المعلم هو الوطن

تعج الصحف هذه الأيام ، بأخبار إعتزام معلمي ولاية الخرطوم، مقاطعة تصحيح أوراق إمتحانات الأساس،وأعلنوا إكتفائهم بجمع الأوراق و إيداعها المخازن فحسب،والسبب ،عدم إيفاء وزارة المالية بتعديل علاوة طبيعة العمل من %10 الى 35% بحسب ما ورد في الأخبار،لماذا دلفنا نحن السودانيين الى هذا الدرك الأسفل من الإستهانة بالمعلم، الذي يحرق عمره كالشعلة ليضئ لنا طرق المستقبل ويبدد عتمة العقول ،لماذا؟ كلما صدح المعلم بحقوقه النذيرة أصلا ، يضع المسئولون أصابعهم في آذانهم حذر الإستجابة لها ؟هل يليق بنا هدر كرامة المعلم الذي أمسك بأصابعنا الغضة لكي نتعلم الأبجدية و أبجديات النجاح في الحياة ،فتحقق الترقي لك أيها المسئول، فقويت أناملك التي كانت بالأمس غضة بين يدي المعلمين ،وصرت ممسكا بقلم الصلاحيات، هل يهون عليك الضن عليهم والإيفاء بحقوقهم المكتسبة عرقا و جهداً وفاءً لك وللمجتمع أجمع ، فالتتذكر أيها المسئول أن المعلم هو أساس الحضارة، و النهضة و التقدم و النماء لاي أمة تتطلع نحو المجد ، فالامم حولنا تضع المعلم في أسمي مقام وتسّخر له كافة إمكانيات الدولة ومواردها مهما كانت ،لانهم مدركون حقا ، لدور المعلم الأصيل في ترسيخ قيم المعرفة وكحافظ لمفاهيم الفضيلة .فالعديد من الدول تضع مرتب المعلم ومخصصاته على قمة المرتبات في الدولة ،وليس في آخر السلم الراتبي كما هو سائد عندنا اليوم ،فوضع المعلم في بلادنا بحق و حقيقة بائس ومزري ماديا ولا بد من تفضيله على الكثير من المجالات التي إن قارناها بالتعليم من حيث العطاء نجد المسافة بينهما كالثرى و الثريا …
إن عدم الإيفاء بالالتزامات خاصة للمعلمين، هي خيانه صريحة لهم ،وخيانة للوطن أيضا ،فالمعلم في أي مكان هو روح الوطن ، بل هو الوطن ،فلا يمكن أن تقوم أي قائمة لوطن بدون معلم،كيف ولا ؟ فالمعلم الإنسان الوحيد الذي يردد نشيد الوطن مع تلاميذه كل صباح أغر ،هل انتم أيها المسئولون تنشدون هذا النشيد كل صباح في وزاراتكم قبل بدء العمل ؟لا اظن ذلك ، من هنا ، أدعو رئيس الجمهورية إصدار مرسوم جمهوري يلزم العمال و الموظفين وعلى رأسهم الوزاء و مدراء المصالح الحكومية بترديد نشيد العلم كل صباح قبل بداية العمل فهذه الخطوة ستحقق فوائد جمة ، وذلك أسوة بأبنائنا الطلاب و التلاميذ في المدارس وتأسيا بالمعلمين و المعلمات الشرفاء المنتشرين في جنبات ربوع بلادنا .
في حال عدم إستجابة الوزارة للمطالب العدالة للمعلمين و المعلمات بشان العلاوة ،فان ذلك يمثل خطراً كبيراً، و يضع مصير مستقبل التلاميذ و العملية التعليمية ككل في منحي عقباه غير محمودة ،خاصة ، أن إمتحانات الشهادة السودانية أدني من قاب قوسين ،فكل هذه المعطيات تنبأ بتفاقم الوضع الى الاسوأ،لذا على وزارة المالية التحرك السريع ،و الإيفاء بما إلتزمت به تجاه المعلمين ،قبل أن يفوت الأوان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا سيد محمد يا شرف الدين.. المعلم امره اتحسم فى عهد الانقاذ منذ الاسبوع الاول بعد انقلاب ليلة الجرتق الكوبانى.. ذلك عندما حمل راكب الموتر الدبّاب الى اول وزير تربيه انقاذى ورقة فلوسكاب ليس عليها توقيع وتحمل اسماء 12 من كبار رجال وزارة التربية..وكلاء المراحل التعليميه ال(3) ونفر من مدراء التعليم فى الاقاليم وغيرهم آخرون..مطلوب فيها منه بابلاغهم باحالتهم الى المعاش!كانت “دستةالمدرسين” المطلوب ابعادهم فى اجتماعهم السنوى (منذ اكثر من اسبوع)للاعداد والتجهيز لبداية العام الدراسى (1989-1990) ..
    * تم استدعاؤهم الى مكتب الوزير ووابلغهم سيادته بالقرار.. وانفضوا كل الى داره تاركين الوزير يتلفت بعد ان نفذ ما طلب منه فى التو والحين! بعد ان ذهبت السكره وجات الفكره بدا الوزير يتحسس مواقع اقدامه..اتصل باحد رفاقه الوزراء ممن خبروا الاستوزار من قبل وتلمظوا طعمه فى العهدين الشموليين..يطلب مشورته! فاذا بالوزير المتمرس يبلغه قائلا” شوف يا فلان..دى ثوره..اذا عاوز تبقى فى موقعك عليك بتفيذ ما يطلب منط بدون تردد والآ هىّء نفسك للحاق بجماعتك..(وزير التربيه كان معلما !
    *سعى الوزير للقاء الزبير محمد صالح(رجل الانقاذ الثانى) ملتمسا منه على استحياء عما يمكن ان يقوله لكبار المعلمين”الاثنى عشر”فيما بتعلّق باسباب احالتهم للمعاش! وفى نشوة استلام السلطه ابلغه نائب رئيس مجلس قيادة الثوره”شوف يا فلان..يعنى شنو اذا شِلنا لينا دستة مدرسين ونزلناهم المعاش..ممكن نجيب غيرُم..ونحن موش يجزينا الله خير انّنا اديناهم معاشات!
    * تقوللى تعليم وتقوللى معلمين.. قال طبيعة عمل.. وتوقف عن المراقبه والتصحيح.. يا سلام بالليل! هل يقدرو! حميدتى بقى فريق.. فى اى محمجه!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..