نقص الكتاب المدرسي يهدد العام الدراسي بالفشل

أولياء أمور: عجزنا عن شراء الكتب لارتفاع أسعارها
تحقيق – نسيبة فرحان
اشتكت مجموعة من أولياء الأمور، ومعلمون من عدم توفر الكتاب المدرسي في المدارس الحكومية والخاصة، مع ارتفاع أسعاره في المكتبات التجارية. وانتقدت مجموعة أخرى من أصحاب المكتبات تغير المنهج مرتين في أعوام متقاربة، مما انعكس سلباً على طباعة الكتاب المدرسي، وعمل على عدم توفره في المدارس. على الرغم عن ذلك، حذرت وزارة التربية والتعليم من الاتجاه للحصول عليه من المكتبات التي تشتري من المطابع التجارية، مما يعد تخبطاً واضحاً منها، قال معلمون إنه سينعكس سلباً على تحصيل التلاميذ.. (الديمقراطي) في المساحة التالية تعكس أبعاد القضية.
تقصير الوزارة
اشتكت مجموعة من أولياء الأمور والطلاب، من عدم توفر الكتاب المدرسي في المدارس من قبل وزارة التربية والتعليم كما كان في السابق، بسبب طباعة نسخ محدودة لا تكفي احتياجات المدارس. يقول الطالب عبد المنعم حسن: “أدرس في مدرسة حكومية بالمرحلة المتوسطة، لم توفر إدارة المدرسة كل احتياجات الطلاب من الكتب، تم توفير عدد 4 كتب لكل طالب من جملة 8 كتب، واتجهت إدارة المدرسة لتوفير كتاب واحد لعدد 4 طلاب بنظام الاشتراك”. وأكد أن أسرته لا تستطيع شراء الكتب المطلوبة بسبب غلاء أسعارها، أضاف: “نعتمد على الحصص فقط، ولا نملك مرجعيات للمذاكرة”.
معلمة: (4) طلاب أمام كتاب واحد.. ومطالبات بدعم مدخلات الطباعة
ارتفاع أسعار
في ذات السياق، أكد عدد من أولياء الأمور عدم مقدرتهم على توفير بعض الكتب الدراسية لأبنائهم بسبب الظروف الاقتصادية ومحدودية دخولهم. يقول عادل عثمان: “لدي 4 من الأبناء يدرسون في مرحلتي الأساس والمتوسط بمدارس حكومية، لم توفر لهم مدارسهم كل احتياجاتهم من الكتب المدرسية. لا أستطيع شراء الكتب من السوق بسبب ارتفاع أسعارها، وبسبب عجز الوزارة عن توفيرها”. أضاف منتقداً الوزارة: “تحذر الوزارة الطلاب من الحصول على الكتب من المكتبات، يضعنا هذا – كأولياء أمور – بين عدم القدرة المادية وعجز الوزارة”.
في المكتبات
ذكر أصحاب المكتبات أن هنالك إقبالاً ضعيفاً على شراء الكتب من قبل بعض أولياء الأمور، بسبب الأوضاع الاقتصادية بصورة عامة. يقول عاطف علي، صاحب مكتبة بسوق الكلاكلة اللفة: “يكون الإقبال كبيراً للسؤال حول أسعار الكتب، ومن بين كل 10 أشخاص 3 فقط يشترون الكتب”. وعن مصدر حصول أصحاب المكتبات على الكتب، يوضح عاطف بقوله: “نشتريها من بعض المطابع في السوق العربي، ومطابع في سوق أم درمان. وبالرغم من أن بيع الكتب يدر علينا- كأصحاب مكتبات- دخلاً، لكننا ضد تغيير المنهج بصورة متكررة من قبل الوزارة”، ويضيف: “لا يعقل أنه يتم تغيير المنهج خلال عامين مرتين، ذلك يعمل على إدخال المطابع والمكتبات في خسائر كبيرة”، ووصف ذلك بالتخبط الإداري للمسؤولين. وعن أسعار الكتب، ذكر أن أسعارها تتراوح ما بين (1000 – 2500) جنيه، وطالب بضرورة دعم مدخلات طباعة الكتاب.
غياب الكتاب يعني ضعف التحصيل
عدم توفر الكتب
تقول (ن)، وكيلة إحدى المدارس الحكومية في منطقة مايو جنوب الخرطوم، إن العدد الأكبر من الطلاب يدرسون في المدارس الحكومية، في ظل أوضاع اقتصادية متردية لا تسمح بتوفير وجبة الفطور لـ (70%) منهم. أضافت: “من أكبر التحديات التي تواجهنا عدم توفر الكتاب المدرسي، وحالياً مضى أكثر من شهر على بداية العام الدراسي. لدينا عدد 1600 طالبة لم يتحصلن على كل الكتب الدراسية لبعض المواد، حصلنا على 40 نسخة فقط من كتاب مادة الرياضيات للصف الخامس لعدد 180 طالبة”.
تابعت: “أما بالنسبة للصف السادس أساس، فلم نستلم أي كتاب لأي مادة من المواد المقررة. الصف السادس مرحلة مفصلية للانتقال إلى المرحلة المتوسطة، وكان واجباً على الوزارة التعامل بصورة جادة مع الموضوع، وتلتزم بتوفير الكتاب المدرسي”.
وأوضحت (ن) أن مدرستها تضم صفين من المرحلة المتوسطة، لم توفر لهما الوزارة أي نسخة من المقرر. وقالت مناشدة وزارة التربية والتعليم: “نطالب بالإسراع لمعالجة العجز في توفير الكتاب المدرسي، على الوزارة أن تقوم بمسؤولياتها بصورة أفضل”.
