عصافير النيل القديم

لم أجد عنوانا يتناسب مع أهمية ما لفت نظري وعمقه وأبعاده الكبيرة سوى هذا العنوان.. بحثت كثيرا.. قبل أن أختار هذه التسمية الموحية.. فالعصافير هنا أردت بها معظم الطيور المهاجرة التي تكابد الغربة في مختلف الأصقاع والنواحي.. تسعى طلبا للعلم أو الرزق في بلاد الغير بعد أن ضاقت بهم بلادنا على اتساعها.. والنيل القديم هو ذات النيل الذي يجري بين ظهرانينا بالخير والرزق.. ولكنه في ما مضى كان يسقي قلوب الناس قبل أفواههم.. وكان يعبر الأراضي الشاسعة التي يعمرها الطيبون.. بأخلاقهم العالية.. وضمائرهم اليقظة.. وعلاقاتهم الحميمة.. وبساطتهم المريحة.. النيل القديم كان لزمان غير هذا وأناس غيرنا!!!
عصافير النيل القديم المهاجرة تعاني الأمرين كلما عاودها الحنين وحزمت حقائبها عائدة للنيل والنخيل.. ومعاناتها لا تقتصر على الإجراءات العقيمة.. ولا النقلة الحضارية التي يعيشونها بين ما كانوا فيه وما عادوا إليه من تردٍ في كل مناحي الحياة والخدمات.. وتراجع في مفاهيم الإنسانية!!
إن أزمة المغترب الحقيقية التي يعيشها إبان العودة المؤقتة أو النهائية.. طوعية كانت أو قسرية تتمثل في الصدمة العاطفية التي يتعرض لها حين يكتشف أن الصورة الذهنية الناصعة التي حملها وسافر بها للناس وشكل الحياة والعلاقات وحرص طويلا على المحافظة عليها محدثا بها كل من يعبر حياته في الاغتراب ممنيا النفس بالعودة للأحضان الحانية والقلوب الصافية والناس الطيبة النقية الصادقة والنزيهة.. هذه الصورة لم يعد لها وجود إلا في خياله المثالي وحنينه المعاود!!!
وكم من صديق أو قريب أنهى إجازته السنوية ولاذ بالفرار والعودة من حيث أتى لأنه لم يجد ما كان يتوقعه مما تركه.. لم يجد الناس تحتفي بعودة.. لم يجد التواصل الحميم (واللمة الحلوة).. ولم يجد الأمانة.. والإيثار.. والكرم!
لم يجد سوى صور متتابعة من النصب والاحتيال والبرود والمصالح التي تغلب على العلاقات.. لم يجد المودة التي تركها.. والكبار بوقارهم والصغار ببراءتهم.. والحشمة والأدب والحياء..!!
وجد المجتمع السوداني قد تحول لمسخ مشوه لا هو في تمام تحضره.. ولا منتهي بساطته.. فقد تحول إلى مزيج مقزز من كل هذا وذاك.. يسيطر عليه الجهل والمرض والفقر.. ويتحكمون في مؤشراته الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والاقتصادية والإنسانية..
وجدوا سودانا لا يعرفونه.. ولا يمت للملاذ الذي ظلوا يدخرونه للزمن وجوره بصله.. ولا عاد هو الواحة والمتكأ والمكان المثالي للحب والسكن.. لم يعد النموذج الأمثل للنقاء والحياة الفطرية الكريمة.. تحول لبلاد طاردة.. يدور أهلها في فلك العوز والضنك والقهر والعجز.. ولا يلوح بريق الأمل في سمائها.. ولا تتسع أجواؤها لعودة العصافير.. فالنيل القديم ما عاد عذبا ولا يجري بالحياة!!!!
تلويح:
عصافيرنا الجميلة تغرد في بساتين الغير.. وحتى عصافير الداخل يراودها حلم الهجرة.. وزغب الحواصل يحزمون حقائبهم وغاية أمنياتهم تأشيرة خروج ربما بلا عودة!!
