لماذا رحل ود بدر من مشروع الجزيرة ..؟!ا

لماذا رحل ود بدر من مشروع الجزيرة ..؟!

تقرير /هاشم عبد الفتاح
[email protected]

لماذا تخلي الشريف احمد عمر بدر من عرش رئاسة مجلس ادارة مشروع الجزيرة ؟ او بالاحري ماهي الاسباب الحقيقية التي دفعت بالشريف الي خارج المنظومة المتحكمة في مصير كتلة سكانية لا يستهان بها من المزارعين يمثلون القوي الحقيقية والفاعلة بالجزيرة ؟ ولان هذه الاستقالة لها ما بعدها وتاثيراتها المباشرة علي واقع اقل ما يقال عنه انه ماذوم بكل مكونات الفشل والعجز الاداري فانه يمكن ربط الاستقالة بثلاث جبهات اساسية ضغطت بقوة في الاتجاه الذي لاخيار سواه وهو ان يترجل الشريف في هذا الظرف الزماني والمكاني واولي هذه الجبهات ان الشريف بدر نفسه كان قد اطلق قبل اسابيع قليلة تصريحات غريبة ومريبة وغير مفهومة لدي حلفائه في ادارة المشروع وذلك حينما تحدث عن ضغوط عليا فرضت عليه للمضي قدما في اتجاه انفاذ قانون 2005 لمشروع الجزيرة “المثير للجدل” دون الاكتراس للاصوات والتيارات الرافضة ولكن ربما كانت هذه القضية هي المحطة الاولي التي حركت دواخل الشريف وجعلته يفكر بشكل جدي في الرحيل والاستجابة لقطاع كبير من ابناء الجزيرة من الذين لايرون خيرا في استمرار سياسة القانون الجديد وبالتالي رفض الصيغة الادارية والسياسية التي تدير مشروع الجزيرة بلا ادني معايير الادارة وبلا تفويض كما تقول الاصوات المناوئة
اما الجبهة الثانية هي طبيعة الظرف او التوقيت فالاستقالة جاءت وكانها متزامنة مع قضية الفساد الذي تتحدث عنه بعض الصحف بشركة الاقطان وبشكل مثير اذعج الحكومة قبل ان يحدث زلزلة “وربكة ” داخل ادارة المشروع فالذي يجري داخل الاقطان لا يمكن النظر اليه بمعزل عن الاجواء العامة بالمشروع خصوصا ان هناك رابط عضوي بين الشركة والمشروع وهي علاقة يمكن فهمها في سياق علاقة وشراكة الاذرع المعنية بانفاذ برامج ومشروعات النهضة الزراعية ولهذا عجل الشريف بالخروج والايحاء بانه “شريف” ولا علاقة لة بما يثار من شبهة فساد او خلل اداري او ربما يريد ان يبعث برسالة للقيادة العليا بانه غير راض عن الاوضاع بمشروع الجزيرة وبطبيعة الحالة يريد ان ينائ بنفسه عن تداعيات هجمة البحث عن مفسدين .
اما الجبهة الثالثة والاخيرة التي جعلت استقالة الشريف ممكنة ومبررة هي الجبهة التي ينشط فيها تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل فالهجوم والانتقادات والحرب السياسية والاعلامية التي اشعلها قانون 2005 بين مكونات التحالف ودارة مشروع الجزيرة كان لابد لها ان تصل الي نهاية وان يفلح احد الطرفين في اقناع الاخر بسقوط وفشل سياساته اوطريقته او بطلان مفاهيمه واعتقاداته وحتي الان لايبدو ان ادارة الشريف بدر لم تقدم من المبررات ما يقنع جماعة التحالف بسلامة السياسات الادارية في انقاذ المشروع من الانهيار وفي ظل هذا الانهيار تذايدت حدة الهجوم والانتقاد ليس من التحالف فحسب ولكن من كل الجهات والجبهات السياسية التي تقف علي رصيف الحكومة وتحاول كشف الاخفاقات وجوانب الخلل وتبق قضية الاستقالة ودوافعها واسرارها قائمة وربما الشريف وحدة الذي بامكانه فك الشفرة ويبين مالذي دعاه للرحيل .! .
وفي اول رد فعل في سياق المدافعات التي احدثتها استقالة الشريف قال الاستاذ احمد النور بحر المتحدث باسم تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل انهم لا يغفرون للشريف انتهاكاته التي ارتكبها في حق المزارعين وحرمانه لحقوقهم المشروعة حسب قوله واضاف بحر في حديثه “للانتباهة” : كان يجب علي الشريف الوقوف في صف المزارعين ومحاربة الفساد ولكنه علي حد تعبيره كان يقود مجلسا ضبابيا تابع للحكومة ولا يمثل المزارعين وربط بحر استقالة الشريف بكل ما يجري في شركة الاقطان وبالخلافات الحقيقية بية مجلس الادارة ومدير عام المشروع غير ان العاقب موسي ابراهيم احد قيادات المزارعين بمحلية المناقل وصف استقالة الشريف بدر من مجلس ادارة مشروع الجزيرة بانه انتكاسة لقانون 2005 وقال “للانتباهة ” ان الاستقالة غير طبيعية وانه ربما هناك ضغوط عليا تعرض لها الاخ الشريف كما اكد هو في وقت سابق وان الذين رحبوا برحيل ود بدر هم اهل التحالف ولكن العاقب رجح بان التقاطعات بين المدير العام ومجلس الادارة هي التي قادت للاستقالة مشيرا الي ان هناك ابعاد وتاثيرات سالبة ستنعكس علي المشروع بسبب مغادرة الشريف .والغريب في امر الاستقالة ان الانتباهة اتصلت بالاستاذ عباس الترابي رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل قال انه قرأ الاستقالة في الصحف وان الشريف لم يخطرهم لا كتابة ولاشفاهة ورفض الحديث عن اي تفاصيل عنها وطلب من الصحيفة امهاله الي حين استجلاء الامر ومعرفة الحقيقة كاملة وحاولت الصحيفة الاتصال بالشريف ولكن المحاولة باءت بالفشل.