً هيكلياً في الحزب المنقسم على نفسه، وعجز عن المواجهة، وقصر نظر سياسي.. ولكن الموقف على كل حال يمكن تبريره، من منطلق ان الحزب يريد ان يحتكم للديمقراطية، وفاء لتاريخه الطويل في احترامها.. وكان السيد محمدً عثمان الميرغني، قد زار كسلا قبيل الإنتخابات، فقابلته جماهير هادرة تهتف بالولاء له وللحزب، مما أكد أن المدينة وضواحيها، بل الشرق كله يسانده.. ولكن نتيجة الإنتخابات، جاءت مخيبة لآماله، إذ لم يحصل مرشحه إلا على حفنة أصوات!! ولقد وضح للسيد محمد عثمان الميرغني، أن الإنتخابات قد كانت خدعة، وأنها زورت تماماً، واستغل كل من شارك فيها ليعطيها شرعية لا تستحقها، فتساءل أين ذهبت الجماهير الغفيرة التي قابلته هل ابتلعها القاش؟! في اشارة واضحة لتأكيد ما حدث من تزوير، كان من مفارقاته، ان سقط الحزب الإتحادي الديمقراطي العريق، في بقعة تعد حاضرة الختمية في السودان، ومعقل ضريح السيد الحسن اب جلابية!! فإذا كانت حكومة المؤتمر الوطني، قد زورت الإنتخابات، لتبعد الحزب الإتحادي الديمقراطي الاصل، عن مواقع السلطة، فهل يصدق عاقل أنها الآن ستمنحه هذه المواقع سهلة دون إنتخابات، لمجرد أظهار ان الحكومة قومية، وممثلة للشعب السوداني؟! لقد أغرى المؤتمر الوطني الميرغني بالمشاركة في الإنتخابات، ليعطيها شرعية، ثم ركله بالسطو على صناديق الإقتراع، ولم يتعظ الميرغني من تلك التجربة.. ولما كانت كل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها، فإن الميرغني يدخل حكومة المؤتمر الوطني اليوم بحزبه، ليخرج المؤتمر الوطني من عزلته، ويؤكد للعالم زعمه الكاذب بانه يمثل الشعب، وأنه يشرك غيره معه في حكم البلاد.. وهذه خدعة كبرى، يمارسها شيخ الطائفة الختمية، مع دهاة المؤتمر الوطني، شعر بذلك أم لم يشعر.. وبعد ان يكتمل هذا الدور، سيقوم المؤتمر الوطني بركل الميرغني مرة أخرى، بعد ان يكون قد شاركه مسئولية جرائمه وفساده، ثم لم ينل شيئاً مما كان يحلم به من نفوذ أو مال، اشتراه بكل مصالح الشعب السوداني، وكل تاريخ حزبه، وهو يفقد مصداقيته كقائد ديني، وكزعيم سياسي يؤمن بالديمقراطية.
لقد باع السيد محمد عثمان الميرغني تاريخ حزب الشعب الديمقراطي، وتاريخ الحزب الوطني الإتحادي، وأساء الى سيرة شيخ علي عبد الرحمن، وسيرة الزعيم الازهري، بتحالفه مع نظام دكتاتوري غاشم، تفوق في السوء، على كل الدكتاتوريات السابقة، التي رفض قادة الحزب الإتحادي الديمقراطي التعامل معها. وما كان لراعي الطريقة الختمية، التي قامت علىّ قيم السماحة والسلم، ان يضع يده في أيدي تلطخت بدماء الابرياء، من ابناء شعبنا، في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، ولا زالت تصر على تقتيلهم، ومنع الإغاثة عنهم، لو كان يرعى حرمة لإرثه الديني والأخلاقي، أو يدرك معنى لإرثه السياسي الوطني، الذي لم يلوث كما تلوث الآن.