المدارس الخاصة
شكا عدد من المعلمين في المدارس الخاصة من عدم توفر الكتاب المدرسي، وعزوا ذلك لتغيير المنهج من قبل وزارة التربية. وحذروا من أن يترتب على ذلك ضعف في تحصيل الطلاب يعود بنتائج سلبية على العملية التعليمية.
وزارة التربية
(الديمقراطي)، وبعد عدة محاولات امتدت لأسبوع بهدف تحديد مواعيد للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بعدم توفر الكتاب المدرسي، وعدم تجاوب المسؤولين، استفادت من تصريحات إعلامية سابقة لمدير إدارة الموارد البشرية، حول تحديات توفير الكتاب المدرسي.
مديرة مدرسة: (180) طالبة أمام (40) كتاباً
منحة محدودة
قال د. صلاح الطيب البدوي، مدير عام الموارد البشرية والمالية والخدمات والشؤون الإدارية بوزارة التربية والتعليم، ورئيس لجنة الكتاب المدرسي، في تصريحات إعلامية، إنه عقب إعادة السلم التعليمي السابق إلى (12) سنة موزعة على المرحلة التعليمية الأولى، والتي كانت تعرف بالأساس، والتي قسمت إلى: المرحلة الابتدائية (6) أعوام، تليها المرحلة المتوسطة (3) أعوام، والمرحلة الثانوية (3) أعوام. أضاف: “في الأعوام السابقة، كانت الوزارة تقوم بطباعة كتب المرحلة الابتدائية في دولة الهند لكل من الصف الثاني والخامس، بمنحة من البنك الدولي فيما يعرف بمشروع تقوية الأساس”. تابع: “هذه الكتب تم توزيعها في المدارس الحكومية فقط، وكانت الإشكالية في كيفية حصول المدارس الخاصة على نسخ منها”. وأبان أن الوزارة تعمل على طباعة الكتاب بغرض توفيره للمدارس الخاصة، مشيراً إلى أن كتاب التربية الإسلامية لكل من الصف الأول وحتى السادس لم يطبع في الهند، وستتم طباعته في البلاد، هذا بالإضافة إلى كتاب التاريخ للصف السادس. وأكد على اكتمال طباعة كتاب المرحلة الابتدائية، حيث تم التعاقد مع مطابع معينة لطباعة كتب المرحلة المتوسطة الصف الأول والثاني، وتوجد كمية مقدرة من الكتب للصف الأول. وأشار إلى أنه تمت تغذية الولايات التي كانت تعاني من عجز في السنة السابقة، وتحصلت على حصتها المتبقية. وقال د. صلاح الطيب، إن طباعة كتاب الصف الثاني متوسط بدأت بخطى قوية وثابتة، خاصة بعد تكوين لجنة بواسطة وزير التربية والتعليم، الحوري. أضاف: “عملنا مع اللجنة على تثبيت وتحديد المنهج بتنسيق وإشراف إدارة المناهج للصف الثاني، وفي 20 يوليو تم استلام كل المنهج من المركز القومي لمناهج البحث التربوي بخت الرضا. وفقاً لذلك، تم التعاقد مع المطابع الآتية: مطبعة البرير، مصحف أفريقيا، الدولية، الحاسوب، أحمد محمد صالح، الزعيم الأزهري، بينت تيك مرافي. تم التعاقد معها بواسطة وزارة المالية، وتمت الموافقة على طباعة عدد كبير من الكتب، وقد تمت تجزئة المبلغ الخاص بالطباعة إلى 4 أقساط. وسيتم استلام الدفعة الأولى، وقد تم استلام وتدشين كتب الصف الثاني لعدد 10 مواد، تم توزيعها على معظم ولايات السودان بنسب محفوظة وعادلة (عدد طلاب الولاية على عدد طلاب الصف الثاني متوسط في كل السودان). وتم التوزيع على كل من: ولايات دارفور الخمس، ونهر النيل، والبحر الأحمر، والنيل الأزرق، وغرب وجنوب كردفان”.
وأوضح أن الهدف من ذلك التوزيع هو بدء التقويم للعام الدراسي في السودان في يوم واحد، وقال: “عمدت الوزارة على توفير عدد من الكتب في كل ولاية، هدف الوزارة هو كتاب لكل طالب هذا العام، لكنها نظراً لأعداد الطلاب الكبيرة فسوف يتحقق توفير الكتب على مراحل”. وعن الكتب الإلكترونية أشار د. صلاح إلى أنه يجب الاعتماد على الكتب التي خرجت من تلك المطابع المحددة سابقة الذكر، وحذر من اقتناء الكتب المطبوعة في المطابع التجارية الأخرى، بما فيها الكتاب الإلكتروني. وأكد أن كتاب الصف الثاني تمت مراجعته بواسطة المركز، وطبع في المطابع المذكورة. وناشد دكتور صلاح أولياء الأمور وأصحاب المدارس الخاصة بضرورة حصولهم على الكتاب من الوزارة لضمان الجودة والمنهج، كما أوضح أن الوزارة ألزمت المطابع على وضع شعارها.
وعن المواد التي تمت طباعتها بالمناهج بالرغم من إلغائها، ذكر أنه تم إرسال نشرات إلى المدارس لوقف تدريسها، وذلك بناء على توصية من إدارة المناهج والبحث التربوي. وقال: “وضعت خطة منهج الصف الثالث، وأمَّن عليها المركز القومي لإدارة المناهج وتدريب المعلمين”، مبيناً أن المركز القومي عمد على تطوير وتدريب المعلم. من ناحية أخرى، أكد د. صلاح إدراج مقرر المتوسط للعلوم التقنية والتكنولوجيا ليتم تدريسه نظرياً وليس عملياً.
الديمقراطي