ثورة أم إنقلاب

يوسف حسين
سطّرت الأحداث في مصر، خلال الفترة الماضية، زخماً جديداً على طريق تأكيد ودعم وتطور المبادئ الديمقراطية والاجتماعية لثورة 25 يناير 2011. وكان من الطبيعي التعبير المبين عن تلك الأحداث التي جرت تحت سمع وبصر العالم كله، بأنها ثورة في الثورة، أوأنها ثورة مصر الثانية. لقد كات تلك الأحداث، في جوهرها وقاعها العميق، صراعاً سياسياً واجتماعياً مكشوفاً بين شعب مصر الذي يعض بالنواجز علىمبادئ الثورة، وبين الأخوان الذين ساروا على درب سرقة مكاسب الثورة لخدمة مصالحهم الخاصة والضيّقة. إن تلك الأحداث لم تكن إنقلاباً عسكرياً، بل كانت انتفاضة شعبية تعبر عن الإرادة الشعبية الغلابة لتصحيح وتقويم ما حدث من انحراف والتفاف واضحين على تلك المبادئ الديمقراطية والاجتماعية للثورة تحت ستار الشرعية.
السياسات الاخوانية
إن الكثير مما قام به الرئيس المعزول د. مرسي، باسم شرعية صناديق الاقتراع، لم يكن كما يزعم الأخوان:- (بعض الأخطاء)، ولكنه كان خطايا وارتداداً ونكوصاً عن الشرعية وعن الدستور نفسه، وعن المبادئ الديمقراطية والاجتماعية لثورة 25 يناير.
وهنا لا نلقي القول جزافاً أو على عواهنه، بل نسوق بعض الأمثلة من الواقع المعاش:-
فقد تردى اقتصاد مصر بأثر السياسات الاقتصادية للأخوان. وتجلى ذلك في انكماشوتقلص الاحتياطي النقدي ومن ثم الضائقة المعيشية التي يكتوي بنيرانها سواد الشعب، وتواتر الازمات التي يمسك بعضها برقاب بعض مثل أزمات الكهرباء والغاز وغيرها. ومعروف أن كبار المفكرين الاجتماعيين، من ابن خلدون وحتى كارل ماركس، يجمعون على أن النماء والعمران ومعيشة الناس تشكل العوامل الأساسية لبقاء أنظمة الحكم أو زوالها.
وتبخرت وذهبت أدراج الرياح، كل الوعود الانتخابية التي أطلقها الأخوان عن الدولة المدنية الديمقراطية وأجهزتها القومية.
ولم يتورع د. مرسي عن إلغاء حكم قضائي ببطلان انتخابات مجلس الشعب، بل وأقدم على دعوة ذلك المجلس غير الشرعي للانعقاد. والمعروف أنه من أبجديات الدستور، شرعية واستقلالية الجهاز القضائي في الدولة الديمقراطية. وفي ذات السياق اقدم د. مرسي على تسريح النائب العام. فما بال د. مرسي إذن، يقوم بخرق الدستور بفظاظة ثم يتهم الآخرين بخرقه؟!
وكان د. مرسي يسير بخطى حثيثة على طريق إقامة الدكتاتورية المدنية ودولة الحزب الواحد، كما تجلى ذلك في تعييناته للمحافظين وأجهزة الإعلام وغيرها.
إن مفهوم الأخوان للشرعية والدستور، هو إذن توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية بلا حدود، ووضع سلطات مطلقة بين يديه.
وطبيعي أن ذلك لن يقود إلاّ للإرتداد عن الدولة المدنية، وللسير على دروب التمكين للحزب الواحد.
المقاومة الشعبية للسياسات الاخوانية
الجدير بالذكر والتسجيل، أن كل محاولات د. مرسي، لخرق الدستور وركائز الحكم الديمقراطي، لم تمر مرور الكرام. بل وجدت رفضاً ومقاومة شعبية متواصلة لها عبر قنوات ومسارب الصراع السياسي والاجتماعي الجماهيري.
واستناداً على الرصيد الزاخر لهذه المقاومة، بلورت قوى المعارضة المصرية المطالب الشعبية في قضايا محددة هي بيت القصيد في ركائز الحكم الديمقراطي. ذلك انها تتعلق بالدستور ومجلس الشورى والنائب العام والانتخابات المبكرة الرئاسية والبرلمانية.
