الشيوعي السوداني .. عافية الجسم ..ثم تبديل الملبس و تغير الإسم ..!

ما من حزب سوداني .. طائفياً كان أو عقائدياً وما بينهما من الأذرع التي كان تخّلقها من ضلع أي من النمطين .. يستطيع ان يزعم أنه قد أدخل يده في جراب طحين العمل السياسي وأخرجها نظيفة غير ملوثة بما حاق بالسودان من تراجع في بنيته التحتية والتنموية التي اسس لها بكل اسف المستعمر والمتمثلة في كثير من المشاريع التي كانت أنموذجاً لو أننا حافظنا عليها في شكلها ذاته لما وصلت الى مرحلة الإنهيار الذي أكملته السلطة الحالية بهذه الدرجة الكارثية ..!
ولعل إدارتنا لدولاب الديمقراطية منذ فجر الإستقلال في إطارها الشكلي واحدة من العناصر التي يشترك فيها تردي الوعي العام لمضمون الكلمة التي أستغلتها الأحزاب لاسيما الكبيرة منها كجسر لعبور الأغلبية المكنيكينية للإمساك بدفة الحكم في غياب الإيمان بالمعني الحقيقي للكلمة المتمثل في عدم وجود المؤسسية المبنية على أبسط تطبيقات المفهوم الديمقراطي في هيكلية البناء الفوقي والقاعدي لتلك الأحزاب !
الحزب الشيوعي السوداني كان ميلاده في الساحة السودانية عبر البوابة الشمالية سابقاً لكل أضلاع الحداثة الفكرية والعقائدية الإقليمية سواء كانت الفكر القومي العربي أو البعثي أو الإسلامي و التي إستوجبتها حتمية الصراع بين القطبين الكبيرين في عالم مابعد الحربين الكونيتين .. بيد أن نظرية الماركسية في حد ذاتها كانت هي الأسبق في العالم الغربي وقبل نشوء المعسكر الشرقي ذاته !
تلك التوطئة التي هي بمثابة إستخدام لزوم مالا يلزم في الشعر.. كان لابد منها للتعريف بنشأة هذا الكيان الذي بدأ مسيرته متحسساً طريقه الى مسامات المجتمع السوداني في الوسط عبر دغدغة مشاعر الطبقات الكادحة .. العمال اولا ومن ثم الزراع لكن ذلك لا ينفي انه بدأ منطلقا من ذروة الوعي الإجتماعي في تشكيل قياداته ..دون أن يخلو ذلك الإنطلاق الصفوي من نذر الصراع بين تيارات تحض على ان يكون تطور ذلك التغلغل في جسد المجتمع بالتركيز على الصعود العمودي ومن ثم يتنزل بعد ان تقوى شوكته وسط تلك الصفوة الى القواعد العريضة بسطاً لمساحات الوعي الفكري في مناطق نفوذها .. وهو اتجاه كان يقابله رأي يقول العكس..أي بأن يبدأ العمل وفقاً لتبسيط المبادي أو بالأحرى حصرها في تكريس مفهوم العدالة الإجتماعية كحلم طبيعي لكل إنسان ومن ثم الإندياح بتكثيف النشاط وسط طبقة المزارعين والعمال منذ البداية لتصعيد هيكلية الحزب من القواعد العريضة أفقياً ومن ثم تصاعدها عموديا الى الأعلى !
بيد أن الحقيقة التي لا مراء فيها ان الحزب الشيوعي السوداني هو واحد في زمانه السالف من الأحزاب القوية التي شقت عصا الطاعة ضمنياً على القيادة العليا في المعسكر الشرقي و أنخرط في النمط التعددي الديمقراطي الوليد في السودان كسرا لإسار تلك القيادة التي تدعو لتكريس نمط تأجيج الشارع البلوتاري ليتسيد المشهد السياسي حاكما عبر الثورات الشعبية !