ولابد لنا من الإشادة بالموقف الناصع، لشباب الحزب الإتحادي الديمقراطي، الذين هتفوا في حولية السيد علي الميرغني (لا وفاق مع النفاق)!! وضربوا، واعتقلوا، وطردوا من جنينة السيد علي، وهم يشهدون إجتماع حزبهم، ليقرر المشاركة.. كما انهم في الجامعات اصدروا بياناً يدين خضوع حزبهم، ودخوله في نظام المؤتمر الوطني!! ومن هؤلاء الشباب الذين صرحوا برفض المهزلة السيد محمد الحسن، نجل السيد محمد عثمان الميرغني، فقد جاء (وسبق وأعلن السيد محمد الحسن نجل الميرغني لن أشارك في حكومه حرب. لكي أحارب أهلي و شعبي ولن أتحمل أوزار 22 عاما من الفساد و الإستبداد وأوضح أن الهيئه القيادية للحزب الاتحادي الديمقراطي ليست الجهة المختصة بإصدار مثل هذه القرارات الكبيرة والتي تعتبر من صلاحيات المكتب السياسي المنتخب وحده. واشاد بدورشباب الحزب ونضالهم ضد المشاركه وناشدهم بمواصلة النضال ضدها بالحكمه والموضوعية)(المصدر السابق).
ألا يوافق السيد محمد عثمان الميرغني، نجله بأن حكومة الإنقاذ حكومة فساد واستبداد؟! ألا يوافق شباب الحزب، على ان المؤتمر الوطني مجموعة مردت على الغش والنفاق؟! فليسمع إذاً لأكثر المناصرين للنظام، حين انطقه الله الذي أنطق كل شئ!! يقول الطيب مصطفى صاحب صحيفة الإنتباهة (عدة أسئلة تنبثق من هذه الأمثلة التي أضربُها لأبيِّن أن الحزب الحاكم يُمسك بتلابيب البلاد ويضيِّق الخناق على الممارسة السياسية وعلى الرأي الحُر ولذلك تجد كثيرين يقولون لك نحن معك لكننا لا نستطيع أن نجهر برأينا بفقه «الصلاة خلف علي أقوم لكن مائدة معاوية أدسم» بكل ما ينطوي عليه ذلك من تفشٍ لظاهرة النفاق الذي ذُمَّ في القرآن!!)(الإنتباهة 27/11/2011م). أم يظن الميرغني أن اعضاء حزبه حين يدخلون حكومة المؤتمر الوطني سيسمح لهم بأي رأي مخالف فليسمع إذاً (أقول إن وظيفة المدير لهيئة حكومية أو غير ذلك من تلك التي يصدر القرار بشأنها من السلطة التنفيذية لا يُعيَّن فيها إلا من بوابة الولاء السياسي باعتبارها وظيفة تابعة للحزب الحاكم وليست وظيفة تتبع لوطن يُسمَّى السودان بعد أن أصبح السودان مملوكاً للحزب الحاكم أو كاد)(المصدر السابق). وإذا كان إنعدام الحريات في ظل هذا النظام يراه ويعبر عنه الطيب مصطفى بقوله (ثمة أمر آخر.. هل المواطنون أحرار في أن يعبِّروا عن آرائهم أو في الانخراط في نشاط سياسي خارج مظلة المؤتمر الوطني؟! لكي أكون أكثر تحديداً هل يأمن موظف الدولة أو حتى موظف القطاع الخاص سواء كان خاضعًا بصورة من الصور لسلطان الدولة أو غير ذلك.. هل يأمن مكر من يرصدون حركة الناس ونشاطهم السياسي ويطمئنّ أنه لن يفقد وظيفته بسبب انتمائه لحزب آخر غير الحزب القابض على خناق الدولة والحكم في البلاد؟)(المصدر السابق) فهل يمكن ان يكون غائباً على السيد محمد عثمان الميرغني؟!
إن ما فعله السيد محمد عثمان الميرغني، والذين وافقوه من اعضاء حزبه على الدخول في حكومة المؤتمر الوطني، جريمة نكراء، لن تقسم الحزب المنقسم أصلاً فحسب، بل ستساعد نظام الإنقاذ الذي كان يعاني من العزلة، ويلهث وراء الشرعية، على تمديد عمر الحروب، وتقسيم بقية الوطن بعد ان ضحى بالجنوب.
أما السيد الصادق المهدي، فقد عرف بالتردد، واشتهر بالتذبذب في علاقته مع نظام الإنقاذ، الذي أنقلب على حكومته.. فهو قد خرج من السودان لاحقاً بالمعارضة خارجياً في مسرحية (تهتدون)، ثم بعد ان إنضم للتجمع الوطني الديمقراطي، ترك المعارضة على أشدها، وقابل البشير في جيبوتي، وفرح بوعوده، وكان قد اشاد بحكومة الإنقاذ، فقال (هذه أول مرة يقبل فيها نظام شمولي الآخر، ويقبل الحوار الجاد والتعددية السياسية ويقبل ان المصير السوداني ليس حكرا على حزب السلطة، وانما