قمة الأرض في أبوظبي تضع إحداثيات قمة المناخ في باريس

يقول مراقبون إن قمة “عين على الأرض” التي تنطلق اليوم في أبوظبي ستقدم دعما كبيرا لفرص نجاح قمة المناخ التي ستعقد في باريس في ديسمبر المقبل، لأنها تقدم الحلول العملية من خلال 120 مشروعا يمكن أن تساهم في تحقيق الأهداف البيئية العالمية.
العرب
أبوظبي – تنطلق اليوم في أبوظبي أعمال أكبر تجمع لأنصار البيئة في العالم في الدورة الثانية لقمة عين على الأرض التي تستمر 3 أيام، وتجمع أبرز الخبراء والمدافعين عن البيئة ووكالات التنمية ومبتكري المشاريع والجهات الممولة.
وقالت رزان خليفة المبارك الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبوظبي إن ?عدد المشاريع المبهرة التي تلقتها قمة عين على الأرض عن الثقة الكبيرة التي اكتسبتها والدور المحوري الذي تلعبه في ربط الشبكات وبناء القدرات عبر طيف متنوّع من مجتمعات المعرفة لتحسين صناعة القرار من أجل تحقيق التنمية المستدامة?.
وأكدت أهمية الاستثمار في التنمية المستدامة والتحول نحو اقتصاد أخضر جديد، مشيرة إلى أن أبوظبي تقف في طليعة هذا التحول العالمي، لإعادة توجيه عائدات النفط والغاز نحو الاستثمارات المستدامة.
وعبرت عن ثقتها بأن العام الحالي سيكون عاما كبيرا للتنمية المستدامة، وخاصة من خلال جهود تحالف عين على الأرض من أجل حل ديناميات العرض والطلب للبيانات البيئية.
وأوضحت أن تحالف عين على الأرض يسعى لحشد المجتمع العالمي لرفع جهود المحافظة على البيئة إلى مستويات وأهداف أعلى.
وقالت المبارك إنها تأمل أن تسفر قمة المناخ في باريس عن توقيع الحكومات على معاهدة عالمية بشأن معالجة تغير المناخ، لتكون الأولى من نوعها منذ توقيع ?بروتوكول كيوتو? في عام 1997.
وأكدت جاكلين ماكغليد، كبيرة العلماء في الأمم المتحدة في شؤون البيئة أن تحالف عين على الأرض لديه القدرة على إنجاح التنمية المستدامة بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها.
ويتألف مجتمع عين على الأرض من أعضاء من الهيئات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والميدان الأكاديمي والمجتمع المدني.
وقامت تلك الجهات بإعداد 120 مشروعا جديدا للإسهام في المحافظة على البيئة، وهي مرتبطة بمزودي البيانات البيئية. ويرى الخبراء أن تلك المشاريع يمكن أن تحدث تغييرا جذريا في الطريقة التي يتعامل بها العالم مع قضايا التنمية المستدامة.
وأصبحت قمة عين على الأرض حركة عالمية غير مسبوقة، تهدف إلى تحسين الوصول إلى البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وإتاحتها لدعم عملية اتخاذ القرارات بصورة واعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد محللون أن القمة تشكل مجموعة ضغط كبرى لتعزيز الأهداف البيئية العالمية، وأنها عنصر فعال في وضع إحداثيات وأهداف قمة المناخ التي ستعقد في باريس في ديسمبر المقبل.
وسيجري خلال القمة طرح المزيد من المقترحات الجديدة للمشاريع التي تبحث عن تمويل، حيث توفر منصة لاجتماع مبتكري المشاريع مع الجهات المانحة المحتملة ووكالات التنمية ومجتمع المستثمرين.
وتستقطب قمة هذا العام اهتماما عالميا واسعا بعد النجاح الذي حققته القمة الافتتاحية في عام 2011، خاصة أنها تعقد برعاية رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وتتصدر وكالة أبوظبي البيئة الجهود التي ستعرض في القمة من خلال ?مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية? بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومعهد الموارد العالمية.
ومن بين المشاريع التي ستقدمها القمة، وضع أرشيف عالمي لبيانات الكربون الساحلية، والذي قد يزيد من جوانب الدقة والثقة في التقديرات العالمية لتخزين الكربون، إضافة إلى ترسيخ البنية التحتية المعلوماتية لإدارة الطوارئ والحد من مخاطر الكوارث.
وتتضمن إنشاء برنامج بيانات مفتوحة لسكان الجزر لتمكينهم من رصد ومشاركة وتطوير المقاييس الأساسية للاستدامة في حماية أنواع الكائنات والموارد الطبيعية.
وتحدد المقترحات مفاهيم طموحة للتغيير من أجل الارتقاء بآليات المبادرات الثماني التي أطلقتها مظلة عين على الأرض، والتي حققت على مدار السنوات الأربع الماضية إنجازات ملموسة في مجالات التعليم البيئي وربط شبكات المعرفة والتنوع البيولوجي، ومرونة واستدامة المجتمعات وإدارة الكوارث.
وتتسم مفاهيم المشاريع تحت مظلة عين على الأرض بأنها واسعة النطاق، بدءا من بناء القدرات والمهارات التي تتكامل مع شبكات المعلومات البيئية الحالية، وتحفّز على إرساء سياسات البيانات المفتوحة.
كما تمتد إلى تسجيل المقاييس الحيوية حول أوضاع النظم الإيكولوجية البرية والساحلية، والتي من شأنها أن تساعد على درء العواقب البيئية الوخيمة، وتوفير المعلومات الحساسة لتحسين إدارة الطوارئ.
وقالت المبارك إن العديد من المشاريع تركز على تحسين البيانات البيئية في المناطق النامية، لأن الحكومات لا تملك القدرات لتوفيرها. وأشارت إلى أن الحكومات يمكنها دمج المعلومات في استراتيجياتها للتخفيف من آثار التغير المناخي وحفظ الطبيعة.
وأضافت أن من المناطق التي تم تحديدها لتقديم الدعم والعناية العاجلة كل من أميركا اللاتينية ودول الكاريبي والمنطقة العربية وأفريقيا والدول الجزرية الصغيرة.
وقال أشيم شتاينر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ?لكي نحافظ على استدامة كوكبنا، ينبغي علينا جميعا أن نبدأ باتخاذ قرارات واختيارات واعية?.
وأضاف أن علينا أن نبادر معا بتغيير مسارنا، وتبنّي مسألة التنمية المستدامة كمبدأ تشغيلي فعلي لكوكب الأرض. وأكد أن ذلك يتطلب حزمة قوية من البيانات الشاملة والدقيقة.
وأوضح أن المفاهيم الجديدة لمشاريع عين على الأرض، في حال حصلت على التمويل اللازم وتم تنفيذها، سوف تعود بمنافع كثيرة على صعيد التأسيس للقدرات والإمكانيات في مجال جمع البيانات وتخزينها وتحليلها ومن ثم مشاركتها.