خطر صعود الإسلاميين .. على الإسلام

منصات .. حرة

خطر صعود الإسلاميين .. على الإسلام

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email protected]

هناك اسباب موضوعية واسباب ذاتية أدت إلى صعود الإسلاميين فى بعض الدول فى المنطقة حتى قبل الثورات العربية التى قادتها الشعوب ..أهم هذه الأسباب الدين الإسلامي الذى وضعته هذه التنظيمات على إسمها الحركى فى المقام الأول والإستقطاب الذى تم بإسم الإسلام لصالح هذه الحركات ..التى فى العادة تبدأ دعوية إصلاحية ثم تنخرط فى العمل السياسى وترفع شعارات دينية كشعار ..(الإسلام هو الحل) .. هكذا دون تحديد ماهية الحل المقصود ..وكأن الدين الإسلامي بمجرد التحدث بإسمه تحل كل القضايا ..وهكذا ..ولكن حتى الآن لم نشهد حركة إسلامية فى المنطقة وصلت إلي الحكم عبر الديمقراطية وهى تحمل إسم الإسلام ..فجميع الحركات الإسلامية تتعامل مع العمل السياسى والديمقراطية والإنتخابات كتخطيط تكتيكى فقط للوصول للسلطة ..فتغير إسمها وتضع بديلاً للحركة الإسلامية أو الأخوان المسلمين ..إسم آخر كحزب العدالة والحرية ..أو غيره..وهى عملية إلتفاف واضح على الدستور الديمقراطى الذى يمنع تكوين التنظيمات والإحزاب على أساس دينى وبأسم دين معين ..وهكذا تتعامل الحركات الإسلامية ببرغماتية مع الوضع الحالى ..كمثالي أخوان مصر وتونس ..والإنجذاب الحالي من قبل الجماهير نحو هذه الحركات الإسلامية سببه الإساسى هو المعاناة التى وجدتها هذه الشعوب من الحكومات الدكتاتورية والطغاة ..الذين حكموا فى السابق والآن ليس أمامهم سوى هذه الحركات التى كان معظم كادرها ملاحق من قبل تلك الحكومات أو فى المعتقلات والمنافى ..وبعد الثورات أعادوا تنظيم نفسهم بسرعة مما مكنهم من المنافسة السريعة فى الإنتخابات مع رفعهم شعار الحرية والديمقراطية وقبول الآخر ..وفى رأيي ان هذا القبول ايضا تكتيكى لمعرفتهم المسبقة بفوزهم فى هذه الجولة ولكن سرعان ما تغير هذه الحركات طرحها وتكفر بالفكر الديمقراطى والدستور المدنى بمجر إحساسها بالخسارة..وتنادى بتطبيق الشريعة الإسلامية لدواعى الكسب السياسى الرخيص ..وهنا تكمن خطورة الحركات الإسلامية فى تعاطيها مع المعطيات السياسية ..والخطورة الأكبر تاتى من الشعار الدينى الذى ترفعة هذه الجماعات الدينية ..مع وضعنا فى الإعتبار التخلف الإقتصادى والتكنلوجى الذى تعانى منه هذه البلاد ..التى تحتاج إلي برامج إقتصادية مرتبة وتنمية متوازنة وإنفتاح على العالم حتى تتمكن من تجاوز هذه الأزمة للوصول بشعوبها الي درجة الرفاهية والإكتفاء ..وهذا ما تفتقده هذه الحركات التى تهتم بالجانب الدعائى والإعلامى ورفع الشعارات الدينية دون الإشارة أو الإهتمام بمكامن الداء الأساسية ..وهنا بالضبط إستفادت هذه الحركات من إندلاع الثورات وإنتفاضة الشعوب ضد الدكتاتوريات والطغاة فوجدت لها مساحة خصبة لرفع شعاراتها حتى كادت ان تستأثر بكل المنابر الثورية لولا وعى الثوار ..وإدراكهم لهذه الحقيقة مبكراً ..ومن الإثباتات الواقعية لتكتيكية الحركات الإسلامية تنكرها للحركات الأخرى بسرعة غريبة لمجرد إختلافها فى بعض نهجها كما فعلت الحركة الإسلامية فى تونس ودعوتها الإسلاميين السودانيين للإصلاح..وذلك التجنب الخفى لأخوان مصر لنظام الخرطوم ..رغم محاولات الإسلاميين السودانيين بشقيهم المعارض والحاكم التقرب من هذه الحركات الصاعدة ..ولم نسمع بهذه الدعوات التى ستتطور إلى شروط لاحقا إلا بعد أن ضمنت الحركة الإسلامية فى تونس مقاليد الحكم ..لعلمها التام إنها أصبحت أمام واقع مختلف ..يحتاج لمرونة وتجنب مظاهر التطرف والإرهاب ..ولكن الخطر القادم والذى ستعانى من نتائجه الكثير من الأجيال ..التى سترفض فكرة التدين وربما تظهر بعض الظواهر السالبة فى المجتمع كالفكر الإلحادى وعبدة الشيطان وعبدة البشر والشيوخ ..الخ من المعتقدات التى نسمع عنها ولا نراها فى مجتمعاتنا ولكن سيكون لها فى مقبل الأيام اسباب موضوعية كنتيجة طبيعية لإفرازات السلطة الحاكمة التى تتحدث بإسم الدين وتلتحى .. ولكن أفعالها تكذب أقوالها وهنا مكمن الداء والخطورة فى وقت واحد ..ومن هنا تبدأ خطورة هذه الحركات على الدين الإسلامى المتسامح ..الذى يدعو إلى العدل والإنصاف ..وعفة اليد واللسان وعدم إستخدام الدين لمآرب تجارية أو سلطوية ..وكل هذا لم نجده فى النماذج الحالية والشاخصة امامنا ..والتحدى القادم للإسلاميين الآن بعد صعودهم إلى السلطة فى المنطقة ..هو المحافظة على سماحة الإسلام ..فى وجدان هذه الشعوب وعدم تلويثه بصراعات السلطة والثروة ..وإلا سيكون مصيرهم العودة مرة أخرى إلى الصفوف الخلفية وحينها عليهم أن يتقبلوا خيار الجماهير بسعة صدر ..فكما إختار الجماهير اليوم الإسلاميين من حقهم غداً إختيار بديل آخر وربما سيكون هذا البديل علمانى وحينها ..هل ستقبل الحركات الإسلامية هذا الخيار بسعة صدر ..وتعترف بفشلها أم ستواصل فى نفس نهج الغاية التى تبرر الوسيلة ..
مع ودى …

تعليق واحد

  1. ثورات عربية ؟؟!!! هذا تخطيط صهيوني امبريالي لتمزيق الوطن العربي وتقسيمه الى دويلات والاسلاميين
    هم (حصان طروادة ) فلا داعي لخداع النفس …..

  2. لكل فعل رد فعل

    للاسف منز الازل استخدم الدين لقمع الشعوب وتغييب العقل

    وما تفعله الحركات الاسلاميه هو فعل قديم منز الفراعنه

    عندما قال فرعون انه ربكم الاعلى

    ولا يمكن لاى عاقل ان يتوقع حكما راشدا ياتى به الاسلامويين

    وحكم الانقاذ خير شاهد

    والخاسر الاعظم من هذه التجربه سيكون الاسلام فالدين ليس نصوص

    مصمته انما افعال واقوال لمن يرفعون رايته

    رد الفعل سيكون تطرفا فى الاتجاه الاخر الرافض للدين

    الذى ربما يكون اكثر حماقة ومن عاش التجربه الشيوعيه

    يدرك ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..