للسودانيين كلهم، صحيح هناك نكسات وهناك معايير مختلفة، وخطاب مضطرب، ولكن في جوهر الامر اعتقد ان الموقف الآن هو ان الحكومة والمعارضة يقبلان مبدأ ان يكون المصير السوداني متفاوضا عليه بين القوى السودانية الحاكمة وغير الحاكمة بصورة سلمية، وانا أعتقد ان هذه اول مرة في التاريخ يحدث فيها هذا النوع من التحول، صحيح حدثت في عهد نميري المصالحة الوطنية، ولكن كان واضحا منذ البداية ان نميري كان الحاكم بأمره، وكان يريد ان يجعل المصالحة وسيلة لدفع المعارضة للانخراط في النظام، وعندما تبينا ذلك تركناه وأستأنفنا المعارضة ضده، اعتقد ان نظام الانقاذ الحالي ليس فيه هذا النوع من الانفراد بالسلطة أو لدى أي واحد من قادته..)؟! (جريدة البيان 31/10/2001م). وحين ادرك ان النظام خدعه قال (المؤتمر الوطني وحكومته ظلا أسيران لشعارات فارغة ربطت الاسلام بالدكتاتورية والقهر والنهب)!! (بيان السيد الصادق للشعب السوداني: سودانايل 7/6/2004م). وبعد ذلك اضطربت مواقفه بين المعارضة والتقارب مع الحكومة، حتى وقع مع المؤتمر الوطني إتفاق التراضي الوطني، الذي جاء في مقدمة وثيقته (إدراكاً من الحزبين لأهمية الحوار بوصفه الوسيلة الفعالة في معالجة القضايا والمشكلات الوطنية….واستلهاماً لتطلعات الشعب السوداني في التحول الديمقراطي والسلام العادل الشامل….. وسعياً نحو حشد الطاقات وتكامل القدرات للارتقاء بالوطن نحو آفاق الحرية والديمقراطية والشورى والسلام والعدالة والتنمية والاستقرار والكرامة والرخاء والعيش الكريم انعقدت اللجنة المشتركة بين الحزبين وعقدت ستة عشر اجتماعاً امتدت لعدة أشهر…) (السوداني 21/5/2008م). ورغم ان شباب من حزب الأمة قد إعترضوا على الإتفاق، مضى فيه السيد الصادق، وحين فشل، حمل مسؤولية الفشل للمؤتمر الوطني، ورجع الى قواعده في المعارضة سالماً!! فالتحق بتحالف جوبا، وفتح داره لنشاط المعارضة!! وحين علا صوت المعارضة، تراجع عنها، وقال (ان البشير جلدنا وما نجره بالشوك)!! ومباشرة بعد الإعتداء الآثم على د. مريم الصادق المهدي، وكسر يدها بواسطة رجال الأمن، في مسيرة إحتجاجية على ظلم النظام، إجتمع السيد الصادق بالسيد رئيس الجمهورية، يناقش معه، أسس التوافق بين حزبه والحكومة!!
وحين عرضت الحكومة، وهي في عزلتها الاخيرة، على حزب الأمة المشاركة، وأغرته بمختلف الحقائب الوزارية، كان رأي السيد الصادق الدخول، ولكن المعارضة القوية، التي قادها شباب الحزب، والرجوع بالقرار لقواعد الحزب، حال دون الدخول الرسمي للحزب، وهذه ميزة على الحزب الإتحادي الديمقراطي.. ولكن السيد عبد الرحمن الصادق نجل السيد الصادق، إلتحق بالحكومة، وهو عضو مرموق في الحزب، وكان قائداً لجناحه العسكري. ولقد حاول السيد الصادق تبرير هذه المقاربة بين عناصر من الحزب والحكومة، بأن السيد عبد الرحمن قد أعيد الى الخدمة، مثله مثل المحالين للصالح العام الذين أرجعوا!! ولكن السيد عبد الرحمن لم يرجع الى وظيفته السابقة في القوات المسلحة، وإنما عين في منصب دستوري رفيع، فقد جاء ("سونا" أصدر المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية اليوم مرسوما جمهوريا بتعيين السادة الآتية أسماؤهم مساعدين لرئيس الجمهورية وهم:
السيد د. نافع على نافع
السيد موسى محمد أحمد
