أخبار السودان

إثارة ملف حلايب.. هل يضر بتوافق مصر والسودان بملف النيل؟

في الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات بأن تتوحد جهود مصر والسودان في مواجهة إثيوبيا بملف مياه النيل، وأن تساند القاهرة الخرطوم في صراعها الحدودي مع أديس أبابا؛ تفجرت أزمة الخلاف حول مثلث حلايب الحدودي بين دولتي مصب النيل مجددا، ما اعتبره مراقبون توقيتا خاطئا.

الأزمة أثيرت عقب ظهور خريطة قيل إن مفوضية الاتحاد الأفريقي –مقرها في أديس أبابا- أقرتها واتبعت فيها مثلث حلايب وشلاتين الحدودي إلى مصر، ما دفع السودان للاعتراض بشدة.

وعلى مدار يومين تواصلت ردود الفعل بين غضب السودان وانتقادها مفوضية الاتحاد الأفريقي، ونفي القاهرة إرسال أية خريطة بهذا الشأن إلى الاتحاد الأفريقي، ونفي المفوضية اعتماد تلك الخريطة، لتثير ضجة سياسية وإعلامية تفتح ملف حلايب وشلاتين الخلافي والمتوتر منذ سنوات بين الجارتين العربيتين.

وفي الوقت الذي تسيطر فيه مصر على المثلث الغني بالثروات المعدنية، تطالب السودان بضمه إليها وتقدم شكوى سنوية للأمم المتحدة بهذا الشأن.

فتح هذا الملف والجدل حوله يأتي في الوقت غير المناسب لملف مياه النيل الذي تعثرت مفاوضاته، والذي قررت فيه إثيوبيا الملء الثاني للعام الثاني على التوالي لحوض السد الإثيوبي منتصف 2021، بدون اتفاق نهائي مع مصر والسودان.

ومؤخرا شهدت مواقف القاهرة والخرطوم توافقا لافتا حول أزمة المياه وفي نقاط التفاوض مع أديس أبابا، التي تخوض مواجهات عسكرية حدودية مع جارتها الجنوبية السودان، ما زاد الموقف تأزما مع إثيوبيا، وفي المقابل رفع درجة التفاهم المصري السوداني.

“أزمة صنعتها إثيوبيا”

وحول أضرار إثارة ملف حلايب الآن على توافق مصر والسودان في ملف مياه النيل، قال الخبير المصري في الشؤون الأفريقية الدكتور مصطفى الجمال إن “إثارة هذا الموضوع المثير للقلق؛ مبعثه إثيوبيا، وقوى انفصالية وأخرى معادية لمصر في السودان”.

مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، في حديثه لـ”عربي21″، أشار أيضا إلى وجود ما أسماه بـ”المواقف المائعة من السودان والإمارات؛ والحجة المطروحة أنه إذا كان السودان استعاد معظم الفشقة بسبب انشغال إثيوبيا بحرب تيغراي فهذا هو الوقت المناسب لاستعادة حلايب من مصر في وقت احتياجها للتنسيق مع السودان بملف المياه”.

ويعتقد الأكاديمي المصري المراقب للملف بأن “هذه حماقة شديدة تتجاهل الخطر الوجودي للسد”، مشددا على أنه “يجب أن تتحسب القاهرة لخذلان الخرطوم لها، أو فوضى تحدث في السودان بسبب الأزمة الاقتصادية والنزعات الانفصالية والتدخلات الخارجية، خصوصا الأمريكية”.

وبشأن ما يُمَكّن الدولتين من تجاوز هذه الأزمة للتركيز في ملف مياه النيل، أكد الجمال، في نهاية حديثه أنه “على مصر أن تستعد للتصرف وحدها كموقف احتياطي لأسوأ السيناريوهات”.

“خلط الأوراق”

من جانبه يرى مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد، أن “ما أثير عن ملف وخريطة حلايب الأيام الماضية يؤكد أن مفوضية الاتحاد الأفريقي مُسيطر عليها من إثيوبيا التي تحتضن عاصمتها أديس أبابا مقر الاتحاد الأفريقي”.

حامد، أكد في حديثه لـ”عربي21″، أن مصر ليس لها علاقة بقضية الخريطة، موضحا أن “الموضوع غير حقيقي وحتى الآن لا يعرف ما إذا كانت الخريطة تبدلت أو لم تتبدل”.

وقال إن “هدف مفوضية الاتحاد الأفريقي من إظهار هذه الخريطة في هذا التوقيت هو خلط الأوراق وإظهار أن هناك قضايا ذات أولوية للسودان مثل ملف حلايب عوضا عن ملف الفشقة والخلاف الحدودي مع إثيوبيا”.

ويعتقد الباحث المصري المهتم بهذا الملف أن “القاهرة لا ترى غضاضة في ملف حلايب، والسودان يطالب بها قبل وبعد أزمة ملف المياه والسد الإثيوبي”.

وأشار إلى أن “التنسيق بين البلدين على أعلى مستوى في الفترة الحالية؛ نعم لدى كل منهما وجهة نظر في ملفات عدة، لكن يجمعهما ملف النيل وحقوقهما فيه وحماية تلك الحقوق كدول المصب، ويرغبان في التنسيق لمواجهة الطموحات الإثيوبية المتطرفة والتي ترغب في الجور على حقوق البلدين”.

“الأهم من حلايب”

من جانبه، قال الكاتب الصحفي السوداني حسن إبراهيم، إن “ملف المياه والسد الإثيوبي يتزامن مع أزمة حكم داخلية في إثيوبيا والسودان على حد سواء”، مشيرا إلى الحرب الإثيوبية الداخلية في منطقة تيغراي، وإلى الأزمات السياسية الداخلية التي تعيشها الخرطوم الآن.

