المرأة السودانية في دواليب العمل

بلا إنحناء

المرأة السودانية في دواليب العمل

فاطمة غزالي
[email protected]

في الأيام الماضية تطرق بعض الكتاب الصحفيين إلى معاناة المرأة السودانية في إطار سياسات أصحاب المصانع والشركات الخاصة مع العاملات، ومحاولة هضم حقوقهنَّ بأساليب ملتوية ومن ثم طردهنَّ إلى الطرقات وفقاً لسياسة الفصل التعسفي مع التنكر لحقوقهنَّ و فوائد ما بعد الخدمة. المرأة السودانية بالرغم من الوعي الكبير الذي تتمتع به منذ فترة ليست بالقصيرة إلا أنه مازال هناك قصور بشأن حقوقها ، فبعض النساء أصبحنَّ يتحملنَّ جزءاً كبيراً من المسؤوليات الأسرية وإن لم تكن كلها الأمر الذي يفرض على الدولة مراجعة قوانين العمل من أجل حمايتهنَّ من الظلم ، والنهب الحقوقي ، كما علينا الوقوف بجانبها والدفاع عن حقوقها وسواءً كانت عاملة في المصانع والشركات الخاصة أو موظفة في دولاب الدولة، ولكن قضايا المرأة كثيراً ما تملأ الساحة السودانية وتثير حولها الكثير من الجدل فتخرج الأقاويل واللغو من تحتها ، ومن فوقها تتطاير التفاسير والتأويل والتهويل وهلم جرا إلى أن تتوهج حد الاشتعال، ولكن بمقدار التوهج ذاته ينطفئ بريقها وتخبو وتضيع معالمها بين اليوميات وكأن شيئاً لم يحدث.
هذا الموقف اعاد إلى ذاكرتي قصة مستشارة وزير التجارة السابق جيمس كوك ريو، ولا ندري إن كانت ولاء مازالت مستشارة للوزير الحالي أم تم اقصاؤها ، بعد أن لمع بريقها إبان أزمة الوزارة بسبب منع استيراد اللبن المجفف ومن قبل قائمة من السلع الغذائية بهدف حماية الانتاج الوطني ، فقامت الدنيا ولم تعقد إلا بإلغاء القرار، ومن المتناقضات في السياسية السودانية الاقتصادية طُبق القرار وبصورة أوسع وهذا يؤكد أن خطوة الوزير كانت صحيحة، فذهب الوزير، ولكن لا ندري أين اختفت مستشارته ولاء والتي رغم صغر سنها كانت تقف بجانب قرارات الوزير جميس والشاهد على ذلك أن تلك الفتاة الذكية التي إلتقطت رسائل مفادها الخروج من محطة الحياد في المعركة مع الوزير جميس بسبب قراره، والوقوف بجانب الذين يخالفونه الرأي والمواقف من أجل الضغط عليه لتمرير أجندتهم وسياساتهم التي يعتبرها ليست ذات مصلحة على الانتاج الوطني من منطلق درايته بالتحديات الاقتصادية التي يواجهها السودان ، إلا أنها أي المستشارة استعصمت بأخلاقها، ونأت بنفسها عن مهالك الصراعات التي يستنأ عنها كل عاقل يريد أن لا يتحول إلى ضحية معارك لا يجني منها إلا مقولة (مغفل نافع ).
مازالت هناك أسئلة تطرح نفسها حول اختفاء هذه المستشارة وهل يا ترى غابت عن الوزارة بعد مغادرة وزير التجارة جميس لمنصبه، و أين هي الآن، وماذا تفعل بعد، وإذا غادرت الوزارة هل اختفاؤها بسبب مضايقات تعرضت لها ،هل عكفت ولاء في منزلها تقلب دفاتر وفواتير الصراعات من خلال تجربتها التي خرجت منها ممسكة بغنيمة الحفاظ على القيم في أخطر المواقف وأشد الظروف قسوة ، أم هي الآن تقرأ الدروس والعِبر من خلال ما دار في الوزارة لتقنع ذاتها بأنها في وطن يريد” البعض” أن تسير فيه الأشياء بنهج غريب، ومواقف هلامية ، وسياسيات متناقضة بحيث يصعب على الذين تربوا على القيم و الأخلاق ، والشفافية ،والوضوح ، واحترام الآخر ، يصعب عليهم فك طلاسم تلك الغرابة والهلامية والتناقض القائم على فعل الشيء وضده الأمر الذي دمغ العديد من المؤسسات بصبغة الفشل في تصريف الأمور، وأخيراً هل ولاء غادرت الوطن كغيرها من الكوادر الوطنية المؤهلة التي هجرت الوطن حينما طفح الكيل، وجارت عليهم البلاد؟! .

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..