ثم أردفت هذه القوى القول بالعمل كما تجلى في جمع أكثر من 20 مليون توقيع، وكذلك في تنظيم انتفاضة 30 يونيو التي عمت كل ربوع مصر.
والواقع أن د. مرسي لم يضع أي اعتبار بأي مستوى من المستويات، لا للمطالب الشعبية التي يرفعها الملايين، ولا لبيان القوات المسلحة الذي دعمها وامهله(48) ساعة للبت فيها، تفادياً لانزلاق العملية السياسية نحو العنف. ولو وضع د. مرسي أدنى اعتبار لذلك، وحتى لو أعلن استعداده للنظر في تلك المطالب أو استجاب لها جزئياً، لكانت الأمور قد سارت في مجرى آخر خلاف المجرى الذي سارت فيه.
وكان كل ما طرحه الدكتور وأكده مراراً وتكراراً هو التمسك بشرعيته هو بالذات التي لا يأتيها الباطل لأن بين يديها ولا من خلفها. وكأن انتفاضة الملايين لا شرعية لها البتة. وكأن بيان الجيش لا قيمة له. وقد أحدث تعنت د. مرسي وتجاهله التام للمطالب الشعبية ولبيان الجيش، خلخلة واضحة داخل نظامه نفسه، إذ قدم أكثر من 10 مسؤولين حكوميين استقالاتهم رفضاً واستنكاراً لتجاهل د. مرسي للمطالب وللبيان.
انحياز الجيش للشعب
بعد انقضاء المهلة الزمنية التي حددها، أقدم الجيش على الانحياز التام للمطالب الشعبية. وذلك تماماً كما انحاز للمطالب الشعبية في ثورة 25 يناير 2011.
وإذا نظرنا للأمور عن كثب بمنظار الوقائع المجردة على الأرض، لتأكد لنا أن ما جرى في مصر لم يكن انقلاباً عسكرياً. فالوقائع تشير للتالي:-
ما دار من صراع سياسي اجتماعي في مصر كان كتاباً مفتوحاً لا غموض فيه وتحت أبصار كل العالم.
بيان الجيش الثاني الذي عطّل الدستور وعزل مرسي، ثم بحضور ومباركة ممثلين للأزهر والكنيسة وقوى المعارضة وحزب (النور السلفي).
خارطة الطريق المعلنة في البيان تبعد كثيراً عن الانقلاب العسكري الذي يفضي لاستلام الجيش للسلطة، فقد تضمنت:-
أ. قيام سلطة جديدة مؤقتة يرأسها رئيس المحكمة الدستورية ( وهوليس عسكرياً ).
ب. إعادة النظر في الدستور ( وهو مطلب شعبي لا تستقيم الأمور في مصر ذات الثنائية الدينية دونه، وكان ممثلو الأقباط قد انسحبوا من اللجنة التي أعدت الدستور المعمول به).
ج. إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في فترة تمتد من 6 إلى 8 شهور.
د. تكوين حكومة كفاءات مؤقتة (وليس حكومة عسكرية)
ولعل ما يؤكد إصرار الاخوان على تجاوز الشرعية، ومن ثم الإرتداد عن الدولة المدنية. والسير على دروب الدكتاتورية المدنية والتمكين للحزب الواحد، هو رفضهم لكل هذا جملة وتفصيلاً. ثم إعلان أطروحة الهوس الديني والإفلاس الفكري والسياسي التي تدمغ خصومهم السياسيين بأنهم ضد الدين. والأخطر من ذلك دعوتهم للعنف التي أطلقوها من ميدان رابعة العدوية الذي يعتصمون فيه. وقد جرى تنفيذاً لتلك الدعوة، كما هو معروف، احتلال مؤسسات حكومية ومحاصرة ثكنات قوات الحرس الجمهوري لإطلاق سراح د. مرسي بالقوة والعنف، وقتل متظاهرين من معارضي د. مرسي في أكثر من موقع.
وتجئ الطامة الكبرى في اعترافهم بالضلوع مع المجموعات الإرهابية كما يتضح من التهديد المعلن على رؤوس الاشهاد بأن الهجوم على القوات المسلحة في سيناء سيتواصل.