وفي حديثه لـ”عربي21″، لفت إلى أن هناك ما هو أهم بكثير من إثارة ملف حلايب وشلاتين مع مصر الآن، مؤكدا أن “مشكلة السودان الآن أكبر بكثير لأنه على شفير حرب داخلية تمزقه إلى دويلات”، مضيفا: “نحن في كارثة”.

وأشار الكاتب السوداني إلى وجود مليشيات عسكرية في الخرطوم محذرا من أن تتحول العاصمة السودانية إلى حالة صراع داخلي مثل ما شهدته بيروت في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، أو مونروفيا عاصمة ليبيريا بداية تسعينيات القرن الماضي، أو مقديشو عاصمة الصومال، لافتا إلى أن هذا الأمر أخطر بكثير من ملف حلايب.

“أداة إثارة الخلاف”

ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني وائل علي نصر الدين، أن “هناك استخداما من إثيوبيا للاتحاد الأفريقي لعمل فتنة بين مصر والسودان”، موضحا أنه “ليست هذه المرة الأولى لمصر أو للسودان التي يرسل فيها كلاهما خريطته للاتحاد الأفريقي، لكن هذه المرة قوى أمنية إثيوبية هي التي أعلنت عن خريطة مصر”.

عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب السودان، في حديثه لـ”عربي21″، حمّل القاهرة جزءا من المسؤولية مضيفا أنه “ما كان لها أن ترسل الخريطة للاتحاد الأفريقي، وكان عليها في إطار إغلاق الملفات مع السودان أن تنهي ملف حلايب باتفاق واضح بالتحكيم الدولي أو بالمفاوضات، لأن حلايب الأداة التي تستخدمها إثيوبيا لإثارة الخلاف بين البلدين”.

ويعتقد أنه “يجب التحرك في ثلاثة مسارات: الأول إنهاء جميع الخلافات ما يفتح طريقا للتعاون الاقتصادي وحل أزمة حلايب، وثانيا التنسيق الأمني والسياسي، وثالثا عمل رؤية موحدة حول سد النهضة”.

وأكد أن “مصر تفكر في قضية المياه بينما السودان يركز في أمان السد، ولا بد من اتفاق بينهما لممارسة الضغط على إثيوبيا في ظل رفع إدارة جو بايدن الأمريكية عقوبات سلفه دونالد ترامب عن سد النهضة”.

نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا ظهور هذا الخريطة الآن استفزازا للسودان ضد مصر في هذا التوقيت المتأزم.

الاتحاد الأفريقي يستفز السودان ضد مصر… يصدر خريطة تعتبر (حلايب) و(شلاتين) تابعة لمصر.التساؤل غير البريء هنا: ماذا يريد المسمى”الاتحاد”الإفريقي من هذه الحركة الاستفزازية!؟ولماذا في هذا التوقيت المتأزم أصلا ؟!!
برأيي”الاتحاد”بريء كونه موظف ينفذ أوامر مشغله فتشوا عن الجاني الحقيقي

عربي 21

‫3 تعليقات

  1. لا اشك في وجود تحالف بين مصر واثيوبيا مقابل مساندة اثيوبيا للنظام المصري داخليا باظهاره نشط و مؤثر في الاحداث الجارية في الفشقة عبر تصريحات الخارجية الاثيوبية المتكررة بوجود طرف ثالث ومصر مامؤرة من الولايات المتحدة بتقليل حدة التوتر مع اثيوبيا وفق صفقة خبيثة تستهدف النفوذ الصيني في عاصمة الدبلوماسية الافريقية بضرب الحليف الوفي للصين وهم التقراي
    استعادة السودان للفشقة يشغل الراي العام الاثيوبي عن مجاذر تقراي وعودة الامهرة للسيطرة مجددا
    اذا فهي صفقة تكسب فيها كل انظمة الحكم في الدول الثلاث لتحقيق اهداف امريكية استراتيجية في المنطقة

  2. مساحة مثلث حلايب المحتل تساوي ثمانية آلاف ميل مربع وهي ضعف مساحة دولة لبنان يا سعادة البرهان . والأنظمة المصرية علي أختلاف ميولها تتفق علي عدم مبدأ دخول المفاوضات مع السودان لحل مشكلة حلايب لأنها تدرك ضعف حجتها. وهي تحاول الان ان تحرق الاراضي السودانية من خلال جر السودان لخوض حرب بالوكالة وهي التي تحتل مئات أضعاف منطقة الفشقة من الاراضي السودانية . أحتلال رسمي من خلال رفع العلم المصري علي المثلث وأعتقال أي سوداني يدخل المثلث من غير إذن مسبق. وآلان أصبحت مصر من بين الدول المنتجة والمصدرة للذهب المنتج من المثلث . يجب علي السودان أن يحاول حلحلة مشاكله الحدودية مع دول الجوار عن طريق الحوار الان توجد مشاكل حدود مع عدة دول ومن بيها دولة جنوب السودان . هذا أمر طبيعي ولكن الأمر الغير طبيعي هو موقف مصر التي ترفض حتي مبداء التفاوض. بعكس أثيوبيا ودولة جنوب السودان التي تؤمن بالتفاوض من أجل حل مشاكل الحدود.

  3. خطوة متوقعة من اولاد بمبا عمرهم ما وقفوا مع الشعب السوداني واكلنا الطعم … شوف بالله الحرب مع اثيوبيا على الابواب وشوف بالله دخلو ا علينا في وقت صعب … كما كنا نقول لا تامن شر المصريين ولا تصدقهم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..