مقالات وآراء سياسية

صورة ضابط تعيسة ذكرتني بقصة حصلت لي حكاها لي واحد …

خليل محمد سليمان

 

صورة الملازم اول التابع للقوات المسلحة وهو يقف متربعاً ذراعيه متفرجاً علي قتل الثوار السلميين خير دليل علي ان ظهرنا بات مكشوفاً بلا جيش وطني عقيدته حماية الوطن ، وصون كرامة الشعب ، وحمايته.

ذكرتني هذه الصورة آخر الاحداث التي كانت سبباً لأن اكون ضمن كشوفات الصالح العام اللعينة لتصفية القوات المسلحة ، وتحقيق رغبات الكيزان ، وامانيهم الشاذة ، والعاطلة، فهذا شرف لا ادعيه ، حيث قمت بواجب اقسمت عليه.

في نهار رمضاني في ١٩٩٧ كنت قائداً لمحطة توتال برتبة الملازم اول ، والتي تقع جنوب بور ، إذا بي استيقظ علي صوت عربة تعبر المحطة من الشمال الي الجنوب ، حيث مدرسة مليك الثانوية التي اصبحت مأوى للعدد من المجزومين ، وابناءهم .

بعد ان عرفت ان العربة مدنية، بالطبع غير مسموح لأي إنسان عبور المحطة في إتجاه الجنوب حتي قائد المنطقة ، دون علمنا في حدود المسؤولية في القيادة.

امرت الافراد بإعتراض العربة عند عودتها لنعرف ما الاسباب ، والدوافع التي ادت الي كسر قواعد التعليمات المستديمة في المنطقة بشكل عام ، والمحطة بوجه الخصوص.

من كان يقود العربة مساعد يتبع للأمن العام ، ومعه عدد ثلاثة افراد علي ظهرها ، وبها عدد من الشباب “الجنوبيين” تم ربطهم بالحبال من ايديهم، وارجلهم ملقيين علي بطونهم.

عندما سألت المساعد الذي لم ينصاع الي التعليمات العسكرية ذكر انه يعمل لأجل الامن ، ويعمل وفق تعليمات عليا ، وهؤلاء طابور خامس .

للأسف كنت اعرفهم فرداً فرداً إنهم شباب يقومون علي خدمة اقاربهم المجزومين ، لا صلة لهم بالحرب ، او المتمردين .

ملحوظة : كان يتم إعدام الطابور الخامس بتخديره ، وربط طوبة بلوك علي صدره ، ثم يُلقى في النيل، فكنت واثق ان مصير هؤلاء الشباب سيكون بهذه الطريقة.

القيادة كانت علي علم بذلك ، ولكن “اكل العيش”.

الطبيعي عندما لم ينصاع من يرتدي الزي العسكري للأوامر يُجبر عليها بالقوة ، فأمرت بربط المساعد بالحبال ، ومن معه ، وحررت الشباب ليذهبوا حيث اتوا بهم .

هذه رواية مختصرة كتبت عنها بالتفصيل سابقاً ، فتمت إدانة المساعد لمخالفته التعليمات ، وامرت قيادة بور بتشكيل محكمة ميدان لمحاكمته.

في ليلة المحاكمة واثناء إنعقاد المحكمة اتت إشارة من القائد الخرطم بوقف المحاكمة.

حيث رفض نافع ، وابراهيم شمس الدين محاكمة المساعد ، فهذه القضية ادت الي رأي عام غاضب ، كاد ان يفجر الوضع في منطقة بور .

لقتل القضية تم تغيير القائد علي عجل ، فكانت الطامة بأن إستلم القائد الجديد إشارة سري ، وشخصي من القائد الخرطوم “القائد العام” تفيد بأنني اعمل ضد الدولة ، واساعد الطابور الخامس ، واسيئ للمجاهدين ، واقوم بضربهم ، واذكر ابراهيم شمس الدين بالفاظ بذيئة.

المهم في الامر الإشارة عبارة عن ورقة كاملة كغير عادة الجيش في الإختصار حيث تم ذكر عدد من الضباط كنا كخلية نعمل ضد الدولة وتوجهاتها ، حسب الإشارة ، فكانوا جميعهم من ضباط الدفعة ٤٣ إخوتي الصغار ، وهيب احمد الامين ، وبلة عبدالرحمن ، والشهيد فيصل عابدين له الرحمة والمغفرة .

اخيراً طلبت من القائد العام إثبات التهم الواردة في إشارته ، ومحاكمتي كضابط تحت الخدمة ، او الإعتذار في حال عدم ثبوت هذه التهم.

الاكيد كانت كرامة الماجن المخلوع ، وكبرياءه الزائف يمنعه من الإعتذار ، فكان الاسهل الإحالة الي المعاش بموجب إستقالة ذكرت فيها كل ما حدث ، وبينت ان الشرف ، والامانة تمنعني من العمل تحت قيادة تعتبرني متمرد ، واعمل ضدها  فلا تمتلك دليلاً لتأخذ حقها ، وليست لديها الإرادة في الإعتذار عن خطأ جسيم في حقي كضابط في القوات المسلحة.

اخيراً ..

اردت من هذه القصة ان اذكر اخوتي ، وابنائي الضباط ، والجنود التاريخ لا يرحم ، فخذوا العبرة من الماجن المخلوع ، وبئس المصير حيث كراهية الشعب ، والناس اجمعين .

إتخذ الموقف الذي يشرفك ويرضي ضميرك “الارزاق بيد الله” .

قسماً بالله بعد الإحالة ، والتضيق الذي تعرضت له كنت احصل علي ثمن طلب القراصة بالرايب في السوق العربي بشق الانفس ، فبرغم ذلك كنت سعيداً لم ، ولم اتأطئ رأسي ، او انكسر ، فإرادة الله كانت الاقوى فكفتني يقيناً فتح ابواباً لم تكن في الحسبان .

كسرة ..

ابوهاجة قال ليكم السبب في قرارات ٢٥ اكتوبر هو الإنفلات الامني الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان ..

كلام لا يستحق الرد عليه..

كسرة ، ونص ..

البرهان قال ح يطرد فولكر..

بس ناقصاك الرقصة بتاعت بشة ، وتقول ليهو انت ، والامم المتحدة تحت “مركوبي دا” .

كسرة وتلاتة ارباع ..

البرهان تذكر غباء صانعك وسيّد نعمك ، الماجن المخلوع ، قضاها رقيص ، ونطيط بطول البلاد ، وعرضها ، فراح ضحية حماقاته البلهاء غير مأسوفاً عليه تطارده اللعنات ، واورد البلاد موارد الهلاك سيذكره التاريخ لتلعنه الاجيال جيلاً بعد جيل .

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. ما سردته هو أمر شخصي تعرضت له خلال عملك مع التقدير له إلأ ان نظام الانقاذ وقتها وعلي رأسه الترابي كانت روائحه قد طفت وأزكمت الأنوف مما لا يحتاج معه الي دليل يبرر العمل تحته…

  2. يا سعادة…. انت تذكرنا… قتال ومبارزة النبلاء.. في حقب التاريخ السابقة…..وعنوانه….القتال بشرف والموت بشرف…. خالص الود والتقدير

  3. شريف أنت، و لكن سياتي الوقت الذي يقاتل فيه الشعب السوداني عصابة الباشبوزوق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..