عربي | BBC News

روسيا وأوكرانيا: خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا بدون كهرباء بعد الضربات الروسية

روسيا وأوكرانيا: خاركيف ثاني مدينة في أوكرانيا بدون كهرباء بعد الضربات الروسية

  • هوغو باتشيغا – بول كيربي
  • بي بي سي

قصف

صدر الصورة، DSNS-UKRAINE

التعليق على الصورة،

قتل شخصان جراء إصابة صاروخ مبنى سكني في مدينة كريفي ريه الأوكرانية

تعاني خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا، من انقطاع التيار الكهربائي منذ عمليات القصف الموسعة التي نفذتها روسيا، مستهدفة محطات توليد الطاقة في الفترة الأخيرة.

وأكد مسؤولون في أوكرانيا أن حوالي تسع منشآت لتوليد الطاقة في هذه المدينة الهامة تعرضت للقصف جراء إطلاق القوات الروسية 76 صاروخا علاوة على ضربات جوية نفذتها بطائرات مسيرة في جميع أنحاء البلاد.

وقال عمدة خاركيف إن المدينة شهدت “دمارا هائلا” جراء القصف. وقالت إحدى ساكنات المدينة، وتُدعى أناستايزا، لبي بي سي إنها سمعت دوي عدة انفجارات منذ بداية الضربات الروسية صباح الجمعة.

وأضافت أناستايزا، أم لطفل يبلغ من العمر شهرين ونصف: “في دقائق معدودة بدأ الضوء يتقطع، وبعد عشر ثواني فقط انقطع التيار الكهربائي، وتوقف كل شيء هذا كل ما حدث. والآن انقطعت المياه أيضا نظرا لتوقف محطات الضخ بعد انقطاع الكهرباء عن المدينة. والآن، أصبحنا في مدينة بلا كهرباء ولا مياه”.

وقال أوليغ سينيغوبوف، رئيس الإدارة المحلية في خاركيف، إن المسؤولين في المدينة يخططون لاستعادة التيار بحلول منتصف الليل. لكن شركة شبكة الكهرباء الأوكرانية “يوكرينيرغو” حذرت من أن حجم الأضرار يرجح أن استعادة التيار قد يستغرق وقتا أطول.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

قصص مقترحة

قصص مقترحة نهاية

وقالت الشركة، في بيان صدر في هذا الشأن، إن شبكة الطاقة فقدت نصف قدرتها الإنتاجية بسبب الضربات الروسية الأخيرة، مؤكدة أن الأولوية في توفير إمدادات الكهرباء سوف تكون “للمنشآت الحيوية – المستشفيات، ومحطات مياه الشرب، ومحطات التدفئة، ومحطات معالجة الصرف الصحي”.

وقال مستشار وزارة الدفاع الأوكرانية يوري ساك لبي بي سي إن فرق الطوارئ تعمل على استعادة التيار الكهربائي، لكن الموقف “لا يزال صعبا”. وأشار إلى أن تكرار الضربات الروسية يزيد من صعوبة إصلاح منشآت توليد الطاقة الكهربائية.

تخطى البودكاست وواصل القراءة

البودكاست

البودكاست نهاية

في سياق آخر، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أكثر من 13 آخرين جراء قصف مبنى سكني في مدينة كريفي ريه. كما توفى شخص آخر في خاركيف جراء القصف علاوة على توقف حركة مترو الأنفاق في العاصمة كييف بسبب انقطاع الكهرباء.

وانطلقت صافرات الإنذار في جميع أنحاء أوكرانيا الجمعة وسط تأكيد من رئيس أركان الجيش، الجنرال فاليري زالوزني، على أن الدفاعات الجوية تمكنت من اعتراض 60 صاروخا من إجمالي 76 صاروخا أطلقها الجانب الروسي، أغلبها صواريخ كروز.

وأكد مسؤولون في كييف أن حوالي 40 صاروخا اُطلقت في اتجاه العاصمة وحدها – مما يجعله واحدا من أكبر الهجمات وأوسعها نطاقا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط. وأضاف مسؤولون في كييف أن الدفاعات الجوية أسقطت 35 صاروخا في حين أصابت الخمسة الأخرى الهدف.

وقالت أوكسانا، من سكان العاصمة تبلغ من العمر 42 سنة، إنه أمر “مرهق جدا، لكنني اعتدت على ذلك. لا أريد أن يتعرض أطفالنا لهذا، النزول إلى الأقباء والملاجئ، لا أريد لهم المرور بذلك”.

