خبير جنوب أفريقي يدعو للاستفادة من تجربة الحقيقة والمصالحة

لاتوجد مقارنة ولا وجه شبه بين الصراع السودانى وما كان يحدث فى جنوب افريقيا حتى نستعين بحكماء منها يلقون علينا مواعظ ولكنها العمى وغياب البصيرة وخفة العقل حتى صدقنا ما يروجه الاعلام الغربى من وصفه للصراع بانه بين العرب البيض والافارقة السود ..لحاجة فى نفس يعقوب لم يقضها بعد … نعم الصراع عرقى ثقافى فى منشئه ولكن دون ان تصاحبه تلك العنصرية البغيضة وسياسات الابارتايد التى مورست فى جنوب افريقيا بين السكان الاصليين والمستوطنين القادمين من اوروربا فهل عرب السودان والبجا والنوبيين ليسوا من سكان البلاد الاصليين ؟ وهم اصحاب القدح المعلى والفضل والمكرمة فى حضارتها القديمة والجديدة وارثها الثقافى والاجتماعى وعاداتها وتقاليدها واقتصادها وسلطانها وملاك الجزء الاكبر من مساحة ارضها وانهارها وبحارهاومواردها تجرى فى ارضهم.. ويا ليت هؤلاء طبقوها فى السودان اذا لذهبت كل فرقة بما كسبت ولاكتفى كل حزب بارضه والتزم دياره ولم تكن هنالك اليوم مشكلة ولا شكوى ولا شعور بالدونية وشعور باستعلاء وعزل وتهميش ثم امتشاق حسام واهراق دم ولكنها الغفلة واستسهال الامور واللامبالاة وقصر النظر وحسن الظن فى غير موضعه او كما قال الشاعر : ووضع الندى فى موضع السيف بالعلا *** مضر كوضع السيف فى موضع الندى واى ضرر ابلغ مما نحن فيه اليوم بعد ان تبدل امننا خوفا وارضنا يبابا ونومنا يقظة ومدننا تموج بالاجئين والمتسولين والمتسكعين والمعاقين والمرضى والمتفلتين وزوار الليل فناكل الحصرم ونسف حب الخمخم ونشرب القذى بما كسبت ايدينا … فما لكم كيف تحكمون ؟؟؟