ضاعت بلادكم وضاقت معيشتكم ياقوم

نـور ونــار
ضاعت بلادكم وضاقت معيشتكم ياقوم
م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]
وأخيرا نعي الرئيس وحدة البلاد الي غير رجعة بالتساهل والتساهيل التي صارت مرافقة له في خطبه ولقاءاته الجماهيرية التي تبدو للمشاهد لها بأن سلطته علي الأقليم المنفصل قد غابت عنه وتلاشت وصار الرئيس في وضع المستدر لعطف النخبة في بذل العروض التي جاءت متأخرة جدا علها تساهم في أستدرار وحدة الجنوبيين عن عزمهم الأكيد في الحرية والأنفصال .
أراني في مقالي لاأستثني أحدا من المسؤلية فالكل مدان أمام محكمة التاريخ التي تشهد عليها الأجيال المتلاحقة في المحاكمة والأدانة هناك حيث تسفر الرؤية تماما وتنجلي الأحداث حينها سيعرف المستخبي من الأمور والمتواري وتبان الحقيقة المجردة وتكتمل الصورة وتتوافر الأدلة حينها سيجرم الجاني ويبرأ البرئ فلا توجد منطقة وسطي ولكني أري الكل مدانا في تلك المحكمة المستقبلية التي حتما سيتساوي فيها الجميع في فشلهم الزريع في المحافظة علي وحدة البلاد وحماية الصحن الصيني الذي بان شرخه ودوي صوت طقه وكسره.
والرئيس يستقبل الأمر بهدوء مريب وترحيب عجيب ويجعل من التهنئة بالأنفصال فوق نصب سرادق العزاء وأستقبال المعزين بموت وحدة البلاد وغيابها الي الأبد وأعتراف الرئيس بالأقليم المنفصل يفتح الباب واسعا أمام العديد من الأسئلة التي كانت صعبة في حينها ولكنها اليوم أضحت متاحة للسائلين ولكن لابد من الأجابة القاطعة هل أنفصل الجنوب مبكرا ومنذ متي ضاعت سلطة الرئيس علي الأقليم وسلفاكير يطمئن الرئيس بأن زيارة الأقليم مفتوحة له الآن وبعد الأستفتاء وكأن الرئيس قد أستأذن في الزيارة ولم يقم بها الأ بعد بعث التطمينات له بأمكانية ألقاء نظرة الوداع وربما تكون الزيارة الأخيرة ولكنها كانت بأذن وأستئذان .
وأستغرب جدا من معارضتنا البائسة وأري تهديدها تزرؤه الرياح بأنها ستطيح بالنظام فور وقوع الأنفصال وماتجدي الأطاحة وماتنفع المعارضة حينها والبلاد قد أنقسمت وهل تعيد المعارضة حينها اللبن المسكوب أم تستمر في عملية التقسيم للبلاد أخري بأعطاء حقوق تقرير المصير لقوميات أخري أعتقد أن المعارضة قد فشلت في الأنتخابات وأحرزت صفرا كبيرا لايبرره التزوير وأنما يجبره الأعتزار بالعجز والتقصير والآن تسقط أخري وهي تتبني أسقاط النظام بالقوة وتراهن علي الشعب ولكن غاية المعارضة تبقي في السلطة وليست في الأحتراز من الأمر المرتقب ماذا لو وضعت المعارضة غايتها في الأطاحة بالنظام قبل موعد الأستفتاء وتكوين حكومة قومية ولكن المعارضة تسقط في فخ الرؤي العجوزة سنا التي قد لاتصلح لواقع السياسة الشبابي الذي يحتاج الي فهم رؤي الشارع بنفسياته ومزاجه التي قد تجعله ينفعل مع قضايا البلاد وواقعه المعيشي ولكن المعارضة تمهل النظام الي بعد ضياع البلاد وتري في التهديد والوعيد وسيلة لتخويف الحكومة ولؤي يدها .
دعت الحكومة المعارضة للمشاركة في قضايا مصير البلاد ولكن أعتزار المعارضة تبرره في أيجاز بأنها تنأي بنفسها عن لعنة الأجيال ومحاكمة التاريخ والأن أضحي الأمر سواءا في تحمل المسؤلية التاريخية فالحكومة بشجاعتها المتهورة والمعارضة بأعتزارها الساذج الذي لم يراعي الظروف واللحظة وأنما كان التفكير في التاريخ والتاريخ لايبنيه ولايصنعه أصحاب الأيادي المترددة التي لاتقوي أياديهم المرتعشه علي بنائه وتعميره .
ضاعت البلاد وضاقت معيشة العباد فالأنفصال لم يأخذ مجراه في أقتسام البلاد ورحيلها وأنما حلت موجة الغلاء للضروريات وأزدادت رسوم الخدمات وصارت عرضة تماما لسطوة التجار و سياسة تحرير الأسواق والشعب المكتوي ببتر جزء من جسمه أنتقلت حمي الفزع والهلع من القادم الي أطرافه فأصابت الجسم بالشلل التام فصار لايحس بالمفأجات فكل الأخبار صارت سيان مهما نالت منه ومن معيشتها بعد بتر جزء منه لم تعد تنفعه المسكنات ولا تحميش المعارضة له بالصياح والصراخ والخروج الي الشارع ولكنه أخلد الي السكون والهدوء وموت القلب والشعور ..
وبين نعي الرئيس ومحاولة المعارضة الأستيلاء علي الوطن المنكوب تبرز معالم الأشياء واضحة في التقصير في المسؤليات والتهرب منها بدواعي الخوف الساذج من التاريخ وأجياله فلعنة التاريخ لاتستثني أحدا في ذلك التقصير البائن الذي بات الكل شاهدا عليه فالدولة الواحدة التي بذل الجميع نفوسهم رخيصة في عرصاتها وماتوا وهم يتركون الوصية علي شواهد قبورهم الطاهرة بالوحدة والتوحد ينعيها ذات الرئيس ومن نفس الأرض- وشواهد القبور ماثلة تنظر مندهشة – بالترحيب العجيب بالأنفصال الشريف وبسيادة الدولة الجديدة .
نفس سياسة جووع كلبك يتبعك