لسنا في حاجة لإعادة شريط طعن الحزب في ظهره من الديمقراطية ذاتها التي راهن عليها .. وإقصائه من الساحة بأصابع التصويت غير الديمقراطي وبالتالي دفعه الى دائرة الغبن التي جرته الى ما قصم ظهره من إنقسامات أودت به الى ما قبل نقطة البداية في المراحل اللاحقة .. وبالتالي زادت على محنته تلك لطمة تفتت المعسكر الشرقي باكمله و تشتته ايد سبا بعد سقطة محاولة زراعة بذرته في حجر أفغانستان العصي والتي كانت بداية النهاية التي ساقته اليها تكتيكات المخابرات الغربية التي أعلنت من واشنطن فرحة على لسان جيمس بيكر .. انه لم يعد هنالك ما يسمى بالإتحاد السوفيتي .. وكان أجر المناولة للسيدين ميخائيل جوربتشوف و بوريس أيلسين !
الآن الحزب الشيوعي السوداني يبدو انه في مفترق طرق .. ويتجه في سكة من يدعون الى تجاوز التنظير الماركسي واتباع نهج البرامج الوطنية السياسية العملية التي تواكب مستجدات العصر في العالم و فهم الواقع الداخلي الذي لم يعد مواتياً له في حده المطلوب في خضم التعبئة الطويلة في عقلية الأجيال الحالية التي إنتهجها خصمه اللدود التيار الإسلامي وما جاوره من المتعاطفين وفي غياب الدور الفاعل للأحزاب الطائفية التي تكلست في شيخوخة تقليديتها .. فإن مجرد الإبقاء على الإسم الذي ارتبط في الذهنية السطحية للعامة إن لم نقل بالإلحاد فبالعلمانية التي تفسرها تلك الذهنية وفق منهجية التغذية المضادة التي تسعى للخلط بين المفهومين استغلالا للعاطفة الدينية المتاصلة وسط السواد الأعظم من القطاعات التي تشحنها بعجينة الشعارات اليابسة التي تكسرت على صخرة التجريب والفشل ..وتسعى الجماعات الإسلامية التي إرتطم راسها الحاكم باندفاع و أدمته زوايتها الحادة .. تنادياً الى مسح النزف و حشو الجراحات بما يغطي على ندوبها وإن كان ذلك لن يفيد في تطبيبها !
بل ولعل غياب البديل الجاهز لخطف القفاز من تلك الجماعات التي وفرت لها ليلة سطوها على مقاليد الحكم منذ ربع قرن و نيف الهيمنة على كل المفاصل التي تمكنها ونقول ذلك دون مكابرة من عرقلة كل خطى التغيير التي ت قدنطلق وفق بوابات تظل مفتوحة على إحتمالات الإنتفاض الشعبي او الإنقلاب عليها من داخل ذاتها..هو ما يستوجب ان تسعى كل القطاعات المستنيرة في المجتمع التي ينبغي أن تستشعر مسئؤلياتها الوطنية بتجرد و صدق نوايا الى ضياغة ذاتها في كيانات جديدة متمردة وخروجاً عن عباءة أحزابها المهترئة ليس بالطبع على نمط احزاب الفكة التي تساقطت في جيب المؤتمر الوطني المثقوب .. وإنما وفق رؤية جديدة للعمل السياسي الدؤوب الهادف الى التحول الحقيقي وهو ما يتطلب زمناً طويلاً ربما يكون عقوداً ..فليس من المنطقي ان نتصور ان وطناً عاش كسيحاً كل هذا الزمن يمكن أن ينهض من وهدته ليركض لحاقاً بالذين قطعوا شوطا بعيدا في مضما ر التطور والنماء على رافعة الحس الوطني الأصيل .. فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا..!
لا يمكن أن يستقيم ظل الجسد على الأرض و المتن الواقف أعوج ..! فتغيير الإسم والرداء الخارجي سهل ولو وضعنا بعد الإسم الجديد بين مزدوجين !
