حبة المهدي وقبة السلف..!ا

الطريق الثالث

حبة المهدي وقبة السلف!

بكري المدني
[email protected]

يمكن للمرأة ان تصلي بمحازاة الرجل في صف واحد للصلاة ? او شئ من هذا القبيل قال به السيد الصادق المهدي امام جماعة الإنصار في السودان والذي رد عليه بعض من شيوخ السلفية المتشددين حد التكفير الصريح ولو اني اعطيت (قلم شيني اسود) وطلب مني كتابة تعليق على هذا المشهد فسأقول ان الإمام الصادق المهدي (راجل فايق ودمه رايق !) اما الشيوخ من السلفيين الذين انبروا بالرد عليه فأولئك كانوا في عطلة ولم يصدقوا ان وجدوا لهم شغلة!
تصلي المرأة في صف مع الرجل او تصلي فوق راس البيت هل هذه قضية الآن تستحق الخلاف ? بل هل هي قضية تستحق النقاش اصلا ؟!ولنفرض ان حديث الصادق الإمام (عليه السلام!) صحيح هل يمكن ان نجد النساء في غد يزاحمن الرجال في صفوف الصلاة بالمساجد ؟! طبعا لا شئ من هذا سوف يحدث فبالرغم ان ليس هناك نصا ولا حديثا واضحا حول صفوف شراء كهرباء الدفع المقدم ? مثلا ? الا ان للنساء صفهن وللرجال صفوفهم وكذلك الحال بالنسبة لكافة الخدمات التى تتطلب صفوفا وهذا عرفا سودانيا وتوافقا سودانيا لم يحتاج الي نص ولا تشريع ولا حتى توجيه او الزام من سلطان وعليه ايضا فإن قومة علماء السلف والروابط الدينية في وجه الإمام الصادق لم تكن مبررة لذات الأسباب عاليه فالأخير وجد ان الكلام في العام قد يتطلب منه مواقف ليس هو بأهل لها في الراهن المعاصر ?فطفق يفكر في (قطيته الباردة تلك )فخرج بحديث المرأة وصف الصلاة مع الرجل (الحجل بالرجل!) وبعض من الشيوخ والذين يحرجهم واقع الحال في بلاد الإسلام ولا يجرؤون على اجابة اسئلة مهمة بالدنيا والآخرة على حد سواء وسكوتهم عما وصل اليه حال المسلمين هنا وهناك ? وعدم مقدرتهم الحديث عن صفوف أخرى ? جعل كل ذلك ?التصدي لمسألة ساذجة وفتوى عبيطة لا تدخل في أصول الدين ولا شعاب مسائله المهمة عملا يوازي الجهاد ويستوجب التكفير !انها عدم الشغلة ? من امام الإنصار وائمة السلف اوحقيقة هي الشعور بلإنهزام حيال القضايا المحرجة والملحة والتى تتطلب شجاعة فكان البحث عن رسم للحبة في شكل قبة !
ان على الإمام الصادق المهدي ان يفتئ لنا -ان كان يجرؤ -في مسائل اهم بكثير من وقوف المرأة الي محاذاة الرجل في صف الصلاة او حتى وقوفها من امامه ان دعا الحال ? فكل ذلك يوجد في حياة المسلمين ما هو اهم منه بكثير كما انه وان رأى فيه البعض اهمية الا انه افتراض لمواقف لن تحدث فأنا عن نفسي لن اقف الي جوار امرأة في صف صلاة وان كانت هناك آية صريحة في القرآن تحلل ذلك او سنة قولية او فعلية تبيح هذا النوع من التجاور بين الرجال والنساء ولا يهمني من بعد ان أخذ بقية المسلمين في بلاد أخرى هذا الحق وفرحوا به وذلك شأنهم مالم يتواضع علماء المسلمين جميعا في يوم ما على ان صلاة الجماعة لا تجوز الا بمحاذاة الرجال للنساء الكتف مع الكتف والقدم مع القدم ويكون تساوي الصفوف من تمام تلك الصلاة!!هكذا المسألة ببساطة عندي والتى ارى ببساطة ان تكون عند الغير ولا مضيعة للوقت والجهد في الإفتراض والإجنهاد فيما لاطائل منه ! وعلى السادة ائمة السلف وروابط الشرع ان تتصدى لمسائل اهم واكبر ويستحق (قومة نفس )بلا من قطع الأنفاس في سباق لا يؤدي الي مضمار ولا نهاية تستحق جائزة .

