المفاجأة في المفاجأة

بسم الله الرحمن الرحيمذ
بقلم جبريل إبراهيم محمد
كان صديقنا الأديب الأريب المهندس محمد على فؤاد – عليه رحمة الله – يقول عندما يسأله الناس عن طريق الانقاذ الغربي الذي كان مسئولاً عنه و استشهد و هو يتفقده، كان يجيبهم بأسلوبه البليغ “الطريق في الطريق”. و نحن عندما نُسأل عن المفاجأة في خطاب البشير الذي انتظره الشعب بشغف بعد أن بذل المؤتمر الوطني جهداً خارقاً في الترويج له داخلياً و خارجياً، لا يسعنا إلا أن نستعير قالب صديقنا الشهيد لنقول أن “المفاجأة في المفاجأة” عينها.
فاجأ البشير الناس بخروجه عن لغته البسيطة المعهودة ? التي كثيراً ما تتدهور إلى “الشوارعية” و تنحطّ إلى مستوى لا يليق بأي شخص يحترم نفسه ناهيك رئيس دولة مكلف بجلب الاحترام لشعبه – في مخاطبة الشعب إلى لغة انشائية متنطّعة عجز عن تلاوتها أو الانفعال بها، مما حدا بالناس أن يذهبوا مذاهب و تأويلات شتى في الذي ألجأه و اضطره إلى كل هذه التعتعة و الارتباك البائن. فمنهم من قال أن الخطاب قد اُستبدل في اللحظة الأخيرة و لم يطّلع عليها البشير إلا لحظة إلقائها على الناس. و قالوا أن صراعاً عنيفاً قد نشب داخل المؤتمر الوطني أجبر البشير على تغيير خطابه الذي كان يحمل قرارات و خطوات عملية تخلخل إمساك المؤتمر الوطني بزمام الأمر و تضعف قبضته الحديدية الإقصائية على الشأن السياسي في البلاد بهذا الخطاب الإنشائي الممجوج في اللحظة الأخيرة. و إن صحت هذه التأويلات فإن المفاجأة الكبرى في الخطاب الغريب العجيب تكمن في أن البشير قد ظهر في خطابه بمظهر من لا يملك أمره و هو كلّ على غيره، بعد أن ظنّ الناس أنه الآمر و الناهي المتفرد بالقرار في حزبه.
يتمثّل المفاجأة الثانية في خطاب البشير في الصفعة القوية التي وجهها إلى وجه الرئيس جيمي كاتر و الإدارة الأمريكية التي يُظنّ أنها قد بعثته. فقد حسب الرئيس كارتر أن البشير يعني ما يقول – كغيره من الرؤساء المسئولين المحترمين – عندما قال أنه يحمل “مفاجأة سارة” للشعب السوداني، فتولى الرئيس كارتر كبر نشر البشرى الأكذوبة إلى الشعب السوداني و إلى المجتمع الدولي. فإذا بالبشير يخذله و يخذل كل من نقل عنه و بشّر بالخبر، و يضعه في موضع لا يحسد عليه، لأن البشير عجز أن يفي بما وعد به الرئيس كارتر و من كان وراءه.
المفاجأة الثالثة في خطاب البشير، أنه قد رفع الحرج عن المعارضة السودانية و زوّدها بالحجج الدامغة و البراهين الساطعة بأن هذا النظام قد تجاوز المرحلة التي يمكن معها الاصلاح، و قد صدّق الراحل الدكتور جون قرنق في قوله أن هذا النظام (is too deformed to be reformed)، كما أعان البشير المعارضة على المضي في خط العمل على اسقاط نظامه دون الإلتفات إلى ما سيعرضه، لأنه أثبت بالدليل القاطع أنه لا يستطيع عرض شيء أو طرح مشروع إصلاحي حقيقي يستحق الوقوف عنده أو التداول في أخذه أو ردّه. فقد قوّى بخطابه هذا موقف التيار الأعرض من المعارضة الذي عرف البشير ظاهراً عن باطن بعد تجربة ربع قرن من الزمان، و لم يعد يعوّل عليه اطلاقاً في إحداث تغيير إيجابي يذكر في الحياة السياسية السودانية، و رفع الحرج عن الشريحة التي كانت تعيش حالة من التوجّس بأن يأتي البشير هذه المرة بعرض يضع المعارضة في مواجهة المجتمع المحلي و الإقليمي و الدولي إن هي رفضته، و لكن البشير ? من فرط أنانيته – اختار أن يستأثر بهذا الحرج لنفسه، و يفتح للمعارضة أبواباً و زخماً جيداً للدعم الداخلي و الخارجي، بعد أن فقد فيه الجميع الأمل في الإصلاح إلى غير رجعة.
