عربي | BBC News

“تفاؤل حذر” بقرب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن بين حماس وإسرائيل

عدنان البرش- مراسل بي بي سي لشؤون غزة

ترقب كبير يسود قطاع غزة انتظاراً لما بات يبدو اتفاقاً وشيكاً بشأن وقف إطلاق النار في القطاع، بين حركة حماس وإسرائيل.

ويقول أبو أسامة نعيم (43 عاماً) وهو نازح من شمال قطاع غزة إلى جنوبه لبي بي سي: “نتابع أخبار الصفقة بكل شغف، وبانتظار كبير جداً بكل حواسنا ومشاعرنا، وننتظر إعلان وقف الحرب في كل لحظة، وفي كل ثانية”.

وأضاف نعيم “نعد اللحظات بالأنفاس لأن هذا هو ما يهمنا، لم نشهد في حياتنا، مثل ما شهدنا في هذه الحرب. ما شاهدناه مرير وصعب، ونرجو الله أن يفرجها وهذا اللحظات انتظرناها منذ أكثر من عام وثلاثة شهور”.

وتمنى نعيم “أن يتحقق (الاتفاق) عاجلاً وتمضي تلك الساعات على خير، ويا رب نستطيع أن نبني من جديد بيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا التي تدمرت، ونستكمل حياتنا”.

ومن جهته يقول محمد الزعانين (40 عاماً) وهو نازح من بيت حانون شمالي قطاع غزة إلى مخيم دير البلح وسط القطاع لبي بي سي: “نتابع أخبار الهدنة بشكل حثيث، لأننا بحاجة عاجلة لأن تقف الحرب ونعود إلى منازلنا”.

ويروي الزعانين بالقول: “أنا صار لي خمسة عشر شهراً نازحاً من الشمال، ونعيش في خيام بالية، وفي ظل البرد وغياب كل مقومات الحياة، الخيام عبارة عن نايلون، والأمور إن شاء الله تمشي”.

وعند سؤاله عن أول فعل سيقوم به عند الإعلان عن وقف الحرب قال الزعانين: “سأتواصل مع إخوتي في الشمال، وأطلب منهم الاطمئنان على البيت، إذا ما لا يزال قائماً أم لا. يكفي ما حدث، فغزة مُحيت من على الخريطة. عانينا بما فيه الكفاية، لا طعام ولا شراب ولا دواء ولا كهرباء، وتفشت أمراض كثيرة، بجانب الجوع.. لا أستطيع شرح كل ما عانيناه في تلك الحرب”.

أما علاء صالح (42 عاماً) وهو نازح من الشمال فقال لبي بي سي: “نتابع الأخبار عن كثب، وننتظر إعلان الهدنة وموعد دخول الاتفاق (المرتقب) حيز التنفيذ وهذا يعني لنا الكثير.. إن شاء الله تتحقق (الهدنة) وتكون هناك حلول سريعة وتدخل البضائع والمساعدات ونعود إلى الشمال”.

وأضاف صالح: “سنذهب لتفقد أماكن بيوتنا السابقة، رغم علمي بأن بيتي دُمِر كلياً، لكن أود أن أراه وأرى ما تبقى منه، وما تركته خلفي من مقتنيات.. نريد هدنة نهائية دون رجعة للحرب، التي أخذت منّا الكثير. أخذت أحبابنا وأغلى الناس علينا، وأصدقاءنا والأقرباء، (وجلبت الحرب) كثيراً من المتاعب والمجاعة والبرد والأمراض”.

وبدوره قال غازي العالول، وهو واحد ممن أجبرتهم الحرب على النزوح من شمالي قطاع غزة كذلك خلال حديثه لبي بي سي: “نتابع بأمل كبير أخبار الهدنة، تعبنا كثيراً من الحرب، وآن الأوان أن تنتهي بأي شكل من الأشكال. قدمنا الكثير من التضحيات، ومررنا بظروف صعبة بشدة، من نزوح مستمر وعمليات قتل”.

وعبّر صالح عن تعبه وحاجته للراحة لكنه قال أيضاً :”نحن متفائلون كثيراً هذه المرة، وإن شاء الله تتم على خير خلال الساعات القادمة، هدفنا الآن هو العودة للشمال وإعادة بناء حياتنا ولملمة جراحنا، ومحاولة البدء من جديد رغم الفقدان والدمار الكبير”.

عدد من سكان قطاع غزة تركوا منازلهم ولجأوا إلى مدينة دير البلح في القطاع.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، عدد من سكان قطاع غزة تركوا منازلهم ولجأوا إلى مدينة دير البلح في القطاع.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..