مقالات وآراء

تأسيس الجيش السابع أو الاندماج بمصر المؤمنه!#

زهير عثمان حمد

بدأت أصوات تنادي بين أهلي بشمال السودان ووسطه لتأسيس جيش لهم أسوة بالأقاليم التي لها جيوش واعتبروا أن لدارفور عدة جيش ولجنوب الأزرق جيش لجبال النوبة جيش ومن هنا كانت الحوجة لوجود جيش يحمي مصالحنا السياسية ويفرض على من يرون أن الشمال كان منذ الاستقلال وهو الذي يدير السودان وينعم بخيراته وحقق نفوذ سياسي وحرم الباقون من حقوقهم وإن الحرب حولت أبناء المناطق خارج الشمال والوسط إلى متلقين للإعانات ومهجرين قسريا بعيدا عن مناطقهم، وهو ما يستدعي ضرورة العمل على إرساء ثقافة السلام بدلا عن ثقافة الحرب والموت
وسط فوضى السلاح خارج منظومة القوات المسلحة للدولة السودانية ولقد كانت هذه الدعوة من خلال محاضرة بتطبيق الزووم تحت عنوان ( أفاق وتطلعات سكان شمال ووسط السودان بعد اتفاق جوبا للسلام ) كنت مشاهد لهذه المحاضرة ولكن تملكني رعب رهيب لأن المتحدث كان يصور ما حدث في جوبا هو مؤامرة ضد أهل الشمال والوسط بالسودان بل هذا هو التغيير بسياسة الإحلال والإبدال وتعظيم اثنية علي الاخرين وجاء شواهد وأسانيد لا حصر لها في هذا الأمر من الحصص في الخدمة المدنية إلى مقاعد مجلس السيادة
أن خلاصة ما قيل ومن الأحداث التي تحدث الآن، هو أن ضعف الدولة الحالي لا يمهد فقط لسقوطها بل يجعل السلطة فيها هدفا للكثيرين من أبنائها، يسارعون بما اوتوا من وسائل للانقضاض عليها، وبما ان هذا غير ممكن بسبب غياب القوة المركزية الممثلة بالجيش الواحد الكبير وادوات الدولة الاخرى، وتوازن القوى المتنافسة، ينتهي الامر في الغالب الى ظهور محميات موزعة بين هؤلاء المتنافسين، فتنشأ عند ذاك الدويلات التي يمهد لظهورها ضعف الدولة او سقوطها
في ايامنا العصيبة هذه، جرّبت دول كبرى طامعة فينا وبدول حولنا هذه اللعبة، لكن بتخطيط ادق واكثر دهاء، اذ عملت بأشكال مختلفة على تقويض الدولة كمقدمة لصناعة ملوك طوائف ومكونات جديدة، عندما جعلت من السلطة هدفا بحد ذاته وليست وسيلة لخدمة الناس، كما كانت، على ما فيها من اخفاقات وفشل في أبسط المسائل، ولو تأملنا المشهد جيدا لوجدنا إننا مستدرجون لهذه اللعبة التي استساغها البعض وصار يعمل على تكريسها لتحقيق مكاسب شخصية، ستنتهي ببلادنا الى التفكك وعندها نكون بحاجة الى موحّدين جدد ان سمحت لهم القوى المستفيدة من الوضع الجديد، ، لان من يمتلك سلطة ويغرق بملذاتها يصعب عليه التخلي عنها وهذه من مشاكل البشر الازليةوالشيء الذي لا يريد البعض ان يفهمه هو ان تفكك اية دولة، صغيرة كانت او كبيرة يبدا بصناعة الاختلاف على شرعية الحكم ويستبطن الرغبة في الفوز به، وينتهي بشرعية حكّام القبائل والمليشيات والمكونات الاثنية
والناظر لمنظومة السلاح خارج الجيش والاجهزة الامنية يجزم بأننا لن نستطيع تتفككيكها الّا بتفكك وأعادة تشكيل النظام السياسي القائم اليوم ألغاء كل القوانين التي أعطت النجنجويد شرعية تفكيكهم، وهذا النظام لن يتفكك الا بتفكيك وتدمير جميع الميليشيات المسلّحة أي وبمعنى آخر تدمير الدولة العميقة وقد يبدو أن هذا الحلّ سيتسبب بما يشبه الحرب الأهلية، كون العصابات والميليشيات المسلحة والمدعومة إقليميا لن تتنازل عن مواقعها بالسهولة التي نتوقعها وهنا نكون امام خيارين، فأمّا إستمرار اوضاع البلد بالشكل الذي عليه اليوم وإستمرار تردّي الأحوال السياسية والإجتماعية والإقتصادية والمعيشية لملايين الفقراء، وإمّا بدأ المعركة مع هذه الميليشيات والتي هي بالأساس معركة مؤجلة كونها قادمة حتما في المستقبل، خصوصا وأنّ إرهابيا وقاتلا حميدتي وهو من أبرز من مارس أبشع الجرائم، أصبح على رأس مجلس السيادة بدعم إماراتي غير محدود، لو كنت مكان البرهان وقادة الجيش لبدأت في حسم كل مظاهر السلاح خارج الشرعية الرسمية للمنظومة الأمنية وخططت لهذه المعركة بهدوء قبل انهيار البلد بيد جماعات جديدة وكيانات أخرى ولدت وقد تكون بيننا حضور بلا إعلان
أن الأصوات التي تنادي بتأسيس جيش للشمال من أجل حماية الشمال من الجنجويد وحركات الكفاح صادقة في قلقها على الأوضاع الأمنية بل وضعت خيار أحر هو في حالة عدم التوافق أو الهزيمة العسكرية سوف يطالبون الوحدة الاندماجية مع الشقيقة مصر وذلك حماية للتغول العرقي والذي يقودنا إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي وهم الآن كل الفرقاء بالوطن لديهم خطاب كراهية ضد الآخر ومتى تبدأ الحرب هذا ميقات ليس ببعيد.

