كذبة أمنية دفعت الرئيس التونسي للهرب ولم يحمل معه حتى ملابسه.. إقامة بن علي في السعودية ستكون لأشهر قليلة

قال مصدر أمني تونسي إن الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، غادر بلاده فجأة وعلى وجه السرعة بعد اجتماع استمع خلاله لتقرير شفهي من مدير الأمن الرئاسي، الجنرال علي السرياطي، الذي يؤكد المصدر أنه خدع بن علي وغرر به وأقنعه في الاجتماع بمغادرة البلاد فورا بحجة أن هجوما يستهدف القصر "فاستعجل المغادرة خشية على حياته" وفق تعبير المصدر الذي طلب من "العربية.نت" عدم ذكر اسمه.

وكشف المصدر أن زين العابدين بن علي لم يغادر تونس مستقيلا من منصبه كرئيس للجمهورية، كما أشيع، وإلا لكان أصدر بيانا متلفزا، أو مكتوبا وممهورا بتوقيعه، أو ما شابه، يشرح فيه الأسباب ويذاع بعد سفره.

وذكر أن الرئيس التونسي السابق ظهر على التلفزيون قبل ليلة من مغادرته تونس باكرا صباح الجمعة الماضي، فعبر عن حزنه لما تشهده البلاد وأسف لاستخدام الشرطة القوة المهلكة ضد المتظاهرين وأعلن عن نيته عدم ترشحه لولاية جديدة بعد 3 سنوات ومنح الاعلام حرية كاملة وقرر التحقيق بالفساد "وهذا ما يؤكد رغبته في الاستمرار، لا بالاستقالة والمغادرة".

وتابع المصدر قائلا: "بما أن الرئيس بن علي غادر مؤقتا بناء على تقرير الجنرال السرياطي فإنه من غير المعقول أن يسلم منصب الرئاسة لرئيس وزرائه، محمد الغنوشي، بحسب ما زعم الغنوشي فيما بعد". وقال إن زين العابدين بن علي "ربما لم يدرك حقيقة ماجرى إلا بعد وصوله إلى جدة، أو ربما وهو في الطائرة، عندها اكتشف خطة مدير الأمن الرئاسي" وفق تعبيره.

وفسر المصدر خطة الجنرال علي السرياطي، الذي اعتقلته وحدة من الجيش التونسي فيما بعد، بأنها كانت انقلابا أعده ودبره للاستيلاء على الحكم لنفسه، مستغلا الفوضى التي سادت البلاد "لكن الجيش كان له بالمرصاد" كما قال.
توقعات بمغادرته السعودية أوائل الصيف

ومن المقدر أن الرئيس التونسي السابق ربما لم ينم في الساعات التي أعقبت إلقاء خطابه المتلفز الأخير واستماعه إلى "نصيحة" الجنرال السرياطي ليلة الخميس الماضي بضرورة الخروج من البلاد ريثما تهدأ الأوضاع، فغادر على عجل ولم يرافقه إلا اثنان من أبنائه الستة وزوجته وشقيقتها و 6 من مرافقيه "ولم يحمل معه أي أغراض خاصة، إلى درجة أنه ركب الطائرة حتى من دون ملابس إضافية" كما قال، وهي معلومة تنفي ما نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية أمس الاثنين من أن زوجة بن علي حملت معها 1500 كيلوغراما من احتياطي الذهب المودع في البنك المركزي التونسي، إلى جانب أن مصدرا بالبنك نفسه نفى الخبر أيضا.

وهناك معلومات تناقلتها بعض المصادر منذ أمس، وملخصها أن إقامة زين العابدين بن علي لن تطول في السعودية، سوى إلى أوائل الصيف المقبل على الأكثر، حيث يقيم الآن في جدة ومعه زوجته ليلى طرابلسي، وابنه الأصغر منها، وهو الذكر الوحيد بين أبنائه واسمه محمد (6 سنوات) وكذلك ابنته الصغرى حليمة، وعمرها 18 سنة، إضافة إلى إحدى شقيقات زوجته، ومن معهم من مرافقين.