( الشيوعي سابقاً)
فلا بأس لكن .. فليس مطلوباً من الناس أن ينسوا المسمى السابق .. بل الأهم أن يلمسوا من البرامج المنطلقة من الفهم الواعي لما يمكن أن يسهم في إيجاد التغيير الحقيقي في وطن لطالما تخبط في ديمقراطية الطائفية العمياء وإنتهازية العسكرية التي تركب على ظهور الشعارات العقائدية ومن ثم تقصمها الى نصفين أو تفتتها نثراً في رياح الفناء ..
ويبقى الحلم في سودان مدني الوعاء يتسع للجميع وفق ديمقراطية حقيقية لا سادة فيها ولا أتباع يقبلون الأيادي ويتبركون بعفن الأحذية ..ولا نفاق يمتطي صهوة الدين لقطع المسافات والأزمنة وصولاً الى غايات ذاتية أو تنظيمية ..الأوطان في مؤخرة همومها ..!
لنقوي اياد الوطن في معاركة البناء .. الذي لن يقف إلا على ارجل النوايا الصادقة لا على تصاعد فقاقيع الشعارات الجوفاء التي لم تغِنِ
عن مد الأيادي السفلى و لاتشبع من جوع البطون الخاوية ..!
[email][email protected][/email]
لك التحية — ونسأل الله العلي القدير ان يفك حبس الاستاذ وليد– بمناسبة موضوعك الجميل عندي سؤالين— لماذا يلجأ الشيوعي السوداني في نهاية المطاف الي انجلترا ويتمتع بنعمة الضمان الاجتماعي بعد كل الدلق من الامبريالية وغيرها التي كان ينعت ويصف فيها حكومة جلالة الملكة حفظها الله واطال عمرها ولم اسمع بشيوعي لجأ الي موسكو. والسؤال الثاني لماذا وقع الحزب الشيوعي السوداني في خطأ تفريغ المبرزين من كوادره ونزعهم من كراسي الدرس والتحصيل لكتابة المنشورات في ورق الرونيو و طبعه في مطابع تحت الارض او مطابع بعض الوزارات ليلا ثم الكتابة في الحيط ليلا وبذلك افقر الحزب وكسر ظهره — تلك اخطاء يجب الندم عليها ولا بديل للديمقراطية الا عبر ممارستها في الهواء الطلق وعبر المؤسسات الحزبية الوطنية ذات الجذور السودانية غير المتأثرة بالفكر الوافد من مصر سواء اكان شيوعي او ( اخوانجية) او ناصرية واجرامها الصغيرة الاخري فالسير في الطريق الطويل لتعلم الديمقراطية يكفي الامة استجلاب ( فتوة) للاستيلاء علي الحكم بليل ثم الاستئثار بالغنيمة.
وتتحدث وثيقة الماركسية وقضايا الثورة السودانية عن أن العجز في استقبال الطلائع وتحويل الحزب الشيوعي إلى قوة جماهيرية بعد ثورة أكتوبر 1964 ، لا ترجع أسبابه إلى عجز في النشاط الجماهيري، لآن الحزب قد جذب الآلاف من خيرة ممثلي الشعب نحوه، ولكن العجز يرجع إلى “عقم الحياة الداخلية، وإلى الخلل الناتج عن ضعف مبادئ المركزية الديمقراطية
وثيقة لابد من التغيير للراحل الخاتم عدلان
واعتقد ان الحزب اغلق باب المناقشه التى فتحها
قبل المؤتمر الخامس
