عبد الحفيظ بابكر: رواياتي تواجه مصير مجهول.. حكايات لم تنشر

الخرطوم – مي عز الدين
كتابة الرواية والقصة القصيرة تعد من الأشياء المهمة التي تمارس في كل دول العالم، حيث يقوم القاص بسردها بطريقة بديعة ومثيرة كي يستفيد منها القارئ، وعبد الحفيظ بابكر الرشيد أحد الذين يمتلكون تلك الموهبة، وقد ألف العديد من الكتب الروائية الأدبية والمسرحية، بدأ ذلك في العام (1984)م، وكان حينها يقيم بإحدى دول الخليج، عاد إلى الوطن هذا العام وشرع في تطوير قدراته.
درس في مدرسة الكوة الأولية ثم القطينة الوسطى، ونال بعدها دبلوم التجارة من كلية التجارة الأهلية بأم درمان، وذلك في عام (1969)م، عمل في مصلحة البريد والبرق منذ (1960) وحتى (1990)م، وانتدب في تلك الفترة إلى المملكة العربية السعودية، وقضى فيها عشرة أعوام بدأت في العام (1980)، وانتهت في (1990)م، ومنذ ذلك الوقت وحتى عودته كان وجوده في المملكة بتعاقد شخصي.
بداية الرحلة
بدأت رحلت عبد الحفيظ الأدبية بالقصة القصيرة رغم الظروف التي كانت حجر عثرة في طريقه الأدبي، الأمر الذي وصم بدايته بالفشل، ولا سيما أنها كانت أياماً عصيبة شهدت عدم استقرار نفسي وأسري، قال في ذلك: “كل الظروف وقفت ضدي في ذلك الوقت، توفي والدي وقُبر في البقيع، وبعد غربة سبع سنوات فاجأتني زوجتي بطلب الطلاق، فضلاً على بعض المشكلات هنا وهناك مع إخوتي غير الأشقاء، فكنت في حالة نفسية يرثى لها، حيث تحولت إلى هيكل عظمي يمشي على رجلين، وحينها تلبستني روح شريرة جراء الغدر والخيانة التي تعرضت لها، ولم يكن أمامي سوى هدم كل ما بنيت”. وتابع: فقدت كل شيء، حياتي ومدخرات غربتي، وجلست فوق سطح سفينتي كاللص يبحث عن طوق نجاة.
الكتابة أو الجنون
تزوج عبد الحفيظ من امرأة أخرى وصفها في حديثه “كأنها بقايا صحابيات”، سندته ودعمت فكرته أكد ذلك حينما قال: “بعد أن تزوجت للمرة الثانية بدأت تعشعش في رأسي، أفكار جهنمية، وموضوعات وحشية حمستني للرجوع للكتابة، ولاسيما أنني تزوجت بأخرى تعمل (معلمة)، فهمتني وتفهمت حاجاتي، وكأنها من بقايا الصحابيات، وقفت بجانبي ساعدتني وأخذت بيدي حتى خرجت من تلك الأجواء، تحديت نفسي وبدأت الكتابة التي عشقتها بجنون، وكان إما أن أكتب أو أجن”.
روايات عديدة
كتبت القصة القصيرة وعدد من الروايات منها: (الأنا وإلا أنا)، (لماذا كل هذا؟)، (الغربة امرأة)، (السقوط)، أما في المسرح فقد كتبت (مأساة آل النصح)، (تداعيات للشمس والريح والمطر)، (زهور البلاستيك)، وجدت تلك الراويات عدداً من الإشادات، أول إشادة تلقيتها من الأستاذ قاسم أبو زيد حينما قال: “كتاباتك بمستوى كتابات الماجستير”، وأيضا الشقيقان الدكتور أبو القاسم ومحمد قور عندما أقرا بأنها تستحق أن تكتب بالإنجليزية.
ضياع الكتابات
بالرغم من الكتابة المجودة والمسبوكة بدقة إلا أن تلك الروايات تواجه بمصير مجهول في ظل عدم طبعتها ومن ثم نشرها فإن مصير تلك الرويات الضياع، هكذا أضاف عبدالحفيظ عندما قال: “واجهتني ولا زالت تواجهني ظروف تمنعني من طباعتها رغم إجازتها من قبل المصنفات الأدبية، ولهث وراءها متنفذين لطباعتها لكن ذلك فشل، وأخشى أن يأتيني الموت ويضيع ما كتبت ويندثر، ونصبح سوياً نسياً منسيا، لذا أستسمح أن تجد كتاباتي يد العون كي أستطيع طباعتها”. وأضاف: جاء في الأثر “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” و”من لا يرحم لا يرحم”.
اليوم التالي