السيد د. جلال يوسف الدقير
السيد عبدالرحمن الصادق الصديق المهدي
السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني)(الراكوبة 29 نوفمبر 2011م).
وهكذا أصبح السيد عبد الرحمن الصادق مثل د. نافع علي نافع!! وهذا ما اعترض عليه شباب حزب الأمة، في بيان لهم، جاء فيه (أولا: نؤكد رفضنا التام لتبرير دخول عبدالرحمن الصادق لأى من أجهزة المؤتمر الوطنى ولا يمكن بدخول عبدالرحمن ان تكتسب قوميتها بل المقصود بدخوله تجريم حزب الأمة القومي.
ثانيا: نتبرأ من عبدالرحمن الصادق حال اصبح جزء من الَه الحرب التي تطحن اهلنا في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة. علماً بان ال المهدي جزء منهم من شارك في الانظمة الشمولية المختلفة ولكن خصوصية عبد الرحمن الصادق يأذها من كونه ابن رئيس الحزب الذي انقلبت الانقاذ علي حكمه الديمقراطي.
ثالثا: ان العميد عبد الرحمن الصادق له تحالف راسخ مع صديق محمد اسماعيل الامين العام بغرض جر الحزب للمشاركة مع المؤتمر الوطني وقد تحملنا كون للمؤتمر الوطني داخل حزبنا نافذة وباب مثل الاولي عبد الرحمن والثانية صديق ولكن دخول عبد الرحمن يؤكد ان جداراً كاملاً قد انهد بين الحزبين مما يجعلنا ضيوفاً ثقلاء علي اصحاب الدار.
رابعا: إن حالة السيولة الافقية والرأسية التي تعيشها مؤسسات الحزب لايمكن الخروج منها الا بقيام الهيئة المركزية ولم الشمل الحزبي.
خامساً: نجدد تأكيدنا ان لا مخرج من ازمات البلاد الا بتغيير هذا النظام وان اسلوب الترقيع لن يساهم في اطالة عمر النظام بل يمدد ازمة الوطن.. عاش حزب ألأمة القومي وعاشت جماهير ألأنصار
كوادر وشباب حزب ألأمة القومى 26/11/2011م)
وكما اشدنا بشباب الإتحادي الديمقراطي، نشيد بشباب حزب الأمة، ووضوح رؤيتهم، وصلابة موقفهم.. إن هذه الكوادر في الحزبين، هي الأمل في الاصلاح الحقيقي، وحركتها لا تزال مستمرة، يضاف اليها عدد كل يوم، تعبر عنها مواقف، واستقالات، وبيانات هنا وهناك.
وإذا كان ابن رئيس الحزب، مساعد لرئيس الجمهورية، ولم يتبرأ والده من فعلته، بل قال ان هذا تصرف فردي، فإن هذه إشارة لاعضاء الحزب ليلحقوا بالنظام من منطلقات فردية!! ولقد كان اجدر بالسيد الصادق المهدي، لو كان رجل مبادئ، وهو يرى ان نظام المؤتمر الوطني، بؤرة فساد، وتقتيل للشعب، ووأد للديمقراطية، لا يحب لحزبه ان يتلوث بالدخول فيها، ان يحب لولده ما أحب لنفسه وحزبه!! ولقد حاول السيد عبد الرحمن، ان يعفي والده والحزب من الحرج، فاصدر بيانا جاء فيه (لقد كنت كما هو معلوم في خلاف فكري وسياسي مع الحكم القائم، وقدت المعارضة المسلحة ضده كأمير لجيش الأمة للتحرير الجناح العسكري لحزب الأمة القومي، ولكن منذ عودتي في 2000م صرت أرى ضرورة التعاون معه من أجل المصلحة الوطنية العليا. وفي 19 يوليو 2010م، تمت إعادتي للقوات المسلحة التي كنت قد فصلت منها تعسفيا، وتقدمت باستقالتي من جميع مناصبي بحزب الأمة القومي كمساعد للرئيس وعضو بالمكتب السياسي للحزب إنني في موقعي الحالي لا أمثل حزبا ولا أمثل والدي الإمام الصادق المهدي الذي أعلن وحزب الأمة موقفهما المؤسسي، ولكنني أمثل شخصي وقناعاتي، ومجهودي، واجتهادي الذي أقدمه لوطني وأنا أطمع في الأجرين لو أصبت وفي الأجر الواحد إن أخطأت.

