انتخابات الحروب

يصر المؤتمر الوطني علي قيام الانتخابات في موعدها،ويعتقد ان تأجيلها يحدث فراغا دستوريا في البلاد،وكل مرة يخرج رئيس المفوضية القومية للانتخابات مختار الاصم بتمديد فترة السجل الانتخابي لايام لاخري،بعدما يعلنوا للاعلام ان التسجيل سار بطريقة جيدة وممتازة،وتخرج التنظيمات الموالية لهم وتحثهم علي مد فترة التجسيل مرة اخري،هذا مؤشر ان المواطن العادي ادرك ان الصناديق الانقاذية المرتبة مسبقا،ستعيد نفس الوجوه التعيسة الي كرسي الحكم الذي استولي عليه عبر انقلاب عسكري،ويتحدثون عن فقدان الشرعية،لو فشلوا في قيام الانتخابات في ابريل من العام القادم،ويتمسكون بمقولة الفراغ الدستوري،ليعودا بشرعية خططوا لها بطريقتهم الخاصة الي القصر الذي لا ينزف الا دما ودمارا للشعوب السودانية في كافة اقاليم البلاد،اذا لم تتدمر اقتصاديا،يتم تدميرها عبر الحروب في مناطق الحرب الحالية دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق…
اذا كانت الحروب هي ابرز العناوين البارزة علي حكم المؤتمر الوطني منذ 25 عاما، هذا النظام الاسلاموي الذي يمثله المؤتمر الوطني،وهو يضم كافة الاحزاب الاسلامية التي اما تتواطوء مع سياسته الحربية كما كانت في جنوب السودان قبل ان يستقيل قبل 3 سنوات،وكل الجماعات الاسلاموية المدعية المعارضة لهم،تعمل سرا علي التحالف معهم،لاعتبارات ان الحكومة الحالية هي الحصن الاوسع الذي يضمهم،رغم الانتهاكات الا ان التطرق الي نقد المؤتمر الوطني من المستحيلات من جانبهم،ومن الصعب ان تجد جماعة اسلامية تطالبهم ان يوقفوا حروبهم الانتقامية ضد الشعوب السودانية الاخري،ولا يتحدثون ولو سرا ان الجماعة الحاكمة لا تكترث للانسان السوداني اطلاقا،واحداث سبتمبر الاخيرة في نهاية 2013،وجدت صمتا غريبا من رجالات الدين الاسلاموي،وهي حدثت بالقرب من مواقعهم التعبدية،لكن المصلحة المشتركة والمشروع الاسلاموي الكبير،هو كلمة السر التي تجمع بينهم،لان ذهاب الحزب الحاكم،يعني ذهاب كل مرتادي منابر التسلية الاسبوعية،وما يؤكد ذلك ان احد ائمة مساجد سنار بعد حادثة تابت الاغتصابية،انكر احد ائمتها قيام الحكومة السودانية بالاغتصاب الجماعي،ما ادي الي مناوشات كلامية مع بعض المصلين،وانقسم المصلين انفسهم الي مؤيد لقول الامام ومعارض لحديث الامام الذي وصف من احد المصلين بالمستفز عندما تحدث الي راديو دبنقا في شهر نوفمبر الماضي للاذاعة التي اغطت جزء كبير من حادثة تابت الاغتصابية .
.
بالفعل الانتخابات علي الابواب ،ومايفصلها عن الناخب اقل من 5 اشهر،السؤال هو من الناخب الذي سيصوت الي الرئيس عمر البشير لفترة مدتها 5 سنوات اخري؟،هل هو انسان معسكرات النزوح ؟ ،ام هو الانسان الذي تعزف فوقه طائرات الانتينوف في جبال النوبة،والنيل الازرق؟،وهل سيكون الناخب لانتخابات 2015،هو النازح في معسكرات كلمة وخمسة دقائق،والحميدية؟،من سيكون الناخب القادم؟ هل هم اسر ضحايا سبتمبر،ام كجبار وشهداء بورتسودان؟،ام سيكونوا تربية الشيوعيين في ولاية الجزيرة التي اتهم الرئيس عمر البشير لهم بالاتكال علي الدولة،واتهمهم بالفساد،ويعتقد الرئيس عمر البشير ان المشروع عالة علي الاقتصاد السوداني منذ الستينيات من القرن الماضي.
.
