طرد ممثلي المؤتمر الوطني من العزاء

ما حدث اليوم في مراسم تشييع ايقونة النضال فاطمة احمد ابراهيم و تداعيات طرد ممثلي المؤتمر الوطني من صيوان العزاء هو اختبار و تاكيد لسلامة الوجدان و الحس السليم. اليوم اصدر الشعب حكمه بان لا تماهي مع القتلة باسم النفس السودانية المتسامحة. فمن يظن ان الانقاذيين يملكون ذرة من الاخلاق السودانية فهو واهم. فالخطوة التي اقدموا عليها لا يمكن اعتبارها من قبيل العفوية و التلقائية بل هي محاولة مكرورة لافساد الحس العام السليم و خلخلة للمفاهيم المتفق عليها بادانة افعال الكيزان ، محاولة لطمس جرائمهم في حق المواطن المغلوب علي امره. فميزان الاخلاق لا يميل كل يوم علي جانب و من يمجد القتلي بالاوسمة و المناصب لا ينصف الضحايا بل يدوس علي جراحهم و الامهم دون رحمة. تلك الزيارة الرئاسية هي تشويش لميزان الاخلاق في نفوس الابرياء حتي يفقدوا القدرة علي الحكم علي ماهو صواب و ماهو خطأ بالاساس، عندها يختلط الذهن و الضمير الحي في التفريق بين القاتل و ضحيته، بين الظالم و المظلوم و بين الباطش و المقهور.
نحتاج في كل حين و اخر لمثل ردات الفعل هذه لنؤكد اننا لازلنا اصحاب ضمائر حية لا تغبشها محاولات التزييف تارة باسم الدين و مرة باسم التقاليد و الاعراف. فلا زالت السجون مكتظة بالشرفاء و يوم التشييع نفسه شهد مماطلة جديدة في محكمة دكتور مضوي ابراهيم امعاناً في الاذلال و احتقار شرفاء الكلمة و بالامس عاصم عمر هتف من وراء القضبان بالتغيير و طلب الوقوف ترحماً علي فقيدة البلاد. فمن نحن لنغفر للانقاذ جرائمها ؟
فلتذهب الانقاذ اليهم في سجونهم و تطلب الغفران.
فيسبوك