الفلول وأوهام العودة!!

نقوش
لؤي قور
الحراك المصنوع ومدفوع الأجر الذي قام به الفلول، بتعاون تام وتسهيلات من المجلس الانقلابي، بهدف إيهام الآخرين بأن هناك انقساماً في الشارع الثوري حيال الانقلاب (فرفرة مذبوح)، تأتي من باب (تجريب المجرب)، عقب محاولات عديدة قام بها الفلول للتأكيد على ذات المعنى، إبان الحكومة الانتقالية الأولى والثانية، لكنها ذهبت جميعاً أدراج الرياح، لجهة أنها محاولة خداع مكشوفة مسبقاً، ومحكوم عليها بالفشل.
من نافلة القول، إنه لا يوجد خلاف بين كافة القوى السياسية الثورية حول ضرورة إنهاء الانقلاب، وابتعاد العسكر عن المشهد السياسي. لكن تزايد صراخ الفلول في أواخر هذا الشهر – إذ صنع لهم انقلاب البرهان لساناً وشفتين – وصل حد مغازلة (أحدهم) للجان المقاومة قائلاً: “عدونا واحد، هو الحرية والتغيير”.
يظن الفلول أن السودانيين نسوا حكم الإخوان الذي ابتدأ بتشريد العاملين تحت مسمى (الصالح العام)، والنقل التعسفي، والتعذيب داخل بيوت الأشباح، والإخفاء القسري، والإعدامات في محاكم جزافية أول عهدهم، مروراً بقانون النظام العام، وانتهاك حرمات البيوت ومساومة الحرائر، والاغتصابات داخل أقسام الشرطة، والمقار الأمنية.
يظنون أنه ونتيجة لتباين وجهات النظر بين القوى السياسية المدنية حول الحل السياسي، فإنهم قادرون على استغلال الفرصة، وإثبات أن القوى السياسية تختلف حول الانقلاب نفسه، وتنقسم في ذلك بين مؤيد ومعارض. وهو غاية ما يرجون بعد أن أعادهم الانقلاب إلى مفاصل الخدمة المدنية، وفك تجميد حساباتهم في البنوك، والتي كانت قد جمدتها لجنة تفكيك التمكين. وأعاد لهم الأصول المنهوبة، والتي تمت مصادرتها في وقت سابق.
لذا، فإن واقع الانقلاب الذي تعيشه البلاد أفضل خيار بالنسبة لهم، لأنه وفي حالة إنهاء الانقلاب بأي صورة من الصور، لن يجدوا سوى المحاسبة على ما اقترفت أيديهم في سنوات حكمهم العجاف، وإعادة تفكيك تمكينهم في مؤسسات الدولة، فهم أعداء الاستقرار السياسي في السودان، أياً كان شكله.
الفلول يصرخون كلما استشعروا بوادر حل سياسي ينهي الانقلاب، ودوا لو يعود البرهان بالسودان إلى التسعينيات التي حكم فيها الإخوان الشعب السوداني بالسياط، عله ينجح في فرض الإخوان على الناس مرة أخرى. غافلين عن أن التاريخ لا يعود للوراء، وأن الشعب السوداني الذي لفظهم ودفع في سبيل ذلك أرواحاً غالية، لا يمكن أن يقبل أن يكون الإخوان جزءاً من المشهد السياسي في الوقت الحالي.
ينظر الفلول لـ (الحرية والتغيير) كعدو رئيسي، وعقبة كؤود في طريق تحقيق أطماعهم في العودة للمشهد من جديد. باعتبار أن التحالف الذي تشكل في العام 2019، كان هو إجماع شعب السودان على الإطاحة بنظامهم في الحادي عشر من أبريل في ذلك العام. وعلى طريقة (فرق تسد) القديمة، حاولوا تفكيك ذلك التحالف، والتشكيك فيه بطرق شتى، ابتداءً من استهداف رموز الثورة بالشائعات، وصولاً لاستهدافهم بالاتهامات الباطلة عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
لكن، وعلى الرغم من خروج بعض مكونات التحالف في وقت سابق، إلا أنه حافظ على صموده في وجه كل هذه المتغيرات، وبقي كائناً في الساحة السياسية كفاعل رئيسي داعم للتحول المدني الديمقراطي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في المعادلة السياسية الحالية.
جرب الفلول المواكب المتجهة للقيادة العامة للمطالبة بتفويض الجيش، والمشاركة في حكومة الفترة الانتقالية، وكلها دعاوى باطلة، لذلك لم تجد مجيباً. كما جربوا اعتصام القصر، فلم يمنح ذلك شرعية للعسكر، ولم يفت في عضد الثوار المطالبين بإبعاد العسكر عن العملية السياسية بالكامل. واليوم يحاول الفلول أيضاً (لعل وعسى)، وفي ظل ظروف غير مواتية، يستظلون بظل انقلاب لا يغني من شمس ولا زمهرير، ويواصلون السقوط لما دون القاع وهم لا يشعرون.
لكن، يعد خروج الإخوان المصنوع ومدفوع الأجر للعلن جرس إنذار آخر، ومؤشر على ضرورة تكوين جبهة وطنية عريضة للالتفاف حول مشروع وطني موحد، والتحدث بصوت واحد من أجل استعادة المسار الانتقالي، وقطع الطريق على الفلول بإنهاء الانقلاب، تمهيداً لإعادة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو كمطلب اساسي تصدر الوثيقة الدستورية إبان تجربة الانتقال السابقة، بالإضافة لملف العدالة والعدالة الانتقالية.
إن التأخر في إنجاز مثل هذه الملفات وبالسرعة والدقة المطلوبين، هو ما أخرج الفلول اليوم وكلهم (عشم) في أن يطلوا على السطح من جديد، ولو تحت ظل انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
حفظ الله السودان وشعب السودان
الديمقراطي
يا حبيبي لوي هولاء قالوا طز في قوى الثورة الحية عندما كانوا على رأس السلطة جهارا نهار أدخلوا الشعب السوداني بحكاوي التأصيل إلى دور العبادة وهم يمسون و يصبحون في مؤسسات المال، والآن بالدس تركوا للشارع الثائر الشوارع وهم يتقلقلون في المؤسسات و النقابات بفرية القانون لتعود الدولة و مؤسساتها لهم و برضو نسمع ما عدا المؤتمر الوطني حتى في ردهات و دهاليز الأمم المتحدة أنها منتهى الغدر و المخاتلة لثورة ديسمبر و محو قيمها و تصفيرها من واقعنا حتى لو كانت حالةذهنية.
صدقت الفلول عادوا واتوهطوا في كل مرافق الدوله لله الامر من قبل ومن بعد