نساء ضائعات

احتفل كل العالم يوم الثلاثاء الماضي باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، واحتفلنا نحن في السودان معه أيضاً احتفالاً ضمنياً على المستوى الرسمي وعلى مستوى منظمات المجتمع المدني .

ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن “نحن المحتفلين ليها شنو ،وماذا فعلنا لنحتفل مع العالم”، فالشاهد أن هذه الدول التي تحتفل تطبق فيها قواعد حقوق المرأة وتراعي احتياجاتها ومطالبها على أعلى المستويات .

ابتداءً من حق التعليم والصحة والمأوى والغذاء ومرورًا بمحاربة الختان ومناهضة زواج القاصرات وصولاً إلى قانون الأحوال الشخصية العميق والمتين والذي يقف سدًا منيعًا ضد أي ثغرات تطال كرامة المرأة وإنسانيتها وحقها في أن تحيا حياة كريمة .

نعم هذا ما يحدث بالضبط في دول العالم ، وفي ماعدا بعض الدول الفقيرة المتخلفة وبعض الأفكار والعقليات الرجعية في دول الخليج (ومعاهم نحن طبعاً ) في ماعدا هؤلاء تعتبر المرأة في كل هذه الدول في المرتبة الثانية بعد الطفل .

أما نحن والذين نحتفل باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (ومن غير خجل) فلننظر في سجلاتنا ماذا قدمنا للمرأة طيلة العقود الماضية ،فالارقام تقول ان هناك امرأة (واحدة )من اصل ( ثلاث ) تعنف علي مستوي العالم اي ان عدد النساء المعنفات يصل الي مليار .
واذا قسنا علي ذلك في السودان فغالبا ان هناك (ثلاث) نساء من اصل (ثلاث ) نساء يعنفن ، اذا إن هنالك تراجعاًً مخيفاً في أبجديات الحفاظ علي كرامة المرأة واحترامها والمقدار البسيط الذي كان موجودًا بدأ في التلاشي.

انتهاكات في المنزل ووسط الأسرة، تعنيف من الأب، وممارسة للوصايا من قبل الإخوان، عقاب بدني في المدرسة، وتحرش لفظي في الشارع، وتحرش جسدي في أماكن الدراسة والعمل، سادية من قبل الزوج، واضطهاد من الأصهار، عدم عدالة في الحصول على الوظائف، ومصادرة حتى لحق التعبير والمشاركة بالكيفية والطريقة المناسبة .

فأين حق المرأة في التفاعل مع الأحداث الرياضية والمشاركة في اتخاذ القرار.

أين حق المرأة في الاحتفاظ بأطفالها في حالة زواجها بآخر.

أين حقوق النفقة المعقولة في ظل القوانين الكسيحة .

أين حقها في اتمام مرحلة الرضاعة والحمل من دون أن تتعرض لمؤامرات ومكايدات لإقصائها من مقعدها في العمل عقب كل حمل وولادة .

أين فرصتها في امتهان مهن تعشقها حتى لو كان رأي المجتمع مخالفاً من غير أن يطالها بذئ القول والفعل.

إننا وبصراحة قبل أن نحتفل ونعد للورش والندوات ونصرف على الديباجات والمطبقات علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا .

فليس المهم ما تكتبه المنظمات الدولية عنا، المهم هو مدى قناعتنا بأننا أهل لهذا الحديث …وماذا فعلنا وقدمنا للمرأة … أم مازالت المرأة في نظرنا هي الضلع المعوج عند الرجل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سوف ياتي احفادنا
    بعد ان يقضوا علي الدناءة
    يضحكون من تلك
    الازمان العجيبة
    حيث كانت قولة الحق
    تسمي شجاعة ………………………. الشاعر الروسي ايفتوشنكو
    وذلك ما حدث يا بنتي . الذي يجري سيترسب ي نفوس هؤلاء الصغار ورحم الله شاعر الشعب وايقونته محجوب شريف حين تساءل بعفويته وصدقه : لماذا نتوقع ان تحل كل المشاكل في زمننا؟ اللعوج (مش العوج) والعديل برمي قدام

  2. لما قريت العنوان … قلت البت دي خلاص مشت مع الجدة والخال لمعرفة مصير البنت التي وضعت هذا الطفل القلتي سمي ( عصمت ) وكانت ممكن تكون سبق صحفي من غير أن تجلبي ضوضاء لأهل البنت… ولكن لتعري الافعال المشينة التي ظهرت في هذا المجتمع ولتوعية الأخريات … لكن لم تفعلي فباقي موضوعك انشائي …. وغير صادم …جاتك الفرصة وفوتيها