الحزب الشيوعى لم يولد او ينبت في ارض جرداء ، لولا ان هناك احتياج فعلى له لمات موتا سريريا وهذا هو ديدن اى حزب ، فالأحزاب لا تولد من فراع ولذلك نجد ان أحزاب السلطة والتي تنتجها السلطة تموت مباشرة بعد زوال هذه السلطة مثل الحزب الوطنى المصرى واللجان الثورية القذافية والاتحاد الاشتراكى السودانى في أيام نميرى ولذلك فقد ظل الحزب الشيوعى موجودا رغم كل محاولات السلطات العسكرية والديكتاتورية والمدنية من ان تمحيه من الوجود وتحله وتصادر مطبوعاته وتعتقل كوادره وتقتل قياداته لكن رغما عن ذلك ظل موجودا وحيا بل ظل له وجود وفاعل ورقم لا يمكن تخطيه لا من المعارضة ولا من الحكومة نفسها الحالية والتي عندما جاءت صرح قادتها انه لن تقوم للحزب الشيوعى قائمة بعد اليوم ودونكم تصريحاتهم موجودة في الصحف وفى الاراشيف
تراجع أداء الحزب الشيوعى وهذا مفهوم في ظل الحرب التي شنتها عليه الحكومة طوال اكثر من ربع قرن وتشريد كوادره من الخدمة المدنية ومنع مطبوعاته وتجمعاته واعتقال كوادره وشن حرب شعواء عليه وعلى أفكاره في وسائل الاعلام والمدارس والمساجد والخطب العامة لسياسى الإنقاذ
ولكن رغما عن ذلك ما زال الحزب الشيوعى ينافح لفتح مسامات الهواء النقى له ولكل الجماعات السياسية وهو بذلك ليس وحده معه كل الوطنيين في الأحزاب الأخرى وغير المنضوين للأحزاب واذا انفتحت كوة الضوء والهواء النقى بوجود الحريات ةوتوفر الحقوق عندها يمكن حساب النتائج الحقيقية وعندها فكل خشاش يملا شبكتو ولكن في ظل هذه الظروف لا يمكن التعويل على اى إحصاء او نتائج لأنها غير حقيقية ولا تعطى الوزن المفترض ان يكون في ظل ظروف طبيعية
الحزب الشيوعى لم يولد او ينبت في ارض جرداء ، لولا ان هناك احتياج فعلى له لمات موتا سريريا وهذا هو ديدن اى حزب ، فالأحزاب لا تولد من فراع ولذلك نجد ان أحزاب السلطة والتي تنتجها السلطة تموت مباشرة بعد زوال هذه السلطة مثل الحزب الوطنى المصرى واللجان الثورية القذافية والاتحاد الاشتراكى السودانى في أيام نميرى ولذلك فقد ظل الحزب الشيوعى موجودا رغم كل محاولات السلطات العسكرية والديكتاتورية والمدنية من ان تمحيه من الوجود وتحله وتصادر مطبوعاته وتعتقل كوادره وتقتل قياداته لكن رغما عن ذلك ظل موجودا وحيا بل ظل له وجود وفاعل ورقم لا يمكن تخطيه لا من المعارضة ولا من الحكومة نفسها الحالية والتي عندما جاءت صرح قادتها انه لن تقوم للحزب الشيوعى قائمة بعد اليوم ودونكم تصريحاتهم موجودة في الصحف وفى الاراشيف
تراجع أداء الحزب الشيوعى وهذا مفهوم في ظل الحرب التي شنتها عليه الحكومة طوال اكثر من ربع قرن وتشريد كوادره من الخدمة المدنية ومنع مطبوعاته وتجمعاته واعتقال كوادره وشن حرب شعواء عليه وعلى أفكاره في وسائل الاعلام والمدارس والمساجد والخطب العامة لسياسى الإنقاذ
ولكن رغما عن ذلك ما زال الحزب الشيوعى ينافح لفتح مسامات الهواء النقى له ولكل الجماعات السياسية وهو بذلك ليس وحده معه كل الوطنيين في الأحزاب الأخرى وغير المنضوين للأحزاب واذا انفتحت كوة الضوء والهواء النقى بوجود الحريات ةوتوفر الحقوق عندها يمكن حساب النتائج الحقيقية وعندها فكل خشاش يملا شبكتو ولكن في ظل هذه الظروف لا يمكن التعويل على اى إحصاء او نتائج لأنها غير حقيقية ولا تعطى الوزن المفترض ان يكون في ظل ظروف طبيعية