خاتمة:
ختاماً نثق، كل الثقة في قدرة شعب مصر البطل، على فرض إرادته الغلابة وتحقيق النصر في الصراع السياسي والاجتماعي الجماهيري لدعم مبادئ ثورة 25 يناير، ولقفل الطريق في وجه الدكتاتورية المدنية ودولة الحزب الواحد.
وهذا، بطبيعة الحال، لا يعني من قريب أو بعيد، إقصاء الاخوان من المسرح السياسي والاجتماعي المصري. فهم قوة كبيرة لا يستهان بها، وواقع على الأرض لا يمكن اقتلاعه أو تجاوزه. والشأن كله بين أيديهم هم أنفسهم في الإصرار على طروحاتهم السياسية والاجتماعية التي رفضها شعب مصر أو تجديدها. مهما يكن الأمر فقد برزت وسطهم مؤخراً مجموعات شبابية ترفع رايات تصحيح المسار فكرياً وسياسياً.
إن القول بأن الإسلام السياسي قد انتهى قول لا يستقيم تماماً. الذي انتهى هو التوجه الامريكي الذي رمى لتدجين الاخوان وقولبتهم على النمط التركي. وليس بالضرورة أن تصدق حسابات الامريكان، فللشعب المصري وقواه السياسية حسابات أخرى قد لا تخطر حتى ببال الامريكان. فهي أكثر صدقاً وتعبيراً عن حركة الواقع السياسي والاجتماعي في مصر.
الميدان
هذا شيئ متوقع من احد كوادر الحزب الشيوعي – كيف نستطيع ان نطلق عليها اسم ثورة هل عن طريق الحشود؟ اذن ما هو الراي بالحشود الاخرى ؟ هل نرجع لزمن ديمقراطية الميادين في اثينا القديمة؟ لا بد ان نحترم راي الشعب في الاخر حتى وان اختلفنا معه حتى وان كانوا الاخوان
هل اغلاق القنوات هو من الديمقراطية؟
هل الاعتقالات دون اذن النيابة من الديمقراطية؟
نفس مبررات السيسي ذكرها عمر البشير عندما انقلب على الديمقراطية – كيف يعقل ان نرفضها في السودان ونقبلها في مصر؟ لعمري هذه شيزوفرينيا سياسية وتكتيك يخرج عن المبادئ
ان اردت التحدث عن سيئات حكم مرسي هذا امر منطقي ولا غبار عليه – ويمكنني ان اضيف زيادة عليه لكن هذا لا يعني انني لن اقول بان له الحق في الحكم وهذا جزء من العملية الديمقراطية
يا قادة احزابنا لا تنهوا عن امر وتاتوا بمثله
اعاننا الله عليكم( المعارضة ) وعلى الكيزان في الحكومة هذا اسواء من ذاك لا خير فيكم ولا في الحكومة والشعب ضايع بينكم
أ. قيام سلطة جديدة مؤقتة يرأسها رئيس المحكمة الدستورية ( وهوليس عسكرياً ).
دا كلام شــنو ؟ يعني عشـان ما عسـكري تنتفي صفة الانقلاب , اختشــي يا أخينا
تجربة السـودان المريرو جعلتكم المويه ما تشـربوها بي كـوز , كبابي بس
عشـان كدي انتو مع الانقلاب ,مرسـي أســوء حاكم مر عل مصــر على الاطــلاق
ولكن أين ثقافة ترســيخ الديمقراطية و تدعيمها , ما حدث نكســة كبرى
و في مقبل الأيام ح تقولوا يا ريت الجرى ما كان
يا ســيدد يوســف حســين بأي وجه ترفض انقلاب البشـير , ما هو نفس الكلام
الحاصل في السـودان بتاع صراع سـياسي اجتماعي والكلام الـ لابودي و لا بجيب
طيب من ابن خلدون لماركس لمادا لم يحدث تغيير في الســودان , هل في جوع أكتر
من كدا , في فقـر أكتر من كدا ياخي اختشـي
سؤالي للمدعو (يوسف محمد احمد):
لماذا تتهكم علي كاتب المقال بانتماءه الحزبي (علما انه من رجال الصف الاول بالحزب الشيوعي)، واظنه يفتخر بذلك،
هو من السودانيين الوطنيين الذين قلّ وجودهم في هذا الزمن الخازوق الاعجف.
