انتشار السلاح من ضعف السلطة

الكثير من المعطيات السياسية في السودان ، ابدا ، لا تبشر بغد واعد ، يخرج الناس من عبادة العبادة الي عبادة رب العباد ، بل كل المؤشرات الحية تشير نحو بيات شتوي طويل سيعم بكل ضراوة جميع أطراف ونواحي السودان خاصة المناطق الغربية والجنوبية من الخارطة الكنترولية الجديدة ، ومرد ذلك ليس تنبؤ حقيقي من هيئة الأرصاد الجوي ، ولكن نتاج لتلاقح عدد من الوقائع الغريبة التي باتت بكل اعتبارية تلقي بظلالها الملحة علي فكرة كل وطني ينشد الرقي والتقدم للسودان ، فهناك علاقة جدلية رهيبة تربط ما بين السلطة الحاكمة وانتشار ثقافة الحرابة والقتل بصورة مزرية للدرجة التي تشكل نقطة خطورة مستوجبة البحث والتقصي عن ضمنية المصلحة التي يعود ريعها لصالح السلطة ، ففي كل الدنيا عدا الصومال وجمهورية الكنغو ، فأن هيبة الدولة فوق كل الاعتبارات والاهميات القبلية ، وهي الهيبة التي لولاها لما كان هناك ضرورة من وجود السلطة ، فالسلطة هي المنظومة القوية التي يجب ان ترهب الناس وتثبت في انماط افكارهم وجود الكفة الفولاذية التي ترجح ميزان العدالة بينهم ، وليس السلطة تعني الفراغ وغض الطرف عن اختلال موازين القيم الأخلاقية بين اطياف الشعب للدرجة التي تجعل فئة قبلية ضالة من عامة القبائل تشكل تهديد مباشر واختراق امني واضح يهدد استقرار السلطة نفسها ، وبالتأكيد مثل هذه السلطة لاتستحق عن جدارة نعمة الاستمرارية والتعمير الطويل ، لأنها ببساطة لا تحظي باحترام الشعب ، ولأتملك الشرعية الجماهيرية العريضة التي تكسيها قانونية التسلط ، وفي احسن الأحوال تخضع لأهواء ورغبة القبيلة المستأسدة ، فبدلا ان تحكم علي القبيلة صارت القبيلة تحكم علي السلطة وتلعب دور السوبر مان وتستفز الحكام وتلعن المحكومين للدرجة التي تعتبر فيها القتل هواية عادية وممارسة اكثر من رياضية تدرب من خلالها اصبع السبابة علي السرعة وتلقائية الحركة ؟؟؟… ان ضعف السلطة اشكالية من العيار الذي يتعذر معه ايجاد التوصيف المناسب لهوية المجتمع المعني ، فليس من المنطق ولا من رجاحة العقل ان تربط السلطة مصيرها بمصير بعض القبائل ، ولا من العدل تسليح المواطنين ونشر ثقافة امتلاك السلاح تحت ساتر اصحاب الاموال ورجال الاعمال للدفاع عن املاكهم ضد قطاع الطرق من لصوص العصابات ورجال الحركات المسلحة ، فهذه نظرية سلطوية خاطئة ، فالمنطق يجبر السلطة علي ان تبسط هيبتها لتوفر شكل الحماية المناسب لهولا المحتاجين ، كما انه لا يحق لهولا المواطنين تحت أي حجة ان يحملوا السلاح في دولة ذات سيادة من ابسط واجباتها توفير الامن لمواطنيها … لان مساوي ذلك تعود وبالا علي اللحمة الوطنية المتبقية من جسد الوطن المتهالك ، وبالضرورة تمثل منفذ سهل الاختراق تتسلل من خلاله الكثير من الاصوات النشاز التي تدين وتشجب مسلك السلطة ، فتنتقم لذاتها وتعلن انشقاقها الصريح عن وحدة الوطن وتطالب بمنحها الحكم الذاتي او الانفصال ، وهي علي استعداد لادارة شئونها طالما تمتلك ترسانة من كافة انواع السلاح …
ان المجتمع السوداني صار عصي الدمع شيمته الغدر علي بعضه ، ووصل به حد الانحطاط الاخلاقي المستوي الذي بات تتناحر فيه قبيلتين ويقتل مائة وعشرون رجل منهم بسبب بائعة شاي فضلت ممارسة العشق مع احدهم علي حساب الاخر ؟ .. او كالذي وجد قطعة من طرف ثوب في قارعة الطريق وكانت تخص فتاة من قبيلة مناوئة لقبيلتهم وحدثته النفس الامارة بالسؤ ان يكسب ثواب الاجر في توصيلها الي صاحبتها ، فصادف ان هذه القطعة تمزقت من طرف ثوبها بعد ان تعرضت في الليلة السابقة لمحاولة اغتصاب من مجموعة مجهولة ؟ فتم قتل الرجل فاعل الخير ، وقتلة معه المروة ، فنشبت معركة عظيمة استخدمت فيها المدافع والراجمات والاسلحة الثقيلة ، و لم تشفع فيها صلة العمومة بين القبيلتين ، وفي نهاية المطاف تم حصر الخسائر بعدد ستمائة وسبعون قتيل وثلاثمائة جريح وعشرة مفقودين ؟.. كل ذلك والسلطة لم تحرك ساكنة ، حتى انقلب السحر علي الساحر ، ووصل حد التهور ببعض القبائل ان تختبر جدية السلطة في قطع خطوط البترول ، واستطاعت لاعوام طويلة ابتزاز الحكومة ، وتفننت في انتزاع حقوقها الغير قانونية ، وانتحلت عبر ذلك شرعية الدولة داخل الدولة ، وصارت تواسي رأسها مع اكبر رأس في الدولة ، وعما قريب ستطالب بالحكم الذاتي ولن يجرؤ ( اطخن طخين ) علي الرفض ، لان موازين القوة شبه متكافئة … انه عنق الزجاجة ومدخل اضيق من خرم الابرة ، وباب مشرع علي مصرعيه يغري الكثيرين علي لعب دور الندية مع السلطة ، وأنها لعبة تماثل في خطورتها حدة التوازن في لعبة البيضة والحجر ، ان البعد النظري لبداية النهاية الحتمية لوحدة السودان ، تشكلت جميع زواياها الحيوية وصارت قيمة اشتعال شرارتها مسألة وقت ، وضيق المسافة لن يسعف السلطة علي ادراك حجم الخطورة من ذلك ، فالقائمين علي الامر معزولين تماما عن الواقع ، ويفضلون لعب دور المصلح النبيل في فض المعارك القبلية ويعتبرون امر السلاح هين وهو عند المنطق عظيم …
الظاهر الحلوة مهمومة يقضايا الوطن بجد مقال رخيص واسلوب ركيك وعدم موضوعية باينه بينونة كبري في الاسلوب لكن العتبي علي الراكوبة يخص عليها بتخلي كل من هب ودب يكتب فيها بكل راحة
عندما اعلن السودان دولة فاشلة غضبنا و جمهور المثقفين و لا يزال نافع لا فض فوهه لا يعرف الكلم الطيب الي فوهه سبيلا و الواقع هذه استراتيجية هذه الحكومة للبقاء ان تجعل الجميع في صراع دموي و ذلك لاضعافهم مع صرفهم عن التفكير في حقوقهم الاساسية و العمل من اجلها