وتتهم أوكرانيا الجانب الروسي “باستخدام الشتاء كسلاح” من خلال قصف المنشآت الحيوية وسط تراجع حاد في درجات الحرارة يصل إلى درجة التجمد في أغلب انحاء البلاد.

صدر الصورة، Kherson prosecutor’s office

التعليق على الصورة،

هجوم الجمعة على خيرسون هو الثالث خلال يومين على المدينة الجنوبية، بعد شهر من انسحاب القوات الروسية

كما أسفر القصف الروسي عن انقطاع التيار الكهربائي في إقليم سومي بالقرب من الحدود الشمالية مع روسيا وفي مدن رئيسية في إقليمي بولتافا وكريمنتشوك.

وأطلقت القوات الروسية حوالي 15 صاروخا على منطقة زابوريجيا جنوبي البلاد بينما أكد عمدة مدينة كييف، فيتالي كليتشكوف، أن العديد من المناطق في المدينة أصابها القصف. وأسفرت الأضرار التي لحقت بالبُنى التحتية للطاقة عن اضطرابات في إمدادات مياه الشرب وتوقف حركة مترو الأنفاق، وفقا لعمدة العاصمة.

وأطلقت روسيا حوالي ألف صاروخ علاوة على ضربات جوية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع منذ بدء موجة الهجمات الحالية في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلا أن أغلبها تصدت له الدفاعات الجوية الأوكرانية. وكان القصف الأكبر على الإطلاق في إطار تلك الموجة في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إذ تضمن إطلاق مئة صاروخ وقصفا بالطائرات المسيرة.

وحذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الخميس الماضي، من أن المزيد من الهجمات على منشآت توليد الطاقة “قد يؤدي إلى المزيد من التدهور الخطير في الأوضاع الإنسانية والمزيد من تشريد الأوكرانيين”.

ووصف رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميكال، الموجة الأخيرة من الضربات الروسية بأنها “محاولة جديدة لارتكاب جرائم إبادة ضد الشعب الأوكراني”.

وفي بعض المناطق، تتوافر الكهرباء لساعات قليلة فقط على مدار اليوم. وقالت إليزافيتا، 21 سنة، “أشعر بالغضب، إنهم (روسيا) يدمرون حياتنا. وقد اعتدنا على ذلك، لكن الأهم بالنسبة لنا هو أن الروسيين ليسوا هنا”.

وقالت أناستايزا إن الحياة تزداد صعوبة مع دخول في فصل الشتاء، مؤكدة أنه “في النهار يبدو كل شيء على ما يرام، إذ يمكنني التعامل مع هذا الوضع وإدارة الموقف. لكن عندما يحل الظلام تبدأ مشكلتي لأنني أريد أن أرى بوضوح أثناء إعداد الطعام لطفلي الرضيع ورعايته، إنه وضع مرهق”.

وأضافت: “وبالطبع، يولد انقطاع الكهرباء الكثير من التوترات والضغوط. لذلك نحاول الصمود طوال الليل حتى يأتي النهار ونشعر ببعض التحسن، لكنه لا يقارن أبدا بأي يوم عادي”.

يُذكر أن الموجة الجديدة من الضربات الروسية التي تستهدف منشآت توليد الطاقة في أوكرانيا جاءت بعد فرض الاتحاد الأوروبي المجموعة التاسعة من العقوبات على مسؤولين وشركات في روسيا. وأضيف حوالي مئتي شخص ومؤسسة أعمال روسية إلى القائمة السوداء لتجميد الأصول وحظر الحصول على تأشيرات دخول لدول الغرب.

وتضمنت الأسماء التي طالتها العقوبات لاريزا فولكوفسكايا، رئيسة وحدة سياسات حماية حقوق الأطفال بوزارة الخارجية الروسية، والمتهمة “بالنقل غير الشرعي لأطفال أوكرانيين إلى روسيا وتسهيل تبنيهم من جانب أسر روسية”.

كما فرضت عقوبات على العديد من الحكام الإقليميين في روسيا لاتهامات مماثلة. وقال الاتحاد الأوروبي إن هؤلاء المسؤولين متورطون في عمليات ترحيل قسري وتبني أكثر من 2000 طفل أوكراني منذ بداية الحرب.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الترحيل يرقى إلى مستوى جرائم الحرب بموجب المادة 49 من اتفاق جنيف.

في غضون ذلك، اتهم مسؤولون أوكرانيون موالون لروسيا في منطقة دونباس بشرق البلاد القوات الأوكرانية بقصف مدينة وقرية ليلا في منطقة لوهانسك، لكن لم يتسن التأكد من تفاصيل ضحايا القصف المزعوم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..