ثقافة وفنون

الفنان محمد ميرغني: مافي زول استأذني حتى اليوم في غُناي و(الحوت) كان صوت مميز

الفنان الراحل أحمد المصطفى ترك وصية بعدم منع أغنياته

السودان بلد (العجائب والغرائب) والغناء صار موضة الشباب فاقدي الموهبة

 

حوار: عمار راشد

محمد ميرغنى دخل الى بوابة الغناء من أكثر من باب منها مهنة التعليم ولعب كرة القدم بالاضافة الى موهبة ربانية حباه الله بها وهى الصوت الجميل ، التقطه الملحن حسن بابكر فى مرحلة مبكرة من عمره  وقدمه للمستمع السودانى فكان النتاج مدرسة فنية خالدة قوامها الكلمة المعبرة الهادفة واللحن الطروب ولهذا يحفظ فنانا للملحن الراحل كثير محبة ووفاء ، شكلا ثنائية فريدة أنتجت العديد من الأغنيات الناجحة الرائعة التى جملت حياة وذائقة السودانيين مثل (أنا والاشواق) و(عشان خاطرنا) ، التقيناه فى هذا اللقاء واستدعينا بعض الذكريات للبدايات والتكوين كذلك وكعادته تناول فى افادات جريئة وصريحة عدد من قضايا المشهد الحاضر فنطالعها معاً فى ثنايا الحوار التالي:

أستاذ محمد ألم يصبك الغرور وأنت فنان شاب ملء السمع والبصر وصرت مشهور الشبابيك والابواب تنفتح فى الشوارع لرؤيتك كما قلت وأنت فى نجومية ووجاهة وما فى زول زيك ؟

أبداً ما فى أى غرور وبعدين (وجاهة شنو؟) وكان هنالك الكثير من الفنانين وجهاء اكثر منى إضافة الى ذلك نحن تربينا على بلاطة ومازلنا عليها (غُبش واولاد غُيش) نهوى السودان الاغبش الذى تربينا فيه وقدوتنا الزعيم إسماعيل الازهرى ، عبدالخالق محجوب ، عبدالله خليل ، سرور ، كرومة وغيرهم من العظماء .

دخولك لمهنة التدريس هل كان عن رغبة أم وظيفة وجدتها أمامك والسلام ؟

لم تكن المدارس الثانوية كثيرة كما هو الحال الآن منها خور طقت ، حنتوب ، وادى سيدنا والتدريس زمان كان حاجة تانية ، الى جانب ان أخوانى وأخواتى كلهم مدرسين وشقيقى الاكبر بكرى كان معلم مشهور درس وتخرج على يده الكثيرين ومن طلابه رئيس البرلمان فى النظام السابق أحمد ابراهيم الطاهر ، البروفيسر أحمد التجانى ، الشاعر والدبلوماسى محمد المكى ابراهيم ، جمعة سهل ، الطيب عبدالرحمن .

لو رجعنا بك فى الزمن الى الوراء وخيرت مرة ثانية هل ستختار التدريس أم مهنة اخرى ؟

لو أن الأمر بالتمنى لأخترت الجيش واستلمت الحكم بانقلاب عشان أمشى البلد بالطريقة الأنا عايزها فناً وابداعاً .

من هم الطلاب الذين درستهم وأصبحوا أصحاب شأن فى المجتمع ؟

كثيرون منهم لاعب كرة القدم السودانى المقيم بمصر قرن شطة ، اللواء الراحل حسن كركب بروفيسر المعز عمر بخيت ،لاعب الهلال جعفر عبدالرزق ، تنقو ، اللواء على نديم ، عبدو الشيخ، أدهم سرور وكثيرون غيرهم لاتسعفنى الذاكرة لتذكرهم جميعاً فقد خدمت لمدة (44) سنة فى مجال التدريس .

تأثرت بالفنان الراحل أحمد المصطفى وربطتك معه علاقة طيبة ، لكن يلاحظ رغم ذلك الحب الفنى الكبير لم ترد له الجميل بترديد أى واحدة من أغنياته ؟

سابقاً ذكرت أن منزل رئيس  الوزراء الاسبق عبدالله خليل من الجهة الغربية وبجواره منزل الشاعر حسن عوض أبوالعلا ، ومن الشرق يوجد بيتنا يعنى فرقى من منزل أبوالعلا لايتجاوز الاربعين  خطوة ولما كنا بنكون بنلعب فى (الدافورى) بنشوف داك الفنان أحمد المصطفى يدخل لمنزل أبوالعلا الزمن داك يادوب أحمد بدأ بالتغنى بأغنية (سفرى) ووقتها أبوالعلا حضر من القاهرة وكان يتواصل مع العميد ، أعتبر أحمد المصطفى من الجيل الذهبى الذى سبقنا ووجدناه حينها يمضى بخطى ثابتة وواثقة وهو رجل فنان لذلك اعجبنا به وبسلوكه الراقى وطبعه الفريد الراقى واصبح بعدها أخاً وصديقاً وشيخاً لنا وهذا لاينفى فعلاً أننى لم أتغنى له بالرغم من أننى  من اشد المعجبين به وأحبه جداً .