رغم ان الموقف الايدولوجي وقف حاجزا بين الـ “الزول” السوداني البسيط وبين اليساريين ذو المرجعية الشيوعية (وقد استغل الاسلاميين هذا التناقض اسوأ اتغلال) لكن الحقيقة الساطعة التي لا شك فيها:
أن الشيوعيين السودانيين أصدق الرجال واكثرهم امانة أخلاصا في العمل .. بينما في الجهة الاخري الجبهة الاسلامية (اسم الدلع للاخوان المسلمين) انتجت لصوصا ودجالين وقاطعي طرق … ينتشرون في حياتنا كانتشار الاميبا والفيروسات المؤذية.
هل سمعت يوما شيوعي حرامي ؟
والعكس: اتحداك ان تذكر اسم كوز نزيه وليس حرام.
يا اخي نحن لسنا شيوعيين … ولم ننصب نفسنا للدفاع عنهم .. لانهم اقدر للدفاع عن انفسهم .. كل ما في الامر: يجب ايفاء الرجال قدرهم.
سؤال تاني: فالي اي الجهات تنتمي أنت؟
لا تعتقد ان سبّك وشتّمك للحكومة والمعارضة -معا- ينجيك من صفة الانتماء للاولي.
لا ياأخي … تلك حيلة اصبحت لا تنطلي علينا،
فالمعارضة بكل اطيافها، يا اخي، ورغم بؤسها .. وضعفها، تبقي هي الامل لخلاص السودانيين من رق الاخوان المسلمين.
وهي ارحم لنا مليون مرة من ترهات البشير وبذاءات نافع وهرطقات اللصوص الدجاليين.
في هذا الظرف التاريخي الحرج الذي يعيشه الشعب السوداني نجد ان كل من يسخر من المعارضة .. يقلل من قيمتها .. او يثبط همة رجالها، انما هو يعمل بشكل صريح علي دعم الكيزان واطالة مدة حكمهم.
لذلك دعونا ندعو جميعا في هذا الشهر الكريم:
اللهم اسقط حكم الكيزان في السودان .. وابدلنا ببطانة خير منهم.
يارب العالمين
الااخوة الاعزاء شكرا على التفاعل
الاخ بديع الزمان انا لا اعيب على احد انتماءه السياسي بل احترمه وهذا رايه وحقه لكن من حقي ان اعبر عن وجهة نظري وانا والله مواطن سوداني عادي ومستقل يعلم الله من اي انتماء سياسي
انا انتقد الحكومة وكذلك المعارضة لانها ضعيفة وحتى الان لم تقدم برنامج للخروج من الازمة وخلافاتها محتدمة وهذا ما جعل سلطة الانقاذ تسيطر حتى الان
اما عن الحكومة فحدث ولا حرج واعتقد بان واقع الحال يكفي
لماذا دائما نضع المواطن السوداني في خيار بين معارضة ضعيفة ومفككة وحكومة ضيعت الوطن والمواطن – الشعب قادر ان يصنع ثورته ويصنع قادته وسوف يفاجئ الجميع ان شاء الله كما حدث في اكتوبر وابريل
صحيح ان معارضتنا لو تماهت علن الصغائر واتفقت على برنامج حد سوف تساعد وتسرع من الثورة لكن هل من سبيل الى ذلك من واقع الحال
اخي ياسر المريود
ان اختلافنا مع الاخوان المسلمين لا يعني عدم الايمان بالديمقراطية والدفاع عن انقلاب عسكري
من حق الشعوب التظاهر كما حدث في مصر وان توصل صوتها الى مرسي او خلافه وعليه ان يستمع لها لكن خروج مظاهرات لا يعني استلام العسكر للسلطة لا بد من وجود قانون ولعلك ترى الان الحشود المضادة – فكيف الحل؟
مثلا يمكن ان تخرج مظاهرات تطالب بزيادة الاجور هل هذا يعني استلام العسكر للسلطة؟
وبعدها يخرج الشعب مطالبا مثلا بتغيير قانون معين هل تتغير السلطة ايضا؟
ان فتحنا المجال لمثل هذا فسوف يتظاهر كل طرف مؤكدا انه الاحق ولن ننتهي ابدا
لذلك جاءت القوانين والانتخابات والتداول السلمي للسلطة وان رايت شيئا خطاءا في ظل الديمقراطية فانني اناهضه عن طريق القانونوالتزام المؤسسية
شكرا لكم والاختلاف لا يفسد للود قضية ربنا احفظ بلادنا من كل سوء