وهناك شائعات سرت بأن نسرين (25 عاما) ابنة زين العابدين بن علي وزوجة صخر الماطري قد سافرت في 11 من الشهر الجاري إلى مونتريال، أما بنات الرئيس التونسي السابق من نعيمة الكافي، وهي زوجته الأولى التي اقترن بها قبل 46 سنة، فلا أحد يعرف مكانهن الآن، وهن: غزوة، المتزوجة من رجل الأعمال، سليم زروق، ودرصاف المتزوجة من رجل الأعمال والرياضي، سليم شيبوب (اعتقلوه يحاول الهرب برفقة الجنرال السرياطي) ثم سيرين، المتزوجة من رجل الأعمال مروان مبروك.

العربية

تعليق واحد

  1. أخي الكريم القاريء أكرمك الله لاحظ الورم اللي على خد هذا الرئيس المخلوع و الذي يعبر عن زبدة أموال الغلابة التونسيين مثالهم الذي حرق نفسه !!! لكل طاغية نهاية و لله في خلقه شئون (إبن آدم لا يتعظ إلا في نفسه و العاقل من إتعظ من الآخرين)!!! حسبنا الله من كل كفار ظلوم 😉 و مبروك للشعب التونسي عقبال يخلصوا من البقية المنزوية في تلافيف الحكومة الجديدة من ذوي الخدود الورمانة .

  2. المشكلة أنو التور بتاع السودان مافي دولة حتقبلوا يمشي وين يعني والله العبيط قبيل ماحسب حساباته صاح لو كان عنده ذرة عقل كان نفد بي جلده بعدم ترشحه في إنتخابات الخج وكان الأمريكان وجدوا له دولة تعطيه حق اللجوء السياسي وخرج بي حريموا من غير أن يعرف الشعب في ذلك الوقت التسعة مليارات التي إختلسها المتخلف تحت ستار تعبده وزهده

