
* بعض المصائب تحيلك إلى الحيرة وتشابك المشاعر مع الغضب؛ فلا تدري بأي حروف تستطيع العبور للمعاني المخنوقة.. وأن تشاهد صور أطفال يتم إنهاء حياتهم بلا ذنب؛ فلن تجد ما هو أقسى من ذلك؛ ثم لا تدري أية (درجة) من الصبر يمكن أن تعين المفجوع على أسرة تم فقدانها بالكامل غدراً؟! هي فقط رحمة الله تعيننا جميعاً.
* جريمة تفوق البشاعة؛ تلك التي شهدها حي امتداد ناصر بالخرطوم.. فإن يكون الضحايا (الأم وبنتها وابنها وامرأة شغالة تعمل وسطهم) فذلك أمر يقبض الأنفاس، ويسوِّد الواقع أكثر مما هو مسوَّد بالعصابات التي تسيطر على السودان اليوم (بالكاكي) وبغيره.
* مهما تعاظمت الدوافع ــ فوق الخيال ــ لا يمكن للعقل أن يستوعب أو يقبل بهذه الكيفية والعبثية والجنونية التي تطفيء نور الحياة؛ فاستهداف أبرياء (أطفال ونساء) مأساة كبرى لا تعادلها الكلمات مهما ارتقت.. مع ذلك.. لنحذر (التخفف) دائماً في مثل هذه الأحداث التي لا تقبل التكهن أو لغة (القيل ــ القال).
* الآن لا نملك سوى التحسُّر والدعوات بالرحمة للمغدورين (ربنا يتقبلهم في الرضوان) ربنا يثبت قلب كل محزون بالصبر.. وتعازينا لآل مضوي جميعاً في مصابهم الجلل (إنا لله وإنا إليه راجعون).
* أشعلت هذه الحادثة الجدل ــ مرة أخرى ــ في شأن (الأمن المفقود) بالعاصمة والسودان قاطبة.. وهو أمر لا مغالطة حوله بالنظر إلى تحوُّل القوات اللا نظامية ــ في الأصل ــ إلى كتائب رخيصة؛ وهي نفسها فاعلة ومُسهِمة بمختلف الجرائم؛ تركزت مهامها في قمع المتظاهرين السلميين وحماية (العسكر الانقلابيين) الذين يبحثون دائماً عن طقس الفوضى واللا أمان بالنسبة للشعب.. هذا من جانب عام لا علاقة له بجريمة امتداد ناصر؛ بل بالجرائم في شمولها وتنوعها وغرابتها أحياناً.. ثم الطبيعي أن تكثر الجرائم بمعدل فوق المعتاد إذا كانت العدالة (انقلابية) والقوات (مرتزقة) بحق؛ من يعلفونها لصوص وقتلة متمرسون يحملون ذات صفات المرتزقة؛ ويزيدون عليها.
أعوذ بالله.
واضح تأثير تمدد الاثنيات حاملة معها ثقافتها فى القتل واستعمال المسدسات والكلاشنكوف والسواطير والخطف بالدراجات النارية هذه الأساليب لم نكن نعرفها ابدا على الاقل فى العاصمة المثلثة …