ماذا ستفرز الانتخابات القادمة،بعد حدوث تغيرات علي هيكلة اعضاء المؤتمر الوطني،واستبدالهم بعناصر يرون انها تمثل الخط السلمي داخل الحزب،وخروج مايطلق عليهم النمور بالتنظيمية،ان المكياج التنظيمي للمؤتمر الوطني في الفترات الاخيرة،وادخال وجوه جديدة بعد مؤتمرهم العام الذي انتخب البشير مرشحا لحزبهم للرئاسة ،ما يجب ان تفهمه الشعوب السودانية ان خروج نافع علي نافع وعلي عثمان محمد طه،وعوض الجاز،وغيرهم من دائرة اتخاذ القرار الفعلي،لا يعني ان النمور الدموية المتعطشة لدماء السودانيين،ولي زمانهم،فمن انتخبهم الحزب لن يكونوا افضل من العناصر السابقة،هم يحملون علي حقائبهم (كبسولة) الموت والاغتصاب والنزوح والقمع السياسي والاضطهاد الديني،وهم علي مسيرة اسلافهم السابقين من نافع وعلي وعوض الجاز وكل من غادروا دائرة اتخاذ القرار الفعلي.فالورثة الجدد سيواصلون علي نفس المنهج،و شن مزيدا من الحروب الموسمية صيفا كانت ام شتاءا سيكون..ز
.
الانتخابات علي الابواب ومليشيات الحكومة تقتل يوميا وتنهب المواطنين العزل في كل ولايات دارفور الخمسة،وبمحلية كرينك في ولاية غرب دارفور،قتل الرعاة في منطقة(اعصرني) اكثر من 4 اشخاص وجرح 8 اخرين،وحرق 20 منزلا،ونهب المواشي،اما في معسكر الحميدية بولاية وسط دارفور اصيب النازحين من المعسكر مساء الاربعاء كل من ادم عبدالحميد،وعبدالشافع ابراهيم،بعد اطلاق مليشيات النار عليهم،وفي منطقة ديسا بولاية شمال دارفور،حدثت توترات بين الرعاة والمزارعين،عقب مقتل احد الرعاة علي يد الجيش السوداني بعد رفض اخراج ابله من احدي المزارع ،والخوف من تمتد التوترات لتشمل مناطق اخري غير ديسا..
.
كل هذه الاحداث والتوترات كانت في بداية الاسبوع الاول لشهر ديسمبر الحالي،وهذا دليل علي ان الدولة غائبة تماما في مثل هذه المناطق،وتصرح كل يوم عن الانتخابات وضرورة قيامها في ابريل القادم،الاكثار من الحديث عن الانتخابات يجد الاهتمام اكثر من توفير الامن للمواطنين حتي هي داخل المدن الكبيرة،لايتكلم المؤتمر الوطني عن خطورة المليشيات المسلحة،بل يتكلم عن خطورة الفراغ الدستوري لرئيسه الحاكم،والرئيس يقول بنفسه لا مجال لتأجبل الانتخابات،والرئيس عمر البشير يحبذ الاستمرار في الحكم علي جثث جميع السودانيين بالموت جوعا وقتلا بالطائرات الانتينوفية،وبالتشريد الي خارج البلاد،ويقولون ان الخروج من السودان،له فوائد اقتصادية للسودان بعد تحويل النقود من الخارج الي الداخل لتستقر في حقائبهم الوزاية . بلغت جرأة المؤتمر الوطني ان قيام الانتخاب ستقوم حتي لو لم يتحقق السلام في مناطق الحروب،الهم الاساسي ان يعودوا الي الحكم، علي جثث ودماء الصراعات القبيلية في كواك بين ابناء المسيرية في ولاية غرب كردفان التي حصدت العشرات من ابناء القبيلة الواحدة في اقل من شهر،ويريد ان يأتي علي كرسي القصر الجمهوري علي دماء ابناء قبيلتي الزريقات والمعاليا في ولاية شرق دارفور،بعدما سالت دماءهم برصاص يستورد من تحت الطاولة الرئاسية،ويريد ان يعيد الي الحكم وطائراته الحربية تقصف جبال النوبة في دلامي وهيبان،ويابوس في النيل الازرق اثناء المفاوضات في الشهر الماضي ،يريد الرئيس عمر البشير ان يمدد فترته حكم لخمسية اخري علي جثث كجبار وامري وبورتسودان والعشرات من ضحايا سبتمبر،ويصر علي العودة الي القصر الرئاسي علي رؤوساء الاطفال المحروقة والنساء المغتصبات في تابت،والشيوخ قرية حمادة بولاية جنوب دارفور الذين ابادتهم مليشيات المؤتمر الوطني.يريد ان يأتي لا يهم الرئيس عمر البشير علي حساب بائعات الشاي اللائي يتعرضن كل يوم في العاصمة الاسلامية لانتهاكات من قبل المحلية وشرطة النظام العام،يريد ان يأتي هذه المرة علي اجساد من قتلهم جهاز امنه في كل الجامعات السودانية السودانية،ومن تحرش بهن جهاز الامني في داخلية البركس،وطلاب دارفور المفصولين نهائيا علي من قاعات الدراسة الجامعية،تكرر المآساةومجرمها واحد علي الجميع ان يتعقل من اعطاء السلاح الشرعي للرئيس عمر البشير عام 2015.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..