وبالله التوفيق وعليه التكلان

العقيد ركن/ عبد الرحمن الصادق المهدي

الخرطوم في 30 نوفمبر 2011م)(الراكوبة 30/11م2011م)
ولكن السؤال هو: ما الذي جد في النظام، حتى يتحول السيد عبد الرحمن من المعارضة المسلحة الى مساعد للرئيس؟! وما دام السيد عبد الرحمن قد دخل حلبة السياسة، بهذا المنصب، ولم يعد مجرد ضابط في الجيش، فليحدثنا كيف يرجو ان يصيب أجراً وهو يساعد في نظام لم يتوقف من قصف شعبه المدني الأعزل بالطائرات؟! نظام يبيع مشروع الجزيرة ويشرد أهله، ويقيم السدود فيشرد سكان الشمال وهاهم منذ أيام معتصمون أمام حكومة الولاية بالدامر.. نظام شهد مراجعه العام وشهد المدافعون عنه أمثال الطيب مصطفى بأن غارق في الفساد حتى أذنيه.
لقد خذل زعماء الطائفية، الشعب السوداني أكبر خذلان، بموقفهما تجاه حكومة المؤتمر الوطني، وقدما مصالحهما الحزبية الضيقة، علىٰ مصلحة الشعبي السوداني، واضاعا بذلك تاريخاً تليداً لحزبيهما.. وسوف يستفيد المؤتمر الوطني من مشاركتهما، ويسعى ليتكئ عليها ليطيل بها عمره، ويقوي من نفوذه وبطشه بخصومه، حين يضمن ان الحزبين لن يحتجا على المزيد من الكبت والإرهاب، ما داما مشاركين بصورة أو أخرى في السلطة، التي تمارس القمع. ولكن عزيمة الشعوب لا يقهرها تراجع المتراجعون، ولا تخاذل المتخاذلون، والثورات لا يقوم بها زعماء الأحزاب التقليدية، وإنما الشباب الذي يزلزل الأرض من تحت أرجلهم.. أما الشعب السوداني الكريم، الصابر على معاناته، فإنه بعين ربه، وسينصره بإذنه النصر العزيز.

د. عمر القراي
[email protected]

تعليق واحد

  1. انني لا استغرب غياب حنكة السياسة عن السيدين لانهما لم يعلما بها يوماً ولكني استغرب عنهما ومنهما ومن نجليهما الكريمين نخوة الرجولة . لعمري أضاعوا اخر ما تبقي لهم من شيم الرجال . اما الشعب السوداني يا دكتور عمر فاني احس بان الله عاقبه علي تخاذله عن نصرة ذلك الشيخ الذي وهب حياته ومماته من اجل السودان واعطي هذا الشعب كل عمره .. الا ان شعبنا لم يهتم حتي لما صعد الشيخ من اجلنا علي تلك المشنقة واني علي يقين بان الشعب لن يصلح حاله الا اذا ميز بين الخبيث والطيب وأعاد الحقوق لاهلها .
    اما السيدين ونجليهما – لا ادري هل اصح سادتي ام سيداتي – فلينتظروا الشعب القادم ..

