أوليفر كان ينفض عن نفسه اتهامات «الغضب»!

الدوحة وصفه كثيرون على مدار سنوات طويلة بأنه الحارس الغاضب، وذهب البعض إلى أنه أحد أبرز حراس المرمى العشرة الغاضبين في تاريخ كرة القدم العالمية، كما رأى فيه الكثير من المنافسين شخصا مخيفا يمكنه إرباك المنافسين بمجرد نظرة من عينيه أو بالعبوس الذي يظهر على وجهه.
لكن حارس المرمى الألماني الدولي السابق أوليفر كان حرص على أن ينفي عن نفسه كل هذه الصفات ويؤكد أن هذا الانطباع كان مبالغا فيه وأن عبوس وجهه لا يعدو سوى كثير من التركيز والإصرار على النجاح.
وقال كان، صاحب السجل الحافل بالإنجازات مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني: «لم أكن حارسا غاضبا في أي وقت ولكنني كنت شديد التركيز والإصرار على النجاح وقيادة الفريق الذي ألعب فيه إلى الانتصارات والتتويج بالألقاب.
وأضاف، خلال مشاركته في منتدى الدوحة الرياضي الدولي (دوحة غولز): «لست بالشخص المخيف ولو كنت أتصرف خارج الملعب بالشكل ذاته الذي أبدو عليه خلال المباريات لما شعرت عائلتي وزوجتي بالسعادة? لست حارسا غاضبا وإنما هو مجرد تركيز شديد في اللعب».
وتابع أوليفر كان، الذي وصل مع المنتخب الألماني لنهائي كأس العالم 2002 بكوريا لجنوبية واليابان وأحرز لقبي أفضل لاعب وحارس مرمى: «ربما كان اشتهاري بالحارس الغاضب أو المفزع لأنه جعل مهاجمي الفرق المنافسة يهابونني». وأوضح: «عندما كنت لاعبا، كان التحدي الأكبر بالنسبة لي هو التصدي للكرات التي لا يمكن التصدي لها أو إيقافها. وكان التصدي لهذ الكرات يجلب لي سعادة من نوع خاص».
وتوج كان مع البايرن بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) ثماني مرات إضافة لستة ألقاب في بطولة كأس ألمانيا وبلقب وحيد في دوري أبطال أوروبا عام 2001 بعدما خسر الفريق نهائي البطولة عام 1999 في مباراة درامية أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي بعدما كان متقدما بهدف نظيف حتى اللحظات الأخيرة من المباراة. كما لعب كان الدور الأكبر في وصول المنتخب الألماني (المانشافت) لنهائي مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
وأكد أوليفر كان أنه كان في أوج العطاء خلال الفترة من 1995 إلى 2002 وأن الخسارة في نهائي دوري الأبطال عام 1999 كانت صدمة قاسية، وكانت من أفدح الخسائر التي تعرض لها في مسيرته الكروية ولكنه نجح في تعويض هذا بإحراز لقب البطولة بعدها بعامين بالتغلب على بلنسية الأسباني بركلات الترجيح في المباراة النهائية.
كما اكد كان أنه لم يكن يدرك في هذه المباراة أن ركلة الترجيح التي سددها ماوريسيو بيلغرينو وتصدى لها في الركلة النهائية كانت إعلانا بفوز فريقه باللقب إلا بعدما اندفع نحوه اللاعبون لتهنئته مشيرا إلى أن شدة التركيز كانت السبب في هذا.
وعن مونديال 2002، قال كان إنه لم يرتكب أي أخطاء في المباريات الست التي خاضها مع الفريق حتى المربع الذهبي، لكن بعض الأخطاء البسيطة في النهائي أدت للهزيمة أمام البرازيل لأن خطأ حارس المرمى يكلفه هدف في معظم الأحيان وهو ما ينطبق على كل حراس المرمى الذين يتعرضون للوم أكثر من غيرهم مثلما يعيشون حياة ولحظات البطولة أكثر من غيرهم.
ونفى كان أن يكون تركيزه الشديد وتوجيهاته لزملائه في الملعب أفسدت علاقته بهم، وقال إن اللاعبين داخل الفريق تربطهم علاقة أشبه بالأخوة، كما أن زملاءه كانوا يفرقون جيدا بين التعامل في الملعب وخارجه.
وعن تسمية المنتخب الألماني بلقب «المانشافت»، قال أوليفر كان إنه لقب يعني الماكينات الألمانية التي تتميز بالقوة والقدرات العالية، مثلما يتميز المنتخب الألماني بالقوة والعزيمة وعندما تمتزج القوة بالعزيمة والعطاء يتحقق النجاح.
وأشار كان إلى أن هذا تحقق في مونديال 2014 بالبرازيل والذي توج فيه المانشافت باللقب، مشيرا إلى أن مانويل نوير حارس مرمى الفريق قدم عروضا رائعة وجثى والده (أوليفر كان) على ركبتيه تقديرا للأداء الرائع من نوير في مباريات البطولة حيث كان متابعا جيدا للمباريات.
وشدد كان على أن الاستباق والتوقع يلعب الآن دورا كبيرا في أداء الحراس، وأنه يأتي بالخبرة ويصبح تلقائيا بمرور الوقت وهو ما يميز نوير عن غيره ويجعله جديرا بمختلف الألقاب مع فريقه والجوائز الفردية أيضا ومنها جائزة أفضل لاعب في العالم.
واعترف كان بأنه لم يتابع الكثير من مباريات المونديال البرازيلي لانشغاله بالعمل في الأكاديميات التي أنشأتها ألمانيا منذ عام 2000 ضمن حركة الإصلاح والتطوير لكرة القدم الألمانية بعد الخروج المهين من رحلة الدفاع عن اللقب الأوروبي في يورو 2000. وأشار كان إلى أن بلاده أنشأت أكاديميات في كيب تاون وبرلين في إطار المشروع ذاته.
وأوضح كان أن هذه الأكاديميات أتت ثمارها في السنوات القليلة الماضية، مشيرا إلى أن المدربين في ألمانيا الآن لا يركزون على القوة البدنية مثلما كان الحال في الماضي، وإنما على الموهبة مثلما هو الحال بالنسبة لمسعود أوزيل وماريو غوتزه، ولذلك أصبح أداء المنتخب الألماني قائما على المهارة أكثر مما كان في الماضي مع تراجع لفكرة الاعتماد على القوة البدنية.
واستطرد كان، أن المنتخب الألماني يستطيع الهيمنة على كرة القدم لسنوات طويلة قادمة، لأن لديه أجيالا رائعة ومتعاقبة من اللاعبين، والكرة الألمانية تسير طبقا لاستراتيجية واضحة وجيدة يمكنها الحفاظ على النجاح.
وذكر أنه كان لديه ثقة في باستيان شفاينشتايغر لاعب المنتخب الألماني عندما كان لا يزال في السابعة من عمره، وتنبأ له بهذا المستوى، حيث يمتلك موهبة فذة، مشيرا إلى أن صداقة قوية نمت بينهما في السنوات التالية.
ولفت كان إلى أنه على الرغم من مسيرته الرياضية الطويلة لم يلعب أمام اللاعبين اللذين يعتبرهما الأفضل، وهما الأرجنتيني دييغو مارادونا والفرنسي زين الدين زيدان، رغم أن زيدان كان من نفس جيله، لكن مارادونا هو الأفضل في التاريخ حتى الآن.
كما أشاد كان بالمشاريع والمبادرات التي يشهدها منتدى «دوحة غولز» وكذلك الإمكانات والمنشآت التي توفرها قطر لخدمة الرياضة، والذي عزز قدراتها في إطار استضافة البطولات الكبيرة في الفترة المقبلة ومنها مونديال 2022.