المفاجأة الرابعة في خطاب البشير المخزي، حضور بعض قادة الأحزاب السياسية المخضرمين و تمثيل أحزابهم في هذا اللقاء على أرفع المستويات. فهل يا تُرى جاء الترابي و الصادق و غازي و غيرهم إلى هذا المحفل ليستمعوا إلى درس بائس في الإنشاء من أستاذ عيّي حصر!! إن جاء هؤلاء القادة إلى هذا اللقاء و ليس لهم أدنى فكرة عما يريد البشير طرحه، فهذه سذاجة لا تتسق و قدرات هؤلاء القادة و تجربتهم المتطاولة في العمل السياسي. و إن جاءوا و هم على علم مسبق بمحتويات الخطاب، و اختاروا دعم البشير و التماهي معه في خطّه الذي لا يمّت إلى الإصلاح بصلة، فهذه طامة كبرى عليهم و على مستقبلهم و مستقبل أحزابهم السياسي قبل أن تكون طامة على الوطن أجمع.
المفاجأة التي لم تكن مفاجأة أبداً في خطاب البشير، هو تمادي المؤتمر الوطني في استعباط الشعب و الاستخفاف بعقله، و سعيه الدؤوب لإلهاء الشعب و إشغاله بحوار لم يهيئ له المناخ و البيئة التي يمكن للحوار أن ينطلق فيها و يزدهر، و لم يوفر له أدنى مقومات النجاح. و هذا يعني بالضرورة أن المؤتمر الوطني يريد حواراً لإلهاء الناس و كسب الوقت حتى موعد الانتخابات التي قال كبيرهم أنه ليس على استعداد لتأجيلها و لو لساعة واحدة. يريد المؤتمر الوطني حواراً للعلاقات العامة و لأجل أن يقال له أنه يحاور. و ستكون المفاجأة الحقيقية إن انبرى – بعد كل هذا العبث – بعض قادة الأحزاب من غير حياء لدعوة المعارضة و الشعب لقبول الحوار من أجل الحوار.
المفاجأة الحقيقية البشير ممكن يمشي لوحده بدون بكري و عبدالرحيم
كانت النتيجة معروفة سلفا لاغبي سوداني عايش الحكومة 24سنه.
لكن الذي احزننا فعلا هو ظهور قادة المعارضة في الصفوف الامامية لهذا الهراء.
فحطموا امالنا فيهم وفي مكانتهم .
وبعدين اللعب بين الامريكان والاخوان ليس لديه قواعد واسس الا المصلحة الامريكيه. وهؤلاء (الاخوان)يحبون السلطة ليس لتمكين الدين كما ذعموا في الثمانينات بل للتمكيين فقط وهذه علمت في السودان خاصة.
كان املنا في المعارضة الداخلية اكبر ولكن هيهات
جبريل ابراهيم قائد محترم وكتابة محترمة ، اعجبني تعليقك علي حضور قادة الاحزاب بالفعل اظهروا غباء سياسياً كبيراً.
اخي جبريل
كلامك ممتاز للغاية ومقال جميل وتحليل دقيق جدا
والحقيقة ان فشل الخطاب هو خذلان للمؤتمر الوطني والرئيس البشير ومن يخذله الله فلا ناصر له اطلاقا واسال الله سبحانه وتعالى كما خذلهم امام الجميع ان يكسر شوكتهم ويعلى صوت العدل والعقل والمساواة وان ينعم السودان برجال صادقين اصحاب مروءات ونجدة فقد جربنا هؤلاء القوم ولم يرد الله سبحانه وتعالى الا خذلانهم بهذا الخطاب
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إلام
الأستاذ جبريل تحيتي و إحترامي،
لقد كتبت فأنرت و أوجزت فأتممت و حللت فحويت
و بعد أن نقول جزاك الله عنا خير الجزاء فلنقوم إلى النضال و لنواصل القتال فإن كل هذا الجمع الذي حضر و الذي لم يحضر من المتنفذين أصبح لا يعنينا في شي .
