لجنة الوساطة الإفريقية للسودان ومسلسل المحاولات غير المجدية

محجوب محمد صالح
على مدى ثمانية أعوام ظلت اللجنة رفيعة المستوى التي شكَّلها الاتحاد الإفريقي تسعى للوصول إلى حلول لمشاكل وأزمات السودان الداخلية التي أدت إلى نزاعات داخلية ذات طبيعة دموية ظلت تحصد الأرواح وتدمر المرافق على مدى عقود من الزمان، ووصف الاتحاد الإفريقي اللجنة بأنها (رفيعة المستوى) لأنه شكَّلها من رؤساء دول إفريقية سابقين بحسبان أنهم اكتسبوا خبرة في التعامل مع النزاعات الدموية التي تذخر بها القارة وعهد برئاستها إلى رئيس جنوب إفريقيا السابق تابو أمبيكي، وظلت هذه اللجنة تحاول دون نجاح إحداث اختراق في أي من القضايا التي تعاملت معها لأنها جزأت القضايا ولم تتعامل معها كأزمة واحدة؛ فهي ركزت في المبتدأ على أزمة دارفور، ولما استعصت عليها نفضت يدها عنها وتركت الأمر لمنبر الدوحة، وآثرت أن تحصر جهودها في العلاقات الشمالية الجنوبية وعملت على التوصل إلى تسعة اتفاقات تحكم العلاقة بين الشمال والجنوب، ولكن تلك الاتفاقات لم تحدث أي تقدم في العلاقات الثنائية، ويجري الآن تحريكها لا لأسباب استراتيجية ولا لقناعة بتعاون بعيد المدى ولكن لمقاصد تكتيكية من كلا الطرفين بسبب التحديات الداخلية التي يواجهها كل منهما سواء على الصعيد الأمني أو الصعيد الاقتصادي؛ ولذلك لا يعدو هذا الحراك أن يكون ضرباً من المناورات الوقتية.
وبعد أزمة علاقة الدولتين انصرفت اللجنة نحو ملف الحرب في دارفور والولايتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان) والسعي لإحداث التحول الديمقراطي عبر حوار تفاوضي، ولكنها وجدت نفسها تدور في حلقة مفرغه لأنها منذ البداية تبنت أسلوب تجزئة الأزمة السودانية والنظر لكل قضية بشكل منفصل دون أن تتعامل مع القضايا الفرعية كجزء من أزمة شاملة لها تجلياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مصحوبة بفشل في تأسيس نظام حكم يستوعب التنوع السوداني، ويقيم دولة ديمقراطية مبرأة من النزعات الشمولية والاستبداد والانفراد بالقرار وتهميش الآخرين، والآن يبدو أن اللجنة قررت أن تواصل عملها عبر عملية (ترقيع) تهدف إلى البحث عن تفاهمات شكلية لتجاوز عقبات مشروع الحوار الوطني الذي تعول عليه في العودة إلى مفهوم (الحل الشامل) الذي حادت عنه في الماضي، ولكن المنهج الجديد يتسم بالخلل الواضح لأنه يسعى لتجاوز الأزمة عبر الهروب منها إلى الأمام وتبني أسلوب عمل لا يلتزم بقرارات مجلس السلم الإفريقي ومجلس الأمن الدولي وكلاهما دعا إلى حوار تمهيدي بمشاركة كل القوى السياسية الفاعلة في السودان ينعقد في مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا ليرسم مسار الحوار الوطني الشامل ولكن الحكومة رفضت تماماً.
اللجنة تريد الآن أن تختصر كل القوى السودانية في الداخل على تنوعها (في حزب الأمة القومي) وتأمل في أن تقبل كل القوى (بتفويضه) لتمثيلها وهي تدرك تماما صعوبة الحصول على هذا التفويض ولكنها تفعل ذلك في محاولة لإرضاء الحكومة التي ترفض تماماً إجراء حوار تمهيدي مع القوى السياسية الداخلية خارج السودان مع استعدادها للحديث فقط مع ممثلي الحركات المسلحة وحزب الأمة -بحجة أن رئيسه يقيم الآن خارج السودان? حول قضية وقف الحرب.
هذا هو الأساس الذي تقوم عليه دعوة اللجنة لاجتماع في أديس أبابا منتصف الشهر المقبل، وهي تعتزم توجيه الدعوة إلى الجانب الحكومي من ناحية وإلى المعارضة المسلحة ممثلة في حركتين من حركات دارفور (العدل والمساواة وجناح منى مناوي) وقطاع الشمال من الحركة الشعبية? وحزب الأمة من بين كل القوى السياسية المعارضة على أمل أن تعتبر هذا اللقاء هو (المؤتمر التحضيري) أو ?على الأقل? اللقاء الذي يمهد للحوار التحضيري ?أي أن الفكرة وراءه هي الالتفاف حول القرار الإفريقي المدعوم دولياً حول الحوار التحضيري ولا نحسب أن هذا المسعى سينجح وسينضم إلى قائمة طويلة من اللقاءات غير المثمرة التي عقدتها اللجنة مع أطراف الصراع.