البطاقة الشخصية

الاسم: أوليفر رولف كان
تاريخ الميلاد: 15 يونيو 1969 (45 عاماً)
مكان الميلاد: كارلشروه
الطول: 188 سنتيمترا
المركز: حارس مرمى

الاسم: أوليفر رولف كان
تاريخ الميلاد: 15 يونيو 1969 (45 عاماً)
مكان الميلاد: كارلشروه
الطول: 188 سنتيمترا
المركز: حارس مرمى مسيرته

1987ـ 1990: كارلشروه الرديف (73 مباراة)
1987ـ 1994: كارلشروه (128 مباراة)
1994ـ 2008: بايرن ميونيخ (429 مباراة)
1994ـ 2006: منتخب ألمانيا (86 مباراة)

الألقاب

مع بايرن ميونيخ
الدوري الالماني: (8 مرات) 1997 و1999 و2000 و2001 و2003 و2005 و2006 و2008
كأس ألمانيا: (6 مرات) 1998 و2000 و2003 و2005 و2006 و2008
كأس الدوري: (6 مرات): 1997 و1998 و1999 و2000 و2004 و2007
دوري أبطال أوروبا: البطل في 2001 والوصيف في 1999
كأس الاتحاد الاوروبي: 1996
كأس الانتركونتننتال: 2001
مع منتخب المانيا
كأس الامم الاوروبية: 1996
كأس القارات: المركز الثالث في 2005
كأس العالم: الوصيف في 2002 والمركز الثالث في 2006

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..