ما رأيك فى أبن العميد احمد ا لمصطفى ولماذا لم يستطع اثبات وجوده الفنى ؟

عزالدين ما زال يتكئى على ظلال والده ولذلك لن يصبح فناناً لانه لايملك مشروع فنى خاص به كوالده الفنان الراحل المقيم .

بعض المطربين يشتكون من عدم سماح عزالدين لهم بترديد أغنيات والده كيف ترى ذلك من وجهة نظرك ؟

لازلت اتذكر هذه الحادثة التى حدثت لى شخصياً وكنت شاهداً عليها وكان أحمد المصطفى  موجود فى كرسى قدامى وأوصى عزالدين أبنه فقال له :( يا ولدى ما داير صوت أحمد المصطفى يتوقف من الفضائيات عايزو يدخل كل بيت وينطبع فى وجدان كل سودانى) فالعميد رحل عنا بجسده وبقى موجوداً بيننا بموروثه الفنى العملاق واغنياته وهى ملك للجميع .

وهذا يقودنا لسؤالك عن موضة المطربين الجدد من ابناء  الفنانين الذين يعتبرون ان الفن ليس موهبة بل يورث ويحق لهم الغناء ؟

رد بعد فترة .. يعنى كان ابوى بلعب كورة (جناح شمال) لازم أنا برضو أبقى العب جناح شمال هذه نفحات الهية ينعمها الله على عباده والظاهرة دى عندكم فى السودان بس وهو بلد (العجائب والغرائب) ويا جماع الموهبة الفنية والصوتية من عند ربنا وكذلك القبول من الله رب العالمين و(فاقد الشئى لايعطيه) .

برأيك المطربين أبناء الفنانين من الذى نجح ومن منهم فشل ؟

عزة أبوداؤود بدايتها كانت نشيطة لكن المرض شفاها الله جعلها تختفى واثر على مشوارها وهناك محمد خضر بشير نجح فى غناء والده فقط لانه سار على نهج وطريقة والده (بضبانتو) والناس احبوه لانهم بشوفوا فيه نفس طرب وحضور خضر بشير يرحمه الله .

رأيك فى الفنان الراحل محمود عبدالعزيز كصوت مؤثر استطاع قبل رحيله ترك بصمة فى مسيرة الأغنية السودانية ؟

محمود عليه الرحمة كان يمتلك خامة صوتية مميزة وجميلة وما فى شك فى ذلك وأنا أول زول سمعتو لما بدأ يغنى وكان صغير وأحضروهو لى ناس الحلة فى بحرى عشان اسمع صوته فى المنزل واستمعت له .

علاقتك بمحمود بعد ذلك كيف كانت ؟

ربطتنى به علاقة حميمة بحكم أنه من أبناء منطقتى وجارى وعلاقتى مع اسرته قوية .

هل تم أستئذانك قبل ترديد أغنيتك (حنينى ليك) من قبل بعض المطربين الشباب الذين تغنوا بها ومن ضمنهم طبعاً (الحوت) ؟

أغرب حاجة غناى ده كله ما فى زول استأذنى قبل أن يتغنى به ومثل ما ذكرت (السودان ده اتوقع فيه أى شئى يحصل) وبقيت أنظر واسمع واصلو ما مندهش أو مستغرب للحاجات البتحصل فيه فى كل المجالات ، ووصلت مرحلة على قول (سوق يا سواق) والشغلة ماشة .

يقال أن اغنيتك (حنينى ليك) لم تجد الشهرة والانتشار إلا بعد ان تغنى بها الفنان الراحل محمد عبدالعزيز وعرفها الناس خاصة الشباب بصوته ؟

رد بسرعة وبصوت غاضب .. هذا افتراء والناس البقولوا الكلام ده (كضابين ثم كضابين) فهذه الأغنية انتشرت وسمعها الناس وسكنت فى وجدانهم قبل ان يتغنى بها محمود عبدالعزيز وفى ذلك الوقت لم يدخل الراحل الى عالم الغناء أوحتى تعرفه الساحة الفنية وهذا لاينفى أن اختيار محمود لاغنيتى لم يكن جيداً ولاينفى ايضاَ أن محمود تغنى بها بشكل جيد ولم يشوهها بأى طريقة ما مثلما يفعل بعض المطربين الشباب باغنيات الفنانين الكبار .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..