اتحاد دكتور معتصم : هذا أو الطوفان «1»

يتجه العالم الى مفهوم الكونية ، حيث تختلط فيه المعايير والمقاييس وتتقارب عناصر التداخل ، مما يتطلب وعيا وادراكا بالخطوط والحدود ، ولعل قضية انتخاب اتحاد جديد لكرة القدم فى السودان كان احد النماذج لتلك الظاهرة ، والتى ينبغى الوقوف عندها ، فهى تمثل حالة اخرى من إمكانية الاحتماء بتلك الواجهات ، وقبل ان نمضى فى تحليل هذه الظاهرة نقر الوقائع التالية :
اولا: تأكيد الحكومة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة على الاحتكام للقانون الدولى ، ففى خارطة الطريق التى تم توقيعها بين الوزارة واتحاد كرة القدم جرى التأمين على هذا الأمر ونصا كالآتى «مراجعة القانون الاساسى بما يتسق القانون مع قانون هيئة الشباب والرياضة لسنة 2016م وقواعد الاتحاد الدولى لكرة القدم» وتضمن الاتفاق ـ ايضا ـ مراجعة لائحة هيئة الشباب والرياضة ، فهذا أمر مفروغ منه وتم التأكيد عليه.
ثانيا: ان كل اجراءات الانتخابات تمت بناءً على ارادة حرة من اتحاد كرة القدم، فهو من عقد جمعيته استنادا على المادة «65» من نظام الاتحاد الاساسى ، ورئيس الاتحاد هو من اعلن تشكيل لجنة الانتخابات برئاسة احمد ابوالقاسم ، بل قام بسحب استمارة ترشيح لمنصب الرئيس وهذه وقائع مثبتة ومؤكدة..
ثالثا : لقد ظلت المنظمات الدولية بما فيها اتحاد كرة القدم «فيفا» جزءاً من وسائل توفير الحماية واتسعت العلاقة بين الرياضة والسياسة ،ليس فى بعدها السياسي فحسب وانما فى الشأن العام والتسويق والبعد الاجتماعى والصورة العامة للدولة وتصنيفها وجمهورها، و«أيضاً مع مختلف مكونات ومفردات الحياة العامة في البلد. فصارت الرياضة جزءاً أصيلاً من «المجال العام» تتفاعل مع بقية العناصر فتؤثر فيها، وتتأثر بها»، ولذلك من الضروري ان تلتقي في بعض مظاهرها مع طرف أو آخر يتم التشاور وصولا الى رؤية موحدة.
رابعا : ويتحقق اعلاه اذا كانت الغايات واحدة والاهداف رياضية بحتة، ولكننا للأسف نرى ان الأمر تحول الى شلليات ومصالح تجارية وشركات اعلانية وشركات سفر وسياحة وصفقات، وكلها تعبر عن ضيق الرؤية وضعف الولاء للوطن وقصر وجه النظر..
«2»
ويتبدى قصر النظر فى هذه القضية فى اكثر من وجه:
? اولا: ان هذه القضية ومهما تطاولت وتعددت الادعاءات ستنتهى الى جمعية عمومية وإلى انتخابات وسيجرف تيار الحقيقة هذا الزيف الذى تتبدى درجاته في سوء امر المنتخب السوداني، وتراجع تصنيفه عاما بعد العام، وضعف المشاركات الخارجية للاندية السودانية، وعليه ليس هناك أي مبرر يشفع باستمرارية مجموعة الدكتور معتصم من خلال اجراءات حرة وشفافة، سواء أكان اليوم او الغد او بعده وكان الاولى لهم احداث انتقال دون هذه المشاحنات والصراع.
ثانيا : من الواضح ان الاتحاد بقيادة دكتور معتصم وبدلا عن ادارة النشاط الكروي بروح قومية وتجنب حالة الشقاق فقد عمدوا الى احداث شرخ ملحوظ، وتحولت الاندية الى اطراف في هذه المواقف وهذه ظاهرة جديدة ، تضاف الى حالة الشللية التي تعتبر سمة لهذه المرحلة.
وثالثا: اعلاء حظوظ النفس والمواقف الشخصية على الولاء الوطني، فقد كان راجحا عند مجموعة دكتور معتصم تجميد النشاط الكروي او تعليقه، مع ان ذلك يعتبر خسارة للاندية السودانية والمنتخب الوطني ويمثل صورة سالبة للسودان بشكل عام، ولا يقل عن أي مواقف دولية واقليمية تستهدف السودان كوطن وانسان ، بل كان هذا الأمر محل تفاخر وتباه عند بعضهم وهذا أمر مخيب للآمال ومثير للشفقة.
لقد كشفت هذه الازمة خصيصة النفس الانسانية حيت تنكفىء على ذاتها، دون النظر الى مآلات الامور، بل كشفت تنكر البعض وغياب وانعدام قيمة الوفاء وروح الوطنية وحالة الخوف من مواجهة مترتبات التداول الديمقراطي السلس، لقد ترك دكتور شداد رئاسة الاتحاد وهو الأكثر خبرة والأكثر دراية بهدوء وفقا للخيارات واحتفظ بصورته وشخصيته وسيظل رمزا رياضيا وشخصية وطنية ، ترى ماذا يقول التاريخ عن مجموعة «نحن أو الطوفان هذه»..
ونواصل باذن الله

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..