رجلات أعمال ..أم سيدات تمكين النظام ..!

أطرف ما سمعته من إبنتي وهو مصطلح أحفظ لها حتى الآن حقها الأدبي في إبتكاره على الأقل في مسامعي وكانت صغيرة في بداية المرحلةالإبتدائية أن حدثتني عن زميلة لها بالمدرسة كانت تأتي بسيارة يقودها سائق خاص .. فقلت لها الأمر عادي فلعل والدها موظف كبير أو تاجر .. فقالت لي وهي تمط شفتيها ببراءة لالا يا أمي .. يقولون أن والدتها..
( رجلة أعمال )
كان ذلك قبل عهد الإنقاذ وفي زمان لم تكن المرأة السودانية خاصة الحضرية منها ترتاد العمل التجاري إلا في مجالات محدودة و في نطاق ضيق !
الان إتسعت دائرة العمل التجاري للسيدات في بلادنا فاصبح لهن مجلس لسيدات الأعمال وهو أمر نعتز به نحن النساء طالما أن ذلك يتم بعيدا عن بؤر الفساد التي تفتحت في كل مجال و أصبح المفسدون في السوق هم القاعدة بينما الإستثاء هم الشرفاء الذين يعملون في ضيق وخنقة وسط ذلك المناخ الموبوء بالتمكين الذي جرف كثيرا من السيدات اللائي يقال أنهم الماكينة التي تدير دولاب الفساد بحيث أصبح وراء كل فاسد كبير إمرأة !
بالتأكيد لا نميل الى التعميم ولكن الجواب يكفيك عنوانه ..فالخبر الذي أوردته الراكوبة اليوم عن سيدة أعمال تعاقدت مع وزارة الزراعة الولائية بالخرطوم على شراء أراض زراعية بمبلغ أربعة عشر مليار جنية سوداني وقدمت للوزارة صكوك بنكية ارتدت على أعقابها لعدم وجود التغطية المالية المبرأة لها في حساب ( رجلة ) الأعمال الجسورة !
هوما دعاني للتساؤل في ذات براءة إبنتي الصغيرة حينها..
فإذا كانت عبارة الرجالة معناها قوة القلب و العضلات فهل تستحق تلك السيدة اللقب عن جدارة لجرأتها و مغامرتها التجارية التي قد يتوجس الرجال خيفة ويترددون الف مرة قبل الإقدام عليها !
ولكن ما يستوجب الوقوف طويلاً حقا هوليس جسارة هذه الكنداكة التي أظن أن جدتها أو حتى والدتها كانت تسهر الليالي وهواجس ديون الدلالية التي تتعاطى معها وهي لا تتجاوز ربما بضعة جنيهات تقض مضجها فكيف أتى زمانٌ تتعامل فيه الحفيدات أو بناتهن بهذا القدر من الأموال التي يشيب لحسابها الولدان ..وإنما المحير فعلاً كيف تتعامل وزارة حكومية بهذه الطريقة العشوائية و تتسلم شيكات يفترض في مثل هذه الصفقات الكبيرة أن تكون معتمدة من البنك عند إكمال تعاقدات البيع !
وإلا فإن رائحة الكوسة المحترقة لن تفوت على حاسة الأنوف التي تعودت على تلك الروائح النتنة لفضائح أهل هذا النظام .. من الرجال وهاهن السيدات يدخلن على الخط ليتكامل فساد الكيزان .. وقدوتهن السيدة الأولى مكرر والتي نقلها رئيس البلاد متعطفا على ترملها المبكر وفقرها المؤثر من ساكنة بسيطة في حي الشيطة الطرفي بالعاصمة القومية لتصبح إحدى أعتى ( رجلات ) الأعمال التي تشتري القصوروتسكنها و تتراس المنظمات المعفاة من المكوس والجمارك ..فلا غرو أن تفسد الآخريات منطلقات من المثل القائل مع التحريف الذي إقتضاه السياق ..اذا كان رب القصر بالدف ضاربا ..فشيمة نساء الجماعة و الحزب الرقصُ !

[email][email protected][/email]