أخبار السودان

الفلاشا لن تتلاشى

كمال كرار

كان نظام النميري عميلا للأمريكان مثل الإنقاذ الآن،ونقل اليهود الفلاشا من السودان لاسرائيل،كانت واحدة من الجرائم التي أشعلت الغضب ضد النظام المايوي وحلفائه من الاخوان المسلمين .
وفي وثائق الفلاشا نقرأ التالي(كشف العقيد أمن موسى إسماعيل أن تكلفة الباص الواحد من الباصات التى استخدمت فى عمليات النقل ‏من المعسكرات إلى مطار الخرطوم. كانت ٨٠٠٠ جنيه سودانى شهرياً، وعندما طلب ٣٢ ألف جنيه من ‏اللواء عمر قال له: «ما عندناش قروش وأى منصرفات (يقصد مصروفات) مسؤولية الأمريكان». ‏واصطحب موسى الفاتح عروة وتقابلا مع چيرى ويفر منسق ‏شؤون اللاجئين بالسفارة الأمريكية وطلبا منه الـ٣٢ ألف جنيه فلم يعترض، وقال لهما: ‏‏«كويس مستعدين ندفع أى منصرفات»، وتكفلت السفارة بالجازولين اللازم كوقود للعملية.‏
ولاحظ العقيد موسى وجود سيارة من السفارة الأمريكية تحمل لوحة هيئة دبلوماسية تسير أمام الباصات ‏التى تحمل يهود الفلاشا، وكان بداخلها چيرى ويفر واثنان من مساعديه ونيكولاى القبرصى، العامل ‏بالسفارة.‏
وبلغ عدد الرحلات فى البداية حوالى ٢٠ ثم وصلت إلى ٢٨، وكانت الأخيرة فى أول يناير ١٩٨٥، وعلم ‏العقيد موسى فى اليوم الأخير أن يهود الفلاشا توجهوا إلى إسرائيل.‏
كانت عمليات نقل الفلاشا هذه المرة سريعة، حيث كان يتم تقسيمهم إلى مجموعات بمنطقة معسكر ‏تواوا، قبل الوصول إلى المطار الذى تم تأمينه بشدة، وكان العدد الباقى منهم ٤٥٠ شخصاً، ووصلت أول ‏طائرة ‏ C130 أمريكية فى السادسة صباحاً، ثم توالى وصول الطائرات بمعدل طائرة كل نصف ساعة، ‏وكانت تحمل عند هبوطها بعض المواد الغذائية وتقوم بإنزالها للتمويه ثم تحمل الفلاشا، وبلغ عدد ‏الطائرات خمساً، وبعد ذلك حضرت الطائرة السادسة وحملت الفنيين التابعين للجيش الأمريكى، وانتهت ‏هذه العملية فى التاسعة صباحاً.‏
كان الضباط الذين أشرفوا على العملية أو شاركوا فيها من الجانب السودانى يحصل الواحد منهم على ‏‏٤٠٠ جنيه حافزاً شهرياً، ومنهم فؤاد بندر والملازم أسامة، وفى حالة الاستعداد سيأخذ الجندى اثنين جنيه ‏ونصف فى اليوم، بينما كان أجر كل سائق ٢٠٠ جنيه فى الشهر والحرس كذلك.‏
وتقول الوثائق(و بعد حفل الشاى الذى أقيم فى منزل الرئيس نميرى أثناء زيارة بوش قال چيرى ويفر: كل الترتيبات مشيت زى ما وضع ‏لها، ووافق الرئيس على العملية، وذكر أنه أجرى ‏الترتيبات مع چنيف لتحويل مبلغ ٢ مليون دولار اللى سبق ووعدوا بيها اللواء عمر من أجل دعم مبنى ‏جهاز أمن الدولة لحسابه فى لندن،مضيفاً هذه القروش مش مدفوعة من الحكومة الأمريكية، وإنما مدفوعة من المنظمات اليهودية التى ‏تعمل فى إعادة الفلاشا)
لولا الانتفاضة لما انكشفت أسرار عملية الفلاشا،والانتفاضة القادمة ستكشف المثير عن الملفات السرية بين واشنطون والخرطوم،والثمن المدفوع لقاء التبعية وبيع السيادة الوطنية .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ترحيل الفلاشا لم يكن أبدا الجريمة التى أشعلت الغضب الشعبى علي نظام النميرى عليه رحمة الله.لماذا هذا التزييف لوقائع تاريخ قريب عشناه لحظة بلحظة وإذا كان ذلك صحيحا فاتنى بهتاف واحد صدر للتعبير عن ذلك خلال المظاهرات التى سيرها المواطنون
    الكتابة أمانة قبل اى شى اخر ولكن بيدو ان الايديولوجيا تابى إلا أن تصبغ الأحداث برؤاها الله يهديك….وبالمناسبة كويس انو الفلاشا مشو بلجيكا والا كانوا قاعدين ليومنا دا في السودان وهو الاخطر

  2. رحم الله الرئيس النميري بقدر قدم لهذا البلد . . رحم الله اخوي ابوعاج بقدر ما ترك من اثار لم يستطع احد ان ينساها و لم و لن ننساها . . رحمه الله عليك يا نميري . . و ربا يغفر ليك زلاتك و سيئاتك و تشفع لك حسناتك الكتيرة . رغم الغاضبين عليك الذي لم يستطعو ان يتكلموا عنك الا بعد موتك . . رهبه و خوفا منك . .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..