الخرطوم الخرطوم الخرطوم ، فقد إقترب الفجر الجديد بإذن الله و لنستبشر خيراً لسودان الغد
عازه قومي كفاك عازه غطي قفاك
من مصدر موهوم ان البشير وقع تحت جنحة التهديد وهو لا يدري ماذا قال وماذايعمل
ادعوله ادعوله
ادعوله ادعوله
ادعوله ادعوله ادعوله ادعوله ادعوله ادعوله ادعوله
لك تحية النضال اخ جبريل ابراهيم… أوقيت بحيث لم تترك لنا مجالا للاختراق بتعليق… نحن لم نتوقع ولا نعول على اصلاح يأتي من هؤلاء البلهاء…والا كانت تلك من علامات الساعة الكبرى!!! ان الخير (المفاجيء) في هذا الخطاب (الماسورة) قد تمايزت به الصفوف.. المؤتمر الوطني ومن والاه من الاذناب والمعارضين (زورا) من المخذلين ومثبطي الهمم والانتهازيين.. دعوهم يكونوا في جهة واحدة.. جبهة واحدة.. في (كوم) واحد ليتم كنسهم (مرة واحدة) وحرقهم بعيدا اصحاحا للبيئة..خالص الود,
هناك مشروع امريكي جديد لحليفهم البشير الذي تشوه كثيرا بصورة لا يمكنه تقديم اي خدمة عمالة.. فلذا يريدون وضع المساحيق على وجهه الكالح ليظهر بمظهر جديد.. البشير ليس قادرا على تقديم اي مبادرة او مشروع حل لانه في ايدي الغير منذ ان جاء في السلطة ولانه ليس لديه اللياقة الذهنية ولا الاستعداد الفكري او المعرفي لذلك.. كارتر المرر القديم لمشاريع الشرق الاوسط الكبير جاء الي البشير واذن له ان يطلع علينا بمشروع جديد.. ابتدر هذا المشروع بخطاب انشائي فضفاض وخالي من اي مضامين اصلاحية ومشاريع حل.. ولكنه قصد به تهيئة الرأي العام للمشروع القادم الذي لا يتماشى ابدا مع مصلحة الشعب.. فلذلك اراد بلبلة الشارع بهذا الخطاب الفارغ.. وأثارة ردود افعال مضللة وحائرة ومحيرة.. انا اقول الا كما قال الراحل المقيم قرنق (is too deformed to be reformed) أي مشوه لدرجة لايكمن اصلاحه
اللهم ارض عنا واصلح حالنا ورد غربتنا الى وطنا وارفع عنا البلاء والمحن
19عام خارج السودان في انتظار صلح الحال والرجوع الى الوطن
لكن مايحدث الان في الساحة بخلينا نرضى بزل الكفيل و استغلاله لنا حكومتنا 25 سنة بتنهب في البلد وصرف علي اشياء تافهه وافتراء على الشعب المكلوم والناس ساكته الى متى ؟
خطاب يتحدى اللغه العربيه اين القرارات دا ما كلامك
كذب البشير أو جماعته ليس بمفاجأة …
المفاجأة في نظري ….هذا القدر الكبير الواسع من إستغفال العباد ….البشير لا يدري ..ولا يدري أنه لا يدري …وهذا مكابر فامقتوه ….
ياجبريل انتوبوق الغرب واتحدى كل المعارضة اذا كانت تتحدث عن مصلحة السودان تجى وتورنا انها حتعمل شنو يعد ماتفوت الانقاز ياخى انتو ناسديرين سلطة السلطة دى بتجى بقول المولى عز وجل (يؤتى الملك لمن يشاء)وبرضو زوال الحكم ما بالعب بتاعكم ده برضو حسب ارادة المولى عز وجل(وينزع الملك من من يشاء)
كّذب البشير ولو صدق المفاجأة كانت حضور الترابى وغازى لهذا المحفل البائس وبعد كده استعدوا لحملة العلاقات العامه والاسرية بين الاخوان واخوان الامس وتعالوا الى كلمة سواء وتعالوا نسمو فوق الجراحات ونسيان الماضى ومراراته مستندين في ذلك لفتوة سندكالية من فش غبينته حرق وخرب مدينته وهى لله مافيها سلطة ولاجاه ونادوا قيقم ومحمد بخيت وهاك ياعرضة
عفوا جبريل لست انت من ننتظر.