  3. بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    النفاق الأمريكي والرياء العربي
    شبكة البصرة
    محمد العماري
    إن لدى جميع الادارات الأمريكية، بدون إستثنا طبعاء عادة راسخة وإسلوب عمل ثابت وإستراتيجية لا تتغيّر على مرّ الزمن الا وهي التخلّي الفوري عن الحكام العملاء خصوصا في المنطقة العربية ودول العالم الثالث الأخرى، وكأنهم مواد مصنّعة إنتهت صلاحيتها وفقدت مفعولها وما عادت تنفع حتى الحيوانات. لكن عندما تبدأ موجات الغضب الشعبي وألسنة نيران الانتفاصة تحاصر قصر يكتاتور ما وحاشيته الفاسدة، تخرج علينا الادارة الأمريكية، ومعها حكّام الغرب المنافقون بتصريحات تنم عن زيف ورياء ونفاق سافر حول "حقّ الشعب" في إختيار قادتها. بعد أن تمّ شطب هذ الحق ولعشرات السنين من قاموس السياسية الأمريكية والأوروبية.
    وحين أدركت الادارة الأمريكية أن سفينة الديكتاتور التونسي زين العابدين بن على آخذة في الانحدار نحو الأعماق تحت هدير أمواج الحناجر الهادرة والقبضات المرفوعة بعزم وإصرار وتحدي لملايين التونسيين، خرج علينا الناطق باسم إدارة باراك حسين أوباما ليقول، بعد تأخر دام حوالي ربع قرن بان "من حق الشعب التونسي إختيار قادته". لكن هذا الشعب العريق بحضارته ووطنيته وكرامة أبنائه لم يخطر أبدا على بال الادارة ألأمريكية وحكومات أوروبا "المتحضرة" عندما كانت ديكتاتوريتة بن عالي وزبانيته تعيث فسادا ونهبا وإذلالا وقتلا بابناء تونس الشرفاء، وحوّلت البلاد وخيراتها الى مِلكيّة خاصة لحفنة من اللصوص والفاسدين ومصاصي دماء وقوت الشعب، يترأسهم بن على شخصيا.
    لقد أثبتت الأيام القليلة الماضية، ونحن ما زلنا في بداية طريق الثورة التونسية، أن صبر الشعب التونسي تجاوز صبر أيوب وتعدى كل حدود وقيود، وتحمّل ما لا يُطاق في ظل نظام فاسق وفاسد وهرِم إستخدم جميع الوسائل والسُبل، طبعا بمباركة ودعم وسكوت أمريكا والغرب عموما، في قمع وإذلال شعبه الأبيّ، وحرمه من كلّ شيء له علاقة بالكرامة البشرية والحياة الكريمة. حتى أصبح رغبف الخبز بالنسبة للكثير من التونسيين هدفا بعيد المنال، كأنه حلم غير قابل للتحقيق، بينما راحت الحسابات البنكية والمصالح التجارية للرئيس الديكتاتور وبطانته تتضخّم وتتراكم وتزداد إتساعا في الداخل والخارج.
    لم يحرّك الغرب "المتحضّر"ساكنا، ليس في تونس التي حكمها الدكتاتور بن على بالحديد والنار وأفقر وأذلّ شعبها لربع قرن، وإنما في معظم الدول العربية الأخرى. بل سرعان ما كان يوجّه أصابع الاتهام الى شعوب باكملها فتوصف بابشع الأوصاف لأنها تجرّأت وطالبت بقليل من الكثير الذي ينتظرها باعتباره حقّا من الحقوق المكفولة لها في قوانين الأرض والسماء. وفي كثير من الأحيان، بل في أغلبها، يكون الدور الأمريكي الأوروبي الداعم بكل السبل والوسائل، بما فيها وسائل القمع والتعذيب والاذلال، لحاكم جائر أو لديكتاتور فاسد، دورا أساسيا وملموسا في منع حصول أي تغيير نحو الأحسن. فكلّ شيء، بالنسبة لأمريكا والغرب، على ما يُرام طالما إن الحاكم – الديكتاتور – العربي يحافظ على مصالح أسياده في الغرب ويتفانى من أجلها.
    وعن الانتفاضة التونسية المجيدة لا يختلف رأي غالبية الحكام العرب، الذين أصيبوا بالرعب من هول المفاجأة، عن رأي أرباب نعمتهم في الغرب. فما أن شعروا بان مزبلة التاريخ فتحت أبوابها على مصراعيها لاستقبال زميلهم الديكتاتور بن على، حتى بدأوا يرددون في أحاديثهم عبارات ومصطلحات غابت عن أذهانهم لمدة ربع قرن. بالضبط كما خرج على ألسنة الساسة الأمريكان والأوروبيين. عبارات مثل "حق الشعب التونسي" أو "إنتخابات حرّة" أو جملتهم الأثيرة التالية "إحترام أرادة الشعب التونسي" وغيرها من العبارات التي لم نسمعها منهم على الاطلاق عندما كانوا يعانقون وبقبّلون ويستقبلون بالأحضان دكتاتور تونس وسارق قوت شعبها، زين العابدين بن على.
    إن جميع الحكّام العرب، خصوصا أولئك الذين دوّخوا العالم وملأوه زعيقا وصراخا بثوريتهم المزعومة وخطبهم النارية، إنكروا على الشعب التونسي لعقود طويلة، كما أنكروا على شعوبهم، أي حقّ في المطالبة، ولو بالكلام الهاديء البسيط، بحياة كريمة أفضل ولقمة خبز لا تأتي مغمّسة بالدموع والدماء والحسرات. وكانوا جميعا، أي الحكام العرب يتمنّون، لأنهم شركاء في جريمة واحدة، أن تبقى شعوبهم نائمة الى ما لا نهاية في كهف من الجهل والخوف واللامبالاة حتى تبقى عروشهم عامرة آمنة مضمونة الى يوم الحشر لأولادهم وأحفادهم والمقرّبين جدا منهم.
    لكن الشعب التونسي البطل، الذي قدّم التضحيات والشهداء وعانى الأمرين لأكثر من عقدين على يد ديكتاتوره أسوء العابدين بن على، أبى ورفض أن"يعش أبد الدهر بين الحُفر". وما عاد "يتهيّب صعود الجبال"أو أبنية الوزارات الأمنية التابعة للديكتاتور بن على أو مواجهة الرصاص الغادر بصدور عارية الاّ بالايمان الراسخ والارادة الصلبة والتفاني من أجل حقّ مشروع. فقد إستلهم شعب تونس الأبيّ وتشبّعت كل جوارحه وعواطفه بقول شاعره الكبير أبو القاسم الشابي:
    إذا الشعبُ يوما أرادَ الحياة – فلا بدّ أن يستجيبَ القدر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..