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. مصر بتاعتك دي امشي العق رجلها بعيد مننا , عفن و فاقد للغيره الوطنيه من امثالك الذين يبيعوا البلد بحفنة نقود الشعب السوداني لا يتشرف بكم ابدا و لو كنا دولة مؤسسات و قانون زي الناس كنا طالبنا بسحب الجنسيه من امثالك التبع الخدم للمصريين اسيادكم.
    جدودنا زمان , جدودنا زمان وصونا على البلد على التراب الغالي الما ليهو ثمن

  2. روح لمصر في ستين داهيه السودان سيظل متماسكا بإذن الله ويتلخلص من امثالك يا تافه عمرنا ما نطلب نتبع لدوله مهما حصل سنظل سودانيين إلى يوم القيامة

  3. هذه استشعار بالخطر الحرب في الخرطوم تنتظر فقط اطلاق الرصاصة الاولى بعدها لن يستطيع اي انسان ان يميز بين العدو والصليح فقد تعددت الجيوش وتشعبت ولو لم يكن لقادة هذه الجيوش الحكمة والسيطرة على افرادها فبلا شك ستقع الكارثة لذا يجب اولا ان يكون هنالك قيادة مشتركة لهذه القوات وهي فقط المناط بها تحريك هذه القوات واماكن تواجدها ووضع الاسلحة تحت امرتها اما موضوع الندماج مع مصر فيطرشنا ما سمعنا به الا لسان هذا المتمصر نسال الله ان يسلم ويحفظ امن بلادي ويبعد عنا الدخلاء والعملاء واصحاب الاهداف الشريرة

  4. (سوف يطالبون الوحدة الاندماجية مع الشقيقة مصر وذلك حماية للتغول العرقي)

    بالله عليك ده كلام تكتبه و انت في كامل وعيك اندماج مع الشقيقة مصر شقيقة في شنو عاجبك ينادوك بواب و شيكولاتة في مصر و اي تغول عرقي تهرب منه و لن تجده في مصر يا اخي النوبيين في مصر يشكو لطوب الارض من اوضاعهم و هم مختفين تماما من وجه مصر للعالم كانه لا وجود لهم
    كنت ساحترم رايك لو كنت قلت ساسعي اللانفصال و تكوين دولة خاصة بي لكن سقف طموحك متدني

  5. نحن في الشدة باس يتجلى نعم ولتكن الشدة وليكن البأس في تحلينا باليقظة والحكمة وتدبر امرنا من خلال تماسكنا وتعاضدنا والعمل على نبذ ومحاربة الجهوية والعنصرية والقبلية فكلنا والحمدلله بالفطرة السليمة لا نبغض احد ناهيك عن اخوة لنا في الشرق او الغرب او الجنوب والدعوة للاندماج مع مصر لماذا؟هل عجزنا عن حل معضلاتنا حتي نستجير بغيرنا ؟انها دعوة منا للجميع قمه وقاعدة العمل من اجل الوطن والمواطن فإذا سلمت النوايا فغدا نسود

  6. للمرحوم التاجر ادم يعقوب هرون رجل الأعمال المشهور مقولة بسيطة لكنها عميقة إذ نصح ذات يوم الداعين إلى قيام دولة الزغاوة وقال لبعض المتحمسين كيف تفكرون بالخروج من فضاء أوسع للدخول فى خور ضيق فالسودان الكبير كله مفتوح أمامكم وتختارون الإنزواء فى ركن قصى وعليكم ايضا حساب الاخطار التى ستحدق بكم تشاد وليبيا اللتين ربما تلتهمان دولتكم الوليدة؟؟ هذا الكاتبب رمى بنفسه في أحضان مصر هل هى مصر هى الحضن الرؤوم فعلا..ما باله لا يحسن النظر إلى إخوته في صعيد مصر والله والله كم اسر لى بعض من التقيتهم من ابناء الصعيد بأنهم يتمنون البقاء ضمن السودان لا مصر.. تصور.. المهم من يعتقد أن له الحق فى تفتيت السودان ايا كان والله سنقاتله بغض النظر عن إنتمائه لن نكرر تجربة جنوب السودان التى لازالت علقما فى حلوقنا بفعل شياطين الأنس حداة العنصرية المتاسلمين الفجرة وذهب جنوبنا الحبيب بشعبه المليح الذكى الموهوب ..هل تريدنا يا هذا إعادة تكرار التجربة… الشمال نفسه ليس شمالا واحدا فهناك أكثر من شمال.. على أى حال نعيد ترديد ماقاله لقائد التاريخى جون قرنق ( إن الشمال ذاته اذا أراد الإنفصال فعلينا أن نقاتله ) إعيد المثل الذى ضربه الدكتور جعفر شيخ ادريس في محاضرة له بالجامعة وقال إن حادثا في الكوبرى لا يستوجب هدم الكبرى للتخلص من الحوادث ولكن ينبغى تنظيم المرور عليه ..وهكذا تكون الحكمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..