  2. هم اصلا السيدين لا يؤمنون بشئ اسمه الديمقراطية ، و إلا لما كانا الي الآن هم الزعيمين من زمن حفرو البحر ، هم اصلا تجار دين
    و بني كوز الكيزان تجار دنيا و دين ، و اتلمو الاتنين مع بعض تفتكر حا يفرخو شنو ؟؟؟؟ طبعا وسخ و عفن و دعارة و لواط و فساد في كل شئ فقط
    فليذهب حمادة المرغني الي الجحيم
    وليذهب الصادق ابو كلام خارم بارم الي الجحيم
    انا مستغرب جدا انو في ناس بيعتقدو في السيدين و ببوسو ايدم ، و الاغرب من كده انهم رجال كبار و متعلمين و مثقفين ، سبحان الله الواحد الاحد ، هو ده الجهل المركب

    و تحية كبيرة للشباب ، هو انتو الساس و انتو الراس و انتو الفاس البتقطع راس الحية السامة ، فليسقط الكيزان و ليسقط حمادة المرغني و ليسقط الصادق ابو كلام خارم بارم في مزبلة مزابل التاريخ.
    التاريخ يؤرخ و نحنا لا ننسي و كل اناء بما فيه ينضح

  3. يا قراي وكمان "يا كتًاب" اظنك ومنذ بداية ثمانينيات القرن الماضي كنت خطيب النشاط المفوه ومارست تثقيف طلبة جامعة الخرطوم في ذلك العهد كيف تنخدع مثل بقية العامة الذين ما فتيؤا يبوسون ايادي المرغني ظهرا وبطنا .. المرغني ايها الحبيب انتهازي ومرابي واتي من خلفية لا عمل شريف مارسته للكسب الشرعي كابرا عن صاغر،بل عاشت عالة علي اغبياء وجهلة مستعدون لمنحهم حتي شرفهم ناهيك عن طينهم ونخلهم
    امشي قريب هنا في ميدان الكورة بشمبات الحلة شوف كيف سلبه من الورثه الحقيقين "الحضراب" ..اما الكيزان حكي لي أحد الزملاء وكان يساريا مهمته رصد خروقات الكيزان عند الانتخابات السنوية اخبرني بحيرته الدائمة من فوز قائمة الكيزان بالرغم من تحالف كل الاحزاب ونزولهم في قائمة موحدة ضدهم اخبرني بعد ان غادرنا الجامعة وتفرقت بنا السبل اكتشف ان غرفة فرز الانتخابات كان بها دولاب حديد مسنود علي الجدار و وراءه فتحة مكيف فاضية اثناء عملية الفرز دخل عليهم كوز ذو لحية كثيفة وأمر الجميع بالخروج لاداء الصلاة خرج كل المناديب وقفل الباب وهكذا تم "الخج" عبر قتحة المكيف شوف حتي الصلاة لم تنجو من الاستغلال
    اما انتخابات المحامين التي أتت بخليل اخبرني استاذ كبير كيف يتم التزوير:تم توزيع الاسماء حسب الف باء قوائم المقترعين الاسماء مثل أحمد وابراهيم الاكثر تكرارا تم وضعها في مراكز بعيدة مئل سوبا الجيلي اما النادرة مثل يحيي يعقوب داخل الخرطوم..الخ ليشعر غير الكوز بالكسل والعجز لبعد مركز الانتخاب وعدم توفر العربات قال لي المحامي المخضرم تم قفل الصناديق تمام الساعة 11 مساءا مع مواعيد الحظر وكان هو احد المراقبين قال حملت الصناديق علي ظهر مجروس ومرورا بطريق الجيلي بحري تم ايقافنا في نقطة تفتيش المجروس لم يتوقف ولو للمحة وتم توقيفنا والتحقيق معنا وسالنا العسكري معاكم اذن او بقية اسئلة العسكر الغبية قال المحامي لما خلصنا من العسكري بعد جهد جهيد لقد تم اعلان فوز قائمة الكيزان بقيادة خليل ابو وجه كالح مشوه الان حاكم احدي الولايات المفرخة لهم

