أجبني أيها الشيطان ..!

حياة الإنسان على قِصر خُطاها الأفقية مهما طالت سنوات المسيرة فيها ، لكن ما يجعل إتساعها العمودي بلا حدود هو أن يمتليء فضاؤها بأنفاس الأمل التي تكون الطاقة الدافعة في حث الخطى ليكون المسير متفتحاً بالخضرة كحافز للوصول الى هدف ما ، وإلا تكون الحياة قد أهدرها من يعشها على غير ما أراد الله له أن يكون أداة تعمير للدنيا بالعطاء والتواصل الإنساني عابراً الى آخرته فوق جسر الإيمان بالله الذي يصل به الى يوم الموقف العظيم ليسأل فيما أنفق عمره وهنا تتولاه رحمة المولى الواسعة التي تقدّر في ميزان عدالة الخالق سبحانه تعالى إن كان من أهل الجنة أو من أهل النار!
ولكن ماذا نقول في حكام سرقوا إسم الله ليحكموا البشر المساكين دون وجه حق وبمزاجية تفسيرهم لمضامين رسالاته السماوية التي تحض على الفضائل والتعايش بين البشر وحتى إحترام حقوق الحيوانات والشجر في الحياة الكريمة والتعاطي معها وفق الضرورات والضوابط التي رسمتها تعاليم تلك الرسالات في كتبها المقدسة !
وماذا يمكن للدمع أن يرسم من صور الأسى التي يذرفها من أعين ترى جماعات الجهل الديني وهي تزهق أرواح البشر كما الجراد وقد نصبت ذاتها دون تفويض من إله رحيم بعباده أو أمة تريد من يحكمها ان يستمد عدالته ورحمته بها من عدالة ورحمة السماء لا التغول باسمها على حق الناس في أن يؤمنوا أو يكفروا !
أى شيطان هذا الذي يحكم عالم اليوم ؟
هو سؤال أخشى أن ينتفض حياله الشيطان محتجاً ، بأنه لا يستطيع أن يفعل ما يراه على شاشات التلفاز من بشاعة وقسوة تجز الرقاب دون رافة قد تتنزل حتى في قلوب و أنياب الضواري وهي تفترس ضحيتها لا تمزيقاً بحقٍد وتشفي وإنما لتاكل ولتحيا فقط كما أرادت لها طبيعة الغابة أن تتصارع للبقاء وفق موازانات حكمة الله لها في الإفناء و الفناء من أجل إستمرار دورة الحياة !
فهل ما نراه الآن أننا تحولنا فعلا الى كائنات غابات فقدنا فيها نعمة العقل لنتجرد عن إنسانيتنا بنقمة فقدانه التي تجعل الحيوان يقتل بالغريزة وليس بالتفكير !
أى عالم هذا الذي يتلاشى فيه الأمل بغدٍ ولو كان إشراقه خافتاًٍ ، نستشرفه كنقطة ضوءٍ في آخر نفق عالم اليوم المدلهم ، بظلم الحاكم لمن يركب على ظهورهم وهو يقودهم بلجام إدعاء القداسة في مكان ، أو يضرب على جنوبهم بمهماز القوة في موضع آخر ، أو يلهب مؤخراتهم بسياط التسلط وتحقيق المصالح الذاتية وهو يقودهم الى مصير مجهول بلا ماء أو زاد أو كرامة !
أجبني ايها الشيطان ، فإن كنت الفاعل ، لعناك وتعوذنا منك عسى أن يزيحك الله عن طريق مسيرتنا لتمضي حياتنا في سلامٍ كما تمناها لنا الحق وبشر بها أنبياؤه ورسله و حفظها في متون ذكره عن كل تحريف وتحوير !
وإما إن أنت تبرأت من كل ما يحيق بنا وماثلٍ الآن في عالم اليوم وتحديدا ً في مربع إقليمنا المحيط البائس ، فيكون المتهم ، هو أنفسنا الأمارة بالسوء وهنا لا نملك إلا أن نرفع أكفنا بعد أن ننظفها من دماء آثامنا بأن يغفر لنا و ينير قلوبنا و يرد لنا نعمة العقل لنحكم ذاتنا بأنفاس رحمته ونجتنب قطع الأرزاق عن بعضنا بدعوى تفضيل الله للبعض عن البعض فيها تزيفاً بلوي ذراع الفرضية بلسان الكذب ، ومن ثم نضع سيوف التعدي على بعضنا بعيداً عن نطوع جز الرقاب البشرية التي حرم الله قطعها الإ بالحق المعلوم ، لا بسواعد الجهل التي قد يتبرأ من فعلها الشيطان وقد يعتذر إن هو فعلها !
فأجبني ايها الشيطان !
bargawibargawi@yahoo,com

تعليق واحد

  1. قد يصدق الشيطان مرة معك ويخبرك إنه الذي فعل ذلك !!!! ومن حقك أن تسأل الشيطان ولكن هل إستفدت من السؤال والإجابة ؟؟؟
    يااااااااا برقاوي إبحر في ما وراء الحدث فكل هذه الأفعال التي يقشعر منها البدن هي نتيجة لفتاوي الصادرة من رجال دين وضعناهم في لحظة ما فوق الجميع بدئاً بالقرضاوي ومرورا بالحويني لنصل للترابي
    القرضاوي أوقف الجهاد في غزة وحوله لقتل مسلمي سوريا والحويني خرج علينا بسبي النساء وبيعهن الترابي جمع كل تلك المعاصي وصهرها وشكل منها الإنقاذ . يا برقاوي مشكلتنا لم تبدأ الأن بل بدأت منذ أن تم إختيار الخليفة الأول وتقاتل المسلمون وكلٍ يفتي بقتل الأخر وعلماء السلطا ماضون في غيهم ليحتفظ السلطان بالكرسي وأتوا بأحاديث سجلت بعد مئتي عام وظللنا لا نعرف أيها الصحيح وأيها غير صحيح وأطلقنا إسم إسرائيليات علي بعض الحديث مع أن الذين سجلوها مسلمون ولكن لا تحزن فإن الأزهر الشريف قد بدأ جاداً للتعامل مع هذه الفوضي وبمباركة السعودية . وقيباً جداً ستري الشيطان مهزوماً .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..