الجريف شرق وأصحاب الأخدود

يقول ابن عاشور: {قتل أصحاب الأخدود} صيغته تشعر بأنه إنشاء شتم لهم، شتم خزي وغضب وهؤلاء لم يُقتلوا ففعل قُتِل ليس بخبر بل شتم نحو قوله تعالى : {قُتل الخرّاصون}وقولهم قاتله الله، إنتهى كلام إبن عاشور .

لقد قامت السلطات بحفر خندق على طول الشريط النيلي في الجريف شرق، فلا ندري هل هو على نسق (الجدار العازل) أم على نسق (أصحاب الأخدود) لحرق كل من يتجرأ على عبوره، أو الاحتجاج ضده.

ما نعلمه هو أن الأخدود تم حفره بكل مهنية ودقة وسرعة في الأداء فاقت كل الأرقام القياسية، بغية حماية المستوطنين الجدد، شذاذ الآفاق، الذين سيؤتى بهم إلى هذه الأرض المقدسة، لم يتم حفر الخندق بسلام، بل قام الأهالي بهبة ضجت لها جنبات الوحدات الأمنية، فشرعت تقصف بالبمبان ذات اليمين وذات الشمال.

اشتعل حريق في منزل أحد أبناء الجريف جراء المقذوفات التي أبدعوا في اختيارها للتنكيل بالمواطنين الآمنين، ظناً منهم أن القوة تكمن في السلطة وما دروا أن السلطة وإن طال أمدها فهي إلى زوال، فتم اقتياد ببعض أصحاب المنزل ومن هب لاطفاء الحريق للاستجواب بتهمة (محاولة إخماد حريق بمنزل).

خرج شباب الجريف بصدور عارية من أجل حماية الأرض من الغزاة، فضُربوا ونُكِّل بهم ولكنهم ما وَهنوا لا ضعفوا، وصابروا واحتسبوا، يقيناً منهم أن ليل الظلم قصير.
إن بطش أولي الأمر بالجريف كان شديد، ونسوا أن الله في سماه قد قال (إن بطش ربك لشديد، إنه هو يبدء ويعيد).

هذا الأخدود سيمنع تدفق مياه الأمطار والسيول التي تسيل ودياناً عبر الجريف إلى النيل في موسم الخريف من كافة مناطق الشرق، ولكن من يملك القرار حُرم نعمة العقل، المنطقة ببساطة في انتظار كوارث في موسم الخريف ستضاعف من بؤس أهل المنطقة وتلحق اللعنة (بأصحاب الأخدود).

ثمثل الجريف شرق اليوم قلعة من قلاع النضال من أجل استرداد الحقوق، إيماناً منها أن قيمة النضال في استمراره حتى بلوغ اهدفه وتحقيقها، دون النظر لأي خسائر في الأموال والأنفس، أو مكاسب إعلامية وضجيج لا يسمن ولا يغني من جوع.

هنالك يكون النضال الحقيقي الذي تشتم رائحته في عرق أبناء الجريف، وفي دمائهم الزكية، وفي دموع القهر والإصرار من أجل الاستمرار حتى إكتمال المسير.

انتهج أبناء الجريف شرق من خلال (خيمة الإعتصام) التي ظلت منصوبة سنين عدداً فلسفة (ساتياغراها) وهي “الإصرار على الحق” أو “قوة الحق”، وتعود جذور هذه الفلسفة إلى (المهاتما غاندي) وتركز على المقاومة اللاعنفية كوسيلة لتحقيق الأهداف، استشفوا هذا الاسلوب من عمق التاريخ الضارب وتراث الأجداد النابت في هذه الأرض المقدسة.

ولكن أصحاب الأخدود اختاروا العنف بديلاً لاغتصاب الأرض وتشريد أهلها بالقوة المفرطة والغاشمة ظناً منهم أن الأمر سيؤول لهم، ولكن أبناء الجريف ما ضعفوا وما استكانوا، إيماناً منهم أن الشجاعة صبر ساعة.

خلاصة الأمر على كل صاحب حق أن ينهض بقوة للمطالبة بحقه ومن موقعه وبالصورة التي تتناسب مع وضعه والتي تكون أكثر إيلاماً، الجريف لا تناشد أحداً بالوقوف معها لأن الكل لا محالة واقع عليه ظلم، وإنما تناشد الكل بالوقوف مع الحق، فإذا وقف كلٌ بإزاء حقه فلن يكون في مكنة الظالم الانتصار منهم جميعا في وقت واحد، فتتبدد جهوده في كافة مناطق الدولة فيحدث الانهيار.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. النظام في أضعف حالاته .. وهناً على وهن .. فهل من هبة أخيرة أو عصيان مدني أو أي شيئ يوضح أننا ما زلنا أحياء ننافح النظام.

  2. الجريف شرق ارض الاجداد حبلي بالمناضلين والنضال وابشرك اخي صديق ان نهاية الطغمة التي أتت علي الاخضر واليابس في بلادنا العزيزة سوف تكون بالجريف شرق المنهوبة من قبلهم وابطال الجريف شرق قادرين علي ان يزلزلوا الارض من تحت اقدامهم. لاسيما وان حصنهم قد تآكل وبدأ انفراط عقدهم فهاهي وزارة الخارجية قد تباكي وزيرها من فرط الفلس بعد ان زرف دموع التماسيح بعد الهروب المشين من بلاد مانديلا وسوف يتبعة الكثير من الوزراء والحال الآن ينبئك بماسوف تراه قريبا

  3. النظام في أضعف حالاته .. وهناً على وهن .. فهل من هبة أخيرة أو عصيان مدني أو أي شيئ يوضح أننا ما زلنا أحياء ننافح النظام.

  4. الجريف شرق ارض الاجداد حبلي بالمناضلين والنضال وابشرك اخي صديق ان نهاية الطغمة التي أتت علي الاخضر واليابس في بلادنا العزيزة سوف تكون بالجريف شرق المنهوبة من قبلهم وابطال الجريف شرق قادرين علي ان يزلزلوا الارض من تحت اقدامهم. لاسيما وان حصنهم قد تآكل وبدأ انفراط عقدهم فهاهي وزارة الخارجية قد تباكي وزيرها من فرط الفلس بعد ان زرف دموع التماسيح بعد الهروب المشين من بلاد مانديلا وسوف يتبعة الكثير من الوزراء والحال الآن ينبئك بماسوف تراه قريبا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..