  4. دكتور / القراى الحزبين متوافقين تماما بما تفعله المؤتمر الوطنى من وقت بعيد لكننا لم ندرك الا الان كما يعلم الجميع أن من ينتسب للمؤتمر الوطنى لابد له أن يبرز ما يساعد بقاء الحزب أى حزب المؤتمر الوطنى أستمرتا بفقه السكوتى والسكوت علامة رضا المرء الموافق للإنقاذ وضمن الانقاذيون بعدم خروج الحزبين ضد النظام لكن عندما حست المؤتمر الوطنى بخطر تحالف كودا لخلع النظام حتميا إستنجدا بالحزبين جاء دوركم لتبرزو دوركم المشارك بالعلن وإلا سوف نقطع عنكم مصادر أرزاقكم مرة أخرى وتكونو مشردين شحادين على اكل عيشكم وبذلك رجحا السيدين العيشة فى ظل الحكم المستبد خوفا من البطش الاقتصادى والمعنوى ضد البيتين بوحى شيطان الانقاذ الطيب مصطفى فى أذنى السيدين بغرور حديث الافك . وأننا نعلم اليوم الذى يحكم البلاد بالفعل هو خال الرئيس بإسم الخال الرئاسى سياسته هى النافذة لحكم السودان لابشير لانافع لاعلى عثمان من تكلم اليوم يبلوعه غدا حتى لايفقد منصبه ( والحكم المصرى قادم للسودان لامحالة ) فى ظل التخاذل والضعف التى يعترى دولة السودان من السياسين الكبار لكننا لن نفقد الامل فى شباب الحزبين الرافض للذل والاهانة والتبعية .والتحية والاجلال للمناضلات الشريفات العفيفات ..مريم وأم سلمة ورباح الصادق المهدى هن أمل شباب حزب الامة . والله لو دخلن مشاركات للمؤتمر الوطنى لما زعلنا لأنهن إن دخلن الحكم إلا لحكمة . ما كالذين دخلا القصر قبل البرلمان مثل الذى يريد بناء الطابق العاشر قبل بناء أساس الطابق الارضى المؤتمرجية غشو وكذبو ونافقو ومارسو كل أساليب القهر على فطاحل العقول بألتهم العسكرية من وليد الصادق ووليد المرغنى اليغير فكر الانقاذين . الصادق المرغنى يجب كنسهم من الشارع السياسى السودانى مع الربيع العربى لأنهم لم يصلحا بقيادة شعب الانتيرنت نحن مع جبهة ثوار تحالف كاودا د/خليل عرمان الحلو عقار وكل من تحالف معهم من أجل تغير النظام الفاسد الظالم الجهوى المحسوبى الحزبى القبلى العنصرى البغيض للبلاد ..

  5. عنصرية المؤتمر الوطني مع ظهور عنصرية الحزبين الكبيرين (الاتحادي والامة ) هذا سيؤدي الي تمزيق السودان اكثر واكثر . بل كان من الافضل التحاور مع حاملي السلاح والتقسيم بالتساوي دون النظر الي قبيلة او عرق او دين لان الوطن وااااااااااااااحد لكن الظاهر ناس الميرغني والصادق عايزين يقسموه اكثر مما هو مقسم …… حسبي الله ونعم الوكيل.

  6. انا مستقرب جدا جدا في اعتقاد بتاع التبعيه العمياء والشعب السوداني ما استفاد من التجارب بتاع العجوزين المرغني والمهدي ولمتين ياحزب الامه والاتحادين لطاعه العمياء والقبول بالتوريث ما تتظو يا اخوانا بس عاوز اوريكم يا اتحادين والامه انتو عارفين اسباب الربيع العربي الاطاحة بالرؤاساء هي مشكلة التوريث اذا افترضنا انو الاتحادي والامه شاركوا ليه ما يتم تعين افراد غير ابن المرغني رالمهدي شابكننا بكره التجمع جاي وماعندكم اي راي في القرارات واقتو يا اتحادين والامه في حكومه عاجزه عن تحرير شبر من اراضيها المغتصبه بقدر ما تقتل وتشرد الاف من ابناء شعبها بصراحه شينه منكم :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

  7. الحزب الاتحادى حزب الاسرة الواحدة يقوم باستغلال الجهلاء والعبيد والازلاء من هذاء الشعب لمصالحة الشخصية جدا اين من يدعون انهم كوادر وعلماء الحزب من هو هذاء المخنث الذى تم تعينة كمساعد الرئيس ماذا يعلم عن السودان
    وكذالك حزب الامة ولمة بيت المهدى هولاء سدنة ويدعون الرفعة عن سائر افراد هذاء الشعب
    معظم الشعب السودانى يقبع فى محطة سيدى من وين سوف تاتى الثورة الله اعلم ابشر يالبشير بطول اقامة فانت ارحم لنا من هولاء السدنة;( :mad:

