رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله ( 12 )

رواية (الخفاء و رائعة النهار) :-
بين حضور المؤلف و عزله
( 12 )
ذاكرتي ليست متوقدة
و في بعض الأحايين تستحيل متسعة الثقوب و كثيرة الإهتراء !!؟…
لذلك ما أسرده هنا ليس حكاية
عن (عطا و روضة)
بل رواية !؟!؟….
ألم تدون تفاصيل حكايتي مع (روضة) ؟…
كلا أنا أكتب رواية تنهل من تقنيات فن السرد الحديث
ألا ترى أن اللغة هنا تكاد تضيق عباراتها المؤجزة حد العجلة
عبر الجملة التي تبدو كأنها مفردة
فتتسع الرؤية إيحاءً!؟!؟…..
لقد إجترحتُ الكتابة الرأسية
بديلاً عن السطر الأفقي ؛؛؛؛؛
كأنك تجرب غير المسبوق
و السيل حرب للمكان العالي
إعتدل (عطا) في جلسته
لكني لا زلت أتسقط أثراً للصدى
السارد قانطاً :-
ربما بل يقيناً قد تنتظراً طويلاً
المهم ضربة الفرشاة الأولى على فضاء اللوحة !؟!؟….
* * *
أخذ السارد يسرد
{كان العالم أمام (روضة) متسعاً بلا حدود !!؟….
كانت الحياة تبدو لها متشابكة ، عصية التفكيك}
و مضى مواصلاً على لسان (روضة)
{إنني إمتلئ عنفواناً
لا بدَّ أن أكون البادئة
ألست إبنة أخ (عبيد جمال الدين)
أحد رواد مؤتمر الخريجين
الذين نافحوا الإنجليز
و قارعوهم الحجة بالحجة حتى أجلوهم عن أرض الوطن} ؟؟؟!….
ثم مختتماً سرده
{و بدأت (روضة) نضالاً على الدرب الطويل}
يمتطي (عطا) صهوة فن السرد
و يحدث إزاحة في سداية الضمائر الغائبة ، مستحتضراً ضمير المتكلم
تعمقتْ صلتي بمن تسلل خلسة
الى شغاف فؤاد القلب
كنتٌ عجلانة للحاق بمن أعاد تكويني
(عطا) لم يكن مجرد رفيق
تربطني به علاقة ما
بل كنتَ أنتَ كل حياتي
و أنتِ الماضي و الحاضر و المستقبل
و قد شغفتُ بك عقلاً و ولهاً
منذ الوهلة الأولى قرأتُ في عينيك مصيري !؟!؟….
لكني خفتُ عليك من السير معي في دروبي العصية المسالك !!؟….
كنتُ لا أجرؤ أن أفصح عن مخبوءاتي أمام ذاتي
حتى لا أدمغها بالجنون !!!؟…..
أحاذر أن أحنو على (روضتي)
مدركاً لجسامة موقفي
كناشط في العمل العام
الذي كان مستهجناً في ذلك الوقت
على الرغم من أن العمة (سكينة)
ترفض سلوكي الشائك
قررتُ أن أترسم خطى (عطا)
سرنا معاً في الدرب الطويل
لا نلوي على شئ !!؟….
* * *
قرأتُ (روضة) قراءة متأنية
إكتشفتُ أن (عطا) ملاذي
من يحتمي بالآخر
همس (عطا) لنفسه
كلانا لا يكون إلا إذا كان الآخر من يرتمي في أحضان الطبيعة
يستشعر السكينة و الأمان و السلام ؟؟!….
كذلك كان لقاؤنا سوياً
يهبني القوة و الرغبة في إسعاد الآخرين و لا سيما بنات جنسي
و أنا في معية (روضتي)
كنت مفتوناً بذلك الإحساس الطاغي
بأني إمتلك العالم قاطبة !!؟…..
و أتنفس أنسام الهواء النقي
و أتذوق طزاجة الحياة البكر
طفقتُ أتسقط أخبار (حكيم) من خلال قراءة (عطا) لخطاباته
الواردة من بلاد الغربة ؛؛؛؛؛
من أجل أن أنصت لصوته المتهجد و هو يتلو رسائل صديق العمر بنغمة مؤثرة تسري بين جوانحي
فلا أملك سوى أن أروي كياني من نبراته قبل أن يرتحل هو الآخر كرفيقه (حكيم) !؟!؟….
أنا لن ألحق به
لمن أتركك !!؟….
و أنا لن أدعك ترحل
إذن سنذهب سوياً
الى حاضرة البلاد
تدخل الراوي مقاطعاً
هذا الحوار لم يرد في الرواية
كأنكما تكتشفان أن ثمة فجوة
بين أحداث الرواية
فتعملان على ردمها
كتتمة لإستكمال ما ورد عن ترك
(عطا و روضة) للمدينة الصغيرة
إنتبه (عطا) قائلاً
ربما هنا فقط
لكن في مواضع أخرى ثمة فجوات مقصودها لذاتها حتى تحدث إرباكاً
لدى المتلقي !!؟…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..