سادة السودان المزعومين

سادة السودان المزعومين

خالد الاعيسر*
[email protected]

حيرني أمر السادة ودهشت كما هو حال الكثيرين داخل وخارج السودان بانضمام نجلي ‘السيَّديْن’ (عبدالرحمن الصادق الصديق المهدي نجل رئيس حزب الأمة القومي) و(جــعفر الصادق الميرغني عضو المكتب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ونجل محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب).
والله أمرها غريب السياسة في السودان.. فالصادق المهدي قدم تفسيرا قبل وبعد تعيين أبنه بقوله أن الاختيار جاء على خلفية ظلمه عندما فصلته الإنقاذ من الجيش بعد انقلاب يوليو عام 1989، وأن تعيينه في الحكومة لا صلة له بحزب الأمة القومي.
أما الابن فاصدر بياناً، تبريراً قال فيه: (إنني في موقعي الحالي لا أمثل حزبا ولا أمثل والدي الإمام الصادق المهدي الذي أعلن وحزب الأمة موقفهما المؤسسي، ولكنني أمثل شخصي وقناعاتي، ومجهودي، واجتهادي الذي أقدمه لوطني وأنا أطمع في الأجرين لو أصبت وفي الأجر الواحد إن أخطأت).
لسنا ضدّ انضمام أبناء السيَّديْن للسلطة ولا منحهم وزارات ومناصب قيادية تحت مظلة الحكومة العريضة، ولسنا ايضاً ضد اجتهاداتهم المشروعة الطامعة في الأجرين، ولكننا ضد الازدواجية والتستر خلف مظاهر الخلل وإستغفال وازدراء عقول الناس والضحك عليها بهذه البساطة. على هؤلاء أن لا ينسوا أن من بين السودانيين من هم أكثر ذكاءاً منهم.
كثيراً ما يتحدث قادة الاحزاب التقليدية في السودان عن الديمقراطية، ولكن الواقع داخل مؤسساتهم الحزبية ينافي قيمها، والشاهد أن القياديين في الحزبين من بطن واحدة تُورثْ جيلا بعد اخر استناداً على جهالة الأتباع ورغبات السادة أنفسهم في الاستمتاع.
فلنقل أن نجل رئيس حزب الأمة القومي عين لكونه قد فصل من الجيش، أليس من حقنا أن نسأل كم من السودانيين وقادة الجيش الآخرين تم فصلهم ولماذا لم يعينوا مساعدين للرئيس كما هو حال أبني سادة السودان المزعومين، أو قل على أقل تقدير لماذا لم يستوعبوا في وظائفهم التي كانوا فيها قبل أكثر من عقدين، والسؤال موجه للصادق المهدي؟!
حري بنا أيضاً الاشارة للحديث الذي جاء على لسان علي السيد عضو الهيئة القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي خلال حوارنا له بقناة الشرقية نيوز (الرأي سوداني) واساهبه في عدم كفاءة جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني بشغل منصب مساعد للرئيس كونه لا يحمل مؤهلات وقد جيء به ‘صورة’ تبرر مشاركة الحزب في السلطة. بالله عليكم أليست هذه مهازل ومسرحيات مستفزة لعقول السودانيين.
السؤال: ألم تلد حواء السودان غير هؤلاء السادة المزعومين.

* صحافي سوداني مقيم ببريطانيا
صحيفة القدس العربي

تعليق واحد

  1. استاذ خالد:

    الكلام عن السيادة والسيدين صار مملا و لقد كتب عنه الكثيرين و خلاص .. يعني موضوعك ده جاء متاخر و بايت

    و نحن بصراحة نعلم ان علاقة بيت المهدي بالانصار ليست علاقة تبعية و سيادة بل علاقة محبة . و الانصار حتى يومنا هذا ينادوا بعضهم بلفظ المحبة اي الحبيب و الحبيبة و الحبان.. و كان المهدي ينادي الفرد من انصاره بالحبيب (راجع كتاب منشورات المهدية لابو سليم)

    اما الامر الالذي يؤسف فعلا هو انك تنشر مثل هذا الكلام الغير صحيح عن بلدك و بني بلدك في جرائد عربية و غير سودانية مثل القدس العربي… اين الوطنية في حق من جاهد ضد الاستعمار و طرد المحتل من السودان سواء في حق الثورة المهدية التي رفعت راية السودان عالية و عزيزة و شامخة .. ام في حق حزب الامة الذي كافح ان يكون السودان للسودانيين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..