
نعم لابد اخوتي ان نقر ونعترف بأننا فاشلون .
علماء ومفكرين واحزاب ومثقفين وعسكريين وعامة ولا أدري لم كانت العجلة في نيل الاستقلال وطرد ذلك المستعمر الذي اتهمناه زورا وبهتانا بانه قد سرق البلاد واذل العباد.
وحقا فلقد خسرناه وقد كنا جزءا أصيلا من الامبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس .
وحقا فلقد تأكد لنا الآن اننا غير مؤهلون لحكم هذه البلاد.
فلم تنجح اي حكومة في عملها.
وانقلاب وراء انقلاب وحكومة وراء حكومة والي يومنا هذا ونحن في دوامات الفشل محبوسون.
وفي أزمة الحكم نحن مكبلون فيا ليتنا لم نطالب بذلك الاستقلال عن بريطانيا.
وليتنا لم نخدع انفسنا باغاني وردي والعطبراوي واليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا.
وانا سوداني انا.
ويا غريب يلا لبلدك.
فلقد ترك لنا هذا المستعمر سودانا جميلا تغسل شوارع مدنه بالماء والصابون.
وترك لنا مشروعا زراعيا عملاقا هو الاكبر في افريقيا.
وترك لنا أطول خطوط سكة حديد والتي كان طولها الف وثمنمائة كيلو متر.
وترك لنا طيرانا كان هو ألاجمل في كل أفريقيا والتي كانت معروفة بالشمس المشرقة و للأسف الشديد أمر المخلوع بيعها حين قال : (بيعوها ولو بدولار دي حفرة مسكونة) ولم يدخل للخزينة العامة سوى (5) ملايين دولار فقط.
وترك لنا كذلك خدمة مدنية راقية.
وترك لنا نظاما إداريا دقيقا من ستة مديريات ألغيت جميعها بعشوائية بعد أن تم افراغها من غير الموالين لحزب المؤتمر الوطني.
وترك لنا الكثير الكثير كباري بحري وامدرمان وتعليم وصحه وميناء ونقل نهري .
ولا اظن ان بكائنا الحالي سيعيد ذلك السودان الجميل الذي كان.
ولكن يجب أن نقر ونعترف بأننا قد دمرنا السودان بايدينا.
برغم كل الأعداد المهولة من المتعلمين وحملة الشهادات الذين لم يقدموا ما يشفع لهم لهذا الوطن.
وظني أنه يجب الاستعانة بخبراء دوليين لبناء دولة السودان الجديدة.
فلن يفلح أبناء السودان في بنائه ابدا.
والستون عاما خير دليل على ذلك.
فمعدل التضخم قد وصل إلى ٢١٢.٢٩٪ والدولار قد وصل ٢٧٥ جنيه سوداني ولا ضوء اطلاقا في آخر النفق.
فليتنا نقر ونعترف بأننا فاشلون في إدارة هذا الوطن وأننا في حاجة ماسة لأن ننقاد قبل أن نقود.
محمد حسن شوربجي
والله يا شوربجي قمة الاحباط وكلنا محبطون لاننا مسكنا يدنا لناس غير مؤهلين لحكم السودان من الصادق المهدي والميرغني والترابي وغيرهم الي حمدوك قمة الفشل