تعليق واحد

  1. فعلا صدقت عدم شغله الصادق لو عندو راي فليقل لنا بكم من الدولارات نرحل برميل البترول لدولة الجنوب الحكومة فالت ب36 والجنوب قال ب واحد دولار اها قول كلامك

  2. وألله يا بكري كلامك صحيح، أنا أيضاً أرى أن المتسلفة والمتفيقهة يتسلون بتعلم الفتوى على رؤوس السودانيين المساكين، والا فان البلدان التي تمولهم وتعلمهم تضرب بعنف وبلا رحمة كل من يثير الفتنة والعنف داخل مجتمعات تلك الدول، ولا تسمح بالكلام عن خمور الأمراء ولا سفور الأميرات في بلاد العم سام والخواجات، أما في السودان فيسمح لهم باحضار نفايا خلافات الشعوب الأخرى وتدويرها عندنا.
    ونقول بالواضح: لا يهمنا هذا الجدل البيزنطي حول مكان وقوف المرأة في صفوف الصلاة، تكلموا عن خيانة المسئولين وسؤقاتهم، وتردي أحوال الخدمة المدنية، والغش في الأسواق، وغيره مما قد لا يكفيكم الوقت للفتوى بشأنه. فلا تستعرضوا عضلات بطولاتكم في قضايا زائفة ليس طرفاً فيها السلطان.

  3. الصادق ما لقي في مصايب البلد الكتيرة دي مصيبة ينظر فيها غير صلاة المراة مع الرجال..ولا دي محاولة اطلاق دخان كثيف للتغطيةعلي دخول ولده الي القصر!

  4. الصادق والترابي بعد أن حاربا الحداثة ردحا طويلا من الزمن، وبعد أن أسهما اسهاما مباشرا في تثبيت الظروف المادية، السياسية والإقتصادية-الاجتماعية، التي تحول دون تقدم المجمتع وبالتالي دون تحرر النساء والرجال علي السواء من سيطرة الواقع الاجتماعي المتخلف وما يطابقه من هيمنة الفكر السلفي الرجعي المتحجر، طفقا يبشران بفتاوي تناهض الفكر السلفي الوهابي في رؤيته للمرأة ولحرية المعتقد، في مشهد دونكيشوتي عبثي ومخاتل، يتسربل بمسوح الصحوة والتجديد، ويتنصل من مسئولية وتبعة معاداة التقدم وقواه الحية، والعبث بالنظام الديموقراطي، والتفريط فيه، وترسيخ الاساس المادي الذي يغذي ويرفد بالدماء وبالحيوية الفكر المتخلف المنكفئ علي ذاته والمعادي للمرأة وللرجل ولكافة قيم الحرية والتقدم. وإضافة للملاحظات القيمة الذكية التي احتوتها هذه الكلمة عن مفارقة الصادق في اختياره لموضوع الفتوي وتوقيته هذا الاختيار للواجب الماثل، الراهن والملح القاضي علي القيادات الحزبية والفكرية أن تتصدي في شجاعة وإقدام لمناهضة الديكتاتورية واستنهاض المقاومة الشعبية للنظام الديني الحاكم الذي فرض علي النساء والرجال الجوع والذل وحط من قيمة الإنسان الذي كرمه الله تعالي، فأن تحرير المرأة ومساواتها بالرجل لا يتم بالتبشير وإصدار الفتاوي وإنما، في المقام الأول، بتغيير الواقع السياسي الذي يبيح جلد النساء بل وإغتصابهن وشقائقهن من الرجال لمجرد التعبير عن الرأي والخروج في تظاهرة احتجاج سلمي. وهذا أمر في غاية البداهة الأحري بمن لا يدركه أن يرحمنا بالصمت عن الكلام المباح في سفاسف الامور.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..