العرب
الموضوع اصبح اكل عيش للجميع الحكوكة السودانية واجراء المجتمع الدولي وسماسرته ولابد من البحث عن (محلل) لما يقومو به من اكل اموال الناس بالباطل..؟؟..
المنطق يقول.. ان كل القوى المعارضة..السياسية والمسلحة يجب ان تكون في طرف واحد..والمؤتمر الوطني”النظام الحاكم وحلفاؤه في الطرف المقابل.. اذا كان الطرفان متفقين على حلحلة المشكل السوداني بكل تجرد وبعيدا عن المصالح الحزبيةوالشخصيةكما يدعيان..بل ماساة الوطن كهدف.. فأين تكمن المشكلة؟؟
** المعارضة بمكوناتها تتبنى الحل الشامل الذي يعرف النظام مآلاته السالبة عليه..والنظام وحلفائه يصروا على تجزئة الحلول التي تعرف المعارضة مآلاتها السالبة على الوطن.. واللجنة رفيعة المستوى ولم اقل (فاقدة القرار) ماسكة العصاية من النص!!!
الوساطه الافريقيه لم ولن تفيد السودان في شئ بل قد تضرر منها السودان ومزقت وحدته بسببها واصبح دولتان فاشلتان ومرر صفقة المؤتمر الوطني بالشمال والحركه الشعبيه بالجنوب بتمزيق وحدة البلاد على ان يكونا على سدة الحكم بديلا للتحول الديمقراطي الذي نصت عليه المشئومه نيفاشا ولكن كان الخاسر الاكبر هو شمال السودان الذي اضنى شعبه بالضرائب والجبايات والاتاوات من استخراج النفط السوداني وتسويقه عبر اسوأ شريك في العالم حيث استفادت الصين من البترول ولم يستفد السودان من البترول شيئا منذ تصديره في 1999م وحتى ذهابه لدولة جنوب لسودان الوليده في 2011م .
اما وقد انتهى حوار الوثبه ولم يعد يجدي التعويل على الوساطه الافريقيه ولم يتبق الا ان يتقدم اليها اهل السودان بالشكر على جهودها ويطوي صفحتها الى الابد.
وبذلك اصبح لا بد من الدور الاوربي وان يعقد حوار قومي سوداني جامع وشامل تحت رعاية ووساطة الاتحاد الاوربي والامم المتحده وامريكا لتقديم العون والسند للفرقاء السودانيين في حوارهم للخروج بدستور دائم وحكومة حوار انتقاليه بوضع انتقالي ديمقراطي كامل والترتيب لانتخابات رئاسيه وبرلمانيه مبكره بمعايير حقيقيه وشفافيه تامه
وداعا الاتحاد الافريقي
راي في هذه اللجنة من ثلاثة نقاط
النقطة الاولي
هذه اللجنة اعتقد ان التسمية الصحيحة هي اللجنة الافريقية الوضيعة المستوي وهم كما في بلادهم سيكون اهم هدف لهم استمرارية هذه اللجنة لان حوافزها بالدولار وفنادقها من ذوي النجوم الخمسة
النقطة الثانية
شكلت هذه اللجنة من دول افريقية معروفة بفشلهافي كل شيء دون حضور من دول لها نفوذ سياسي او اقتصادي او حتي عسكري.
النقطة الثالثة
هذه اللجنة ليست لديها اسنان ماذا ب فاعل اذا رفض طرف من الاطراف الاتفاقية او عرقلهاولم نسمع من هذه اللجنة حتي صوت لوم تجاه اي طرف طيلة الثمانية السنوات ناهيك ان مؤتمرات صحفية دورية ونشرات توضيحية لاصحاب الشان ولا سقف زمني بل مناورات مستمرة سخيفة (يفقع الاكباد فقط)
بدلا عن القاء اللوم على لجنة الوساطة الافريقية علينا ان نلقى اللوم على انفسنا حكومة ومعارضة وحركات مسلحة.وذلك للفشل الذريع لجميع هذه الجهات فى توفير ارادة صادقة وحقيقية لايجاد حلول لمشكلات البلاد.ان الاصل فى لجان الوساطة ان تعمل على تقريب وجهات النظر فى النقاط الخلافية.شريطة توفر رغبة وارادة لدى الاطراف المتنازعة للوصول لحل لكن الواقع ان جميع الاطراف المتنازعة تعمل لتحقيق كسب سياسى لمصلحتها هى فقط دون اى مراعاة لمصالح البلاد والعباد .هذا هو سبب الفشل وليست لجنة الوساطة الافريقية.انه امر محزن ان نفشل فى الحل ولكن المحزن اكثر ان نحمل اسباب الفشل للجان الوساطة.