  8. لم استغرب يا د. القراى من السيدين الكريمين فقد اصابهما الخرف و الزهايمر السياسى ما فى ذلك شك .. ولا من نجليهما،الصادق(عبدالرحمن، جعفر) الربيبين من عسف الشعب السودانى تطفلا فترعرعوا ميتى القلوب، لا نخوة فيهم و لا مروءة. عزائى لشباب الحزبين ليثبتوا من هذا المصاب الجلل ليخرجوا اكثر قوة وعزيمةو شكيمة ليعيدوا صياغة تاريخ احزابهم الذى ما كان جله محل فخر و اعزاز والا ما كان ليجرفنا سيل الطيب مصطفى و ابن اخته البشير ومن سار على فلكهم من الرعاع بالعنصرية النتنة التى دفع ثمنها السودان وما يزال.
    شكرا لك يا دكتور دمت ذخرا لهذا الوطن الابى باثراءاتك

  9. زعلانين ليه من هو عبد الرحمن وجعفر ماذا يعرفون عن جماهير الشعب السودانى الغلابة ديل اسى ماعارفين طلب الفول بى كم لاركبو مواصلات معانا ولا مشو المدارس بدون حق فطور ومواصلات ولا بيعرفو كوعن من بوعن فهم لا يمثلو الحزبين ولا نفسهم فليذهبو الى الجحيم ومعاهم ……..

  10. و الله شوقتونا نشوف ود الميرغني دة
    إنشاء الله ما إألمنا
    و إسافر من غير ما إكلمنا
    ……………………دة

  11. نقول لتجار الدين …المستعربين المتأسلمين… في اللحظة التي تظنون فيها أنكم ربما تخلصتم من تبعة الأفريقانية بعد انفصال جنوب السودان، وأنكم على أعتاب دولة عروبية نقية… سوف تأتي الأحداث لتثبت لكم أنكم لا تزالون تخضعون للمعايير الأفريقية للتغيير وليس المعايير العروبية. فالتغيير حتمي وقادم… واضح كالشمس في السماء… وهو اقتلاع النظام الحاكم واقتلاع مؤسسة الدولة معاً بأيدي الحركات المسلحة في السودان وبمساعدة الدول الكبرى في العالم (المجتمع الدولي). قد هذا حدث في تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والصومال، وليبيا ….وسيحدث في السودان! نتاج ما زرعتم ..فمن يزرع الشوك لا يجني العنب ..ومن يزرع الريح يحصد العاصفة.
    وسوف تكون الثورة القادمة في السودان ملكاً لجماهير الهامش سواء في العاصمة القومية أو الأقاليم وليس لأي زعيم قديم مجرب في الحكم ابتداء من البشير مروراً بالترابي والصادق والميرغني و كل ديناصورات السياسة السودانية… أن يعتلى ظهرها ليأتي حاكماً على رقابنا مجدداً … فلا أرى أي اختلاف بين هؤلاء جميعاً… هم فقط يختلفون في (كرسي السلطة) من يحكم السودان؟ ولا يختلفون عن المؤتمر الوطني في أي شيء آخر؟ ومن يخالفني الرأي عليه الإثبات؟ إذن… لابد من قيادات سودانوية جديدة تعبر عن جماهير الهامش وليس المركز … الثورة ثورة سكان الهامش … الجنوب .. الغرب … الوسط .. الشرق …فلن يسرقها… منا لصوص الثورات هؤلاء. فنحن لا نهز (الشجرة) ليأكل (ثمارها) الآخرون… فالأرض (لمن يفلحها) والحكم والسلطة لمن يدفع ثمن الحصول عليها دماً وتقتيلاً وتشريداً واضطهاداً… وللحرية الحمراء باب.. بكل يد مضرخة يدق.
    وإنها لثورة حتى النصر… وإنها لثورة حتى القصر

  12. هو منو السيد عبدالرحمن ولا السيد الصادق العاملين ليهم قومه وقعده كانهم الهه , الشعب اذا اتوحد الجماعه ديل بنتهوا وهم ما اكتر من الشعب ا لسودانى.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..