اليوم التالي
كل الذي ذكرته الكاتبة من بؤس وإحباط وضياع إلخ صحيح
والجميع يعرفون هذه الحقيقة المؤسـفة المؤلمة التي لا تحتاج الى شرح…
لكن الكاتبة لم تذكر أي شئ عن المتسـبب في الانتكاس والضـياع الذي صـير هذا البلد المترامي الاطراف في خبر كان..
الذين تركوا اهله الطيبين المسالمين اكثر الناس بؤسا وشـقاء!!
لا أعرف ان كانت لها مصلحة او علاقة بهذا النظام التافه الخبيث..
على كل الاحوال هي امرأة جبانة والعياذ بالله..
ما هو السبب في كل ما ذكرتيه؟؟
لماذا تغير الوضع الي هذه الدرجة من السوء؟؟
لماذا انهيار القيم هذا ؟؟
انت تعرفين الاجوبة لكل التساؤلات …؟؟
هل كنا هكذا قبل حكومة المؤتمر الوطني ؟؟
عجز هذا التنظيم الدولي عن تقديم الفكر السليم لحل كل المعضلات ..
وعاش غريبا بين الناس ومات في النفوس ..
ان كنت تملكين شجاعة الصحافي المحترف الحقة وتخافين الله حقا ويهمك امر هذا الشعب فقولي لهم وبالصوت العالي اذهبوا لقد فشلتم ..اذهبوا ايها الاخوان المسلمين .. اذهبوا يا حكام المؤتمر الوطني ..
لقد اضعتم البلاد ..
هل تقدرين ؟؟
بالمناسبة في ناس كتار بقولوا عليك انك مؤتمر وطني !!
كدي ورينا الحقيقة وين ؟؟
المثقف اما ان يموت واقفا ببطش السلطة الظالمة او ان ينغمس فيها .. لك الخيار
من أين تأتين بالأوهام؟……… ليس كل الناس في السودان بهذا السواد الذي في سطورك…..
بعد أربعة أعوام من الغربة القاسية الموحشة حزمت حقائبى و ملأتها و ملأت نفسى بالشوق الجارف للوطن – و عندما وصلت و حللت لم أجد الوطن !!! و بالاصح لم أجد شيئا غير اللاشىْ — أين الوطن ؟؟؟ – و حتى النشيد الوطنى تغيرا كلماته و معانيه فصار : نحن جند الله … لكن أين الوطن ؟؟؟ – الاستاذة داليا – هل مازال النيل يجرى هناك؟؟ – فى الحقيقة لم تأخذنى خطواتى الى هناك لأتأكد هل مازال يجرى فى مجراه أم صار مجرا بلا نيل — و لاحول ولاقوة الابالله …
.
لا حق في الكتابة لمن لم يتخذ موقف واضح من المتسبب في هذا الانهيار
ولا صدق لمن لم ينحاز للشعب في محنته وابتلاءه الذي ابتلي به من حكم خائر وسلطان جائر .
لا قيمة لأي حرف يُكتب معبراً عن مأسي الوطن ما لم يصب هذا الحرف في قنوات العمل من اجل اسقاط نظام الإنقاذ باعتباران هذا النظام هو السبب في كل ما أصاب الفرد السوداني داخل وخارج الوطن من محن ..
.
عفواُ داليا … سيظل حرفك منافق لــ حين اشعار آخر ……!!!
.
لكم تغنينا بمووايل العودة للوطن ولكن عندما وصلنا وجدنا اننا غرباء في بلادنا ، ووجدنا من كنا نشتاق اليهم في انتظارنا لكي نعينهم على الخروج معنا وهم يتوقون الى الخروج من الوطن دون عودة …ويا للأسف …يااا لللأسف
داليا ان شاء الله تردي علينا
زار أحد الأخوان السودان بعد غياب طويل فلما رجع سألته كيف وجدت السودان؟ أجابنى بجملة واحدة ولكنها فى غاية البلاغة حيت أجابنى… لم أجداى شئ فى مكانه.ما لقيت حاجة فى محلها.