  3. يا بت ما تشدي حيلك شوية، معقولة موضوع كبير زي دا تتناوليهو بهذه السطحية …. ,أما العنوان فلا علاقة له بمضمون الموضوع البتة

  4. معقولة ده! يا سهير الاغتصابات من النظام ده كلها نستيها . وبدل أن تكتبي عن نساء تابت (طابت) عملت طناش كانك لم تسمعي بالخبر أو كانهن كائنات لا تسوى الكتابه عنهن

  5. أستاذة سهير/ أحس بأن كل كلمة من كلمات هذا المقال تتوجع ويسمع لها أنين، وهذا هو صوت نساء السودان فماذا أنتم فاعلون أيها الرجال ؟؟؟
    نحن الذين ندًعى الإنتساب للإسلام وللحضارة وللنهضة والقفزة أو الوثبة مترادفات دون طعم ولارائحة ولا لون، والإسلام برئ مما نتعبد به من عادات وليس عبادات، نعم عادات شائنة وطباع بذيئة والإسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق، والإسلام ينادى منذ أكثر من أربعة عشر قرنا أن الرجال شقائق النساء، وأن رسول الهدى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذى نحبه كثيرا ونكثر من مدحه والذى نحن مأمورون بطاعته ومتابعته كان يعاون نساءه فى أعمال البيت وكان يحتفى بهن ولم يرد عنه أنه ضرب إمرأة قط، فهل حبنا هذا الذى ندعيه لرسول الله حبا مزورا والمعلوم أن المحب لمن يحب مطيع !!! نحن كثيرا ما ندعى العدالة كذبا وزورا ، فأين نحن من ذلك القاضى الكندى الذى أحضروا له عجوزا سرق خبزا فسأله لماذا سرقت الخبز، قال كنت أتضورع جوعا يا سيادة القاضى، فقال له القاضى : ولكنك على كل حال سارق وأنا حكمت عليك بغرامة مالية 100 فرنك وسأدفعها نيابة عنك لأنه كما يبدو أنك لا تملك شئ وأدخل القاضى يده فى جيبه وأخرج مبلغ 100 فرنك فرنسى وسط ذهول الحضوروأمر بدفعها الى قسم الحسابات بالمحكمة، ثم التفت الى الحضور وقال لهم حكمت عليكم بدفع 20 فرنك فرنسى لكل واحد منكم لأن رجلا عجوزا يتضورع جوعا فى مدينتكم، وأخذ فى جمع المبالغ من الحضور فبلغت 420 فرنك فرنسى فقام بتسليمها للعجوز المتهم..هذه هى العدالة الغائبة عنا والتى ندعى كذبا الانتساب اليها وذلك لانتسابنا للاسلام الذى نجعله صورة أمامنا وعمامة على رؤوسنا ولكنا نلبس الأخلاق أحذية على أقدامنا..

  6. أين حق المرأة في الاحتفاظ بأطفالها في حالة زواجها بآخر.

    عشان ينتقم زوجك الاخر من ابناء طليقك…ولا الاولاد ديل ولدتيهم لوحدك

    اه لو قبضطك

  7. انتي في نعمة ولن تحسي بهذه النعمة الا اذا طفتي شرقا غربا البت السودانية او المرأة تتمتع بكافة حقوقها من تعليم ووظيفة وسفر وغيره اما بالنسبة للظواهر الاجتماعية التي ذكرتيها من ختان وظار واوهام فالسبب هو المرأة نفسها والضحية الرجل الذي يعاقب بزوجة مشوهة جنسيا ومتخلفة روحيا…… ظاهرة التعنيف ظاهرة عالمية وياليتك لو بحثتي احصائيا علي مستوي العالم لتدركي قدر الرجل السوداني…

  8. استاذة سهير انظري للشارع العام الان كلهنة اصبحن عديمات الحياة واي حقوق يطالبن بهنة وهنة اصحبحن يجارين الموضات ويقلدن الغرب والنصارى في كل شى اى حقوق يردنها ووحقوقهن واضحة فى الكتاب والسنة واصلهنة من ضلع اعوج وا مساوة يطالبن بها دى كلو كلام فارق وماتتوهمن ساكت لوالسما انطبقت عل الارض مافى مساوة طلعتو فيها شديد وهو لوكان فى عصر ومتابعة كان الشارع العام انضبط بس انتو زودتوها حبتين وبصوررة دى عايزين تحكمو السودان بلامساوة بلايحزنون البعروف كما قال رسول اللة صلى اللة علية وسلم مااكرمهن الا كريم ومااهانهن الا لئيم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..