أكتوبر الارض وفي معيجنة العرض !!

أكتوبر الارض و في معيجنة العرض !!
@ اليوم يحتفي الشعب السوداني بالذكري 53 لثورة أكتوبر المجيدة التي أطاحت بدكتاتورية نظام عبود وذلك في 21 اكتوبر 1964، هذا اليوم التاريخي يخلده تحالف مزارعي الجزيرة و المناقل بإتخاذه يوما للأرض من كل عام و يوما خاصا لتكريم قياداتهم التاريخية التي وضعت الاساس المتين لاتحادهم العملاق ، انتزعوا هذا الحق من المستعمر عندما جاء أكثر من25 الف مزارع من كل انحاء الجزيرة واحتلوا ميدان عبدالمنعم في الخرطوم وكان مطلبهم الوحيد هو تكوين اتحاد المزارعين الذي أصبح حقيقة إنصاع لها الحاكم و المدير الاداري بعد أن فشلت كل المحاولات بتهديد المزارعين واصدار الاوامر لضرب تجمع و موكب المزارعين الذين كانوا علي إستعداد لمواجهة الموت وهكذا سجلوا مآثر و بطولات يأتي يوما الارض ليجسدها في قرية معيجنة مصطفي التي تحتفي بهذه الاحداث في منزل زعيم المزارعين الراحل شيخ الامين محمد الامين قائد حركة المزارعين الثورية.
@ من حق المزارعين وأي فئة أخري من فئات هذا الشعب العظيم ان تحتفي بما تختار من مناسبة و لا يحق لأي قوي أخري أن تمنع الاحتفال الذي لا يتضمن في بنوده و فعالياته أي فصل من فصول معارضة النظام أو طرح شعار إسقاطه و كل مافي الامر لا يخرج من إطار الحركة المطلبية من أجل تحقيق أهداف مشروعة طرحت علي الملأ و تحت ضوء الشمس لا تحمل أي شكل من اشكال العصيان او مواجهة النظام الذي أصبح ضعيفا هزيلا معزولا عن جماهير الشعب السودان و لهذا يتعامل بمبدأ (من ليس معنا فهو ضدنا) ولهذا اختارت القوي المعادية لحركة المزارعين وتحالفهم العملاق و تحالف ابنائهم ولفيف من الوطنيين أن يخلقوا العراقيل حتي لا ينجح هذا اليوم كعادتهم بتأليب السلطات لافشال هذا اليوم الذي أصبح واقعا و حقيقة ورسالة بلغت لكل العالم حتي ولو لم يقم الاحتفال ، بأن مزارعي الجزيرة والمناقل يدافعون عن أرضهم و هذا حق مشروع و فرض عين و مهما فعلت القوي المعادية و المستهدفة الارض و المزارعين لإفشال هذا اليوم و منع قيام فعالياته نقول لهم ، أن الرسالة وصلت والعالم كله يتابع اليوم ما يحدث في قرية معيجنة .
@ قرية معيجنة اليوم تدخل تاريخ السودان المعاصر للمرة الثانية و المرة الأولي كانت عندما قدمت إبنها شيخ الامين محمد الامين قائدا لحركة المزارعين و أول رئيس اتحاد للمزارعين و أول وزير صحة سوداني أدخل نظام الرعاية الصحية الاولية. هنالك 4 قضايا رئيسية امام المزارعين وتجمع القوي الوطنية التي تحضر فعاليات يوم الارض اليوم بمعيجنة و أولها التوقيع علي وثيقة الارض وهو الموضوع الرئيسي للفعالية ، الدفاع عن الارض من كل محاولات البيع التي بدأت منذ تغيير علاقات الانتاج من الحساب المشترك للحساب الفردي و جِيأ بقانون 2005 ليقنن و يفرض ضمان الارض مقابل التمويل. الغاء الحساب المشترك فتح شهية الشركات و رؤوس الاموال للتتربص بالارض التي أضحت مجرد سهم للمضاربة في منظومة الطفيليين .
@ القضية الهامة الثانية التي تطرح في يوم الارض تتعلق بضرورة تكوين جسم نقابي (اتحاد المزارعين) التي قامت الانقاذ مع البيان الاول بإلغاء لجنته التنفيذية المنتحبة و تعيين لجنة موالية للحكومة وهذا أول انتهاك لحقوق المزارعين وفي 2005 اجرت الحكومة انتخابات (مضروبة و مزورة) طعن فيها تحالف المزارعين وكسب الطعن من المحكمة الدستورية التي اعادت الاوراق لمسجل تنظيمات العمل لإعادة الانتخابات و لكنه لم يمتثل لقرار الدستورية . بنهاية دورة الاتحاد 2005 -2009 تلكأت الحكومة حتي لا تقم انتخابات و بالفعل أصدرت قانون 2011 بإلغاء الاتحاد وتكوين جمعيات المنتجين بديلا له وقام التحالف برفع قضية دستورية في فبرائر 2016 ، ما تزال قيد النظر وقد تقرر في مؤتمر الارض الاول في طيبة 21 اكتوبر 2016 تكوين لجنة تمهيدية من مرشحي 2005- 2009 ولعل هذا ما سيخلص اليه مؤتمر معيجنة .
@ القضية الثالثة التي ينظرها مؤتمر معيجنة تتعلق بأصول المشروع و ممتلكات المزارعين ، أصول المشروع المتمثلة السكة حديد و الهندسة الزراعية و المكاتب و المنازل و الاراضي والتي تم جردها بواسطة لجنة البروف عبدالله عبدالسلام في تقرير (الحالة الراهنة ) بطرف وزارة الزراعة أما ممتلكات المزارعين فهي كل ما يوجد من منقولات و ممتلكات تخص المؤسسة التعاونية للمزارعين ، مؤتمر معيجنة يطرح هذه القضية لتوقيعات اصحاب الحق من المزارعين لإستفسار مسجل الجمعيات . أما القضية الرابعة تتعلق بضرورة قيام مؤتمر شامل من أجل اعداد (خارطة طريق ) لإعادة تأهيل و تطوير مشروع الجزيرة لآخر ما توصلت اليه العلوم و التقانة والذي أقترح له مارس القادم . هذه هي كل القضايا التي ستطرح علي مؤتمر معيجة و التي ليس من ضمنها إسقاط النظام بل و علي العكس تماما فإن مخرجات مؤتمر معيجنة ستستفيد منها الحكومة لعلاج أزمتها الاقتصادية الطاحنة التي ستطيح بالحكومة و تسقطها من الداخل.
حسن وراق حسن
[email][email protected][/email] جريدة الجريدة