العزوف عن الافطار في الاماكن العامة.. ومواطنون إفطارات لجان المقاومة جاءت وكأن الأسر تواسى بعضها البعض

الخرطوم :مروة فضال
يعتبر “البرش” مآدب جماعية في الشوارع وللمارة، ويمثل “البرش” موروثا وعادة شعبية يتسابق نحوها الفقير والغني على السواء، أملا وطمعا في الثواب،وهو من أبرز التقاليد السودانية التي لم تغيرها الظروف الاقتصادية ولا الظروف السياسية بالبلاد ،لم تغير الكثير من الظروف تقاليد الشعب السوداني من تقديم وجبة الإفطار للمارَّة الذين أدركهم وقت الإفطار،
ورغم الأزمة المعيشية الحادة يستمر السودانيون في تنافسهم المحموم من أجل إفطار الصائمين برمضان، وعلي الرغم من إندثار بعض بعض العادات (الافطارات في الاماكن العامة وعند الأهل )بسبب الغلاء وإرتفاع المعيشة ،إلا إن الإفطارات التي تقوم بها لجان المقاومة كانت كفيلة بمواساة السودانين لبعضهم البعض وكأنها تقول (سنكون معا دائما مهما الظروف اجبرتنا سنظل معا) في أجواء يسودها الايمان بأن الله سينصرهم في بناء السودان وحتي لا تروح دماء الشهداء …
غلاء المعيشة
الظروف الإقتصادية وموجة الغلاء من الاسباب التي ادت الي عزوف كثير من الأسر عن الافطارات الرمضانية ،بهذه الكلمات ابتدرت محاسن الحاج _ربة منزل تسكن (الازهري)جنوب الخرطوم حديثها ل(الراكوبة) واضافت قائلة فضلا عن ذلك عدم الامآن الذي يسود معظم مدن السودان بسبب ظهور ٩طويلة التي أجربت كثير من السودانية المكوث في المنزل خوفا من الاعتداء عليهم في الشوارع (البيت زاتو أصبح ما امان)وتضيف الغلاء ليس في المعيشة (بتدبر) ولكن طال حتي وسائل المواصلات التي هي الأهم بالنسبة للتواصل وزيارة الأهل والاقارب موضحة(٥الف علي الاقل للخروج من المنزل اذا كانت معك ، الأسرة)ومع كل تلك الظروف نسابق في إكرام الضيف وافطار الصائم واردفت نعاني من فقدان أبناءنا الذين كانو ضحية الثورة ودفعو دمائهم لبناء وطنهم ولم ينتهي بناءهم حتي جاء إنقلاب البرهان الذي مازال يتاجر بدمائهم ونصبح في كل يوم بقصة جديدة واضحة التمثيل ،ولكن ثورتنا مستمر واخوان الشهداء ماضين حتي النصر ،(العسكر يضرب اخوانه وإخوانه يجبرون كسر الاهالي)
شهداء الثورة
وفي ذات السياق قال الصادق عبدالرحمن موظف _يسكن امدرمان (الصالحة) ،الاسباب كثير ولكن اولها فقدان الأسر لأبنائها حيث لا تخلو مدينة من شهيد او مصاب في الثورة فضلا عن ظهور كثير من الظواهر السالبة التي تهدد أمنهم خارج المنزل،إضافة إلي ارتفاع تكلفة المواصلات من أهم أسباب عدم التواصل في رمضان وغير رمضان وأصبح الهاتف الوسيلة الوحيدة لصلة الرحم ،واضاف اذا ما حسبنا تكلفة الافطار والمواصلات تصل قرابة ١٠الف مع تكلفة (العمود)بالنسبة لزيارة الأهل ،اما الافطار في الأماكن العامة (إلا من استطاع إليه سبيلا) ويضيف الصادق ، (لا ندري الي اين تريد الحكومة أن تصل بالمواطن) هي تري أن الحكم المدني لا يصلح في البلاد ماذا فعلت حتي الآن منذ إنقلاب 25إكتوبر موتا وعدم الامان وغلاء في المعيشة و في الترحال.
ويضيف عم عثمان الذي يسكن منطقة شرق النيل (الجريف شرق)قائلا : ما يجمعنا الافطارات التي تقوم بها لجان المقاومة بالاحياء ،والاسر السودانية معظمها ميسورة الحال فضلا عن ذلك لا تخلو الأسر السودانية من شهيد او مصاب في الثورة وجاءت الافطارات التي تقوم بها لجان المقاومة وكأن الأسر تواسى بعضها بعضا وتقول (سنكون معا في الافراح وفي الاطراح حتي الانتصار علي من سلبو افراحنا وأبنائنا) نحن أبنائكم.
وفي السياق يري الباحث الاقتصادى آدم يوسف إن عزوف الناس عن الافطارات الرمضانية في الاماكن العامة والحدائق يرجع لامرين اولها الوضع الاقتصادي المزري والذي أصبح اليوم لا يطاق من إرتفاع تكاليف المعيشه وضعف الإنتاج وتدني فرص العمل ، لذا تراجع دخول الافراد الي الضعف مقارنة بالاعوام الماضية ،مما أثر سلباً علي حياة المواطن الذي تنازل عن الترفيه بصورة واضحة خاصة فقدان الأسر لأبنائها الشهداء.
واوضح آدم ل(الراكوبة) الامر الثاني الاوضاع الامنية والسياسية وأشار الاقتصاد لاينفصل عن الامن فكلما تدهورت الاوضاع الاقتصادية ضاق حال المواطن وبالتالي تظهر جرائم النهب والسلب في سعيهم لما يسد رمقهم ، ان الظواهر السالبة حديثة الظهور هي مهدد كبير للتجمعات الاجتماعية التي كانت سائدة في كثير من الاماكن عامة .