الاثار على قارعة الطريق ياهيئة!!!!

يقول حميد فى رائعته «ست الدار».. علماء آثار.. فضلت في آثار!!
ما خموها الجونا قبلكم شن خلولنا بلا حجار
٭ القت السلطات القبض على محام بحوزته مجموعة من الآثار ذكرت اوصافها واسماءها متهمة اياه بالاتجار فيها، خاصة انه ضبط متلبساً.. ولكن
الآثار السودانية قبل هذا التاريخ غادرت الخرطوم الى نواح متفرقة من العالم، وكتب كثير من العارفين والخابرين والعالمين ببواطن الارض وسطحها عن رحلات طويلة الى اقاصى الدنيا قطعتها «آثارنا» واستقرت فى منازل بعضهم ومنتجعاتهم بعد ان وجدوها فى سوق الله اكبر، بينما عثر عليها بعض آخر بنفسه «الأمارة بالسوء» داخل الوطن ومن مراقدها الاصلية التى تستريح فيها فالتقطوها وعبرت البحار وسافرت!!
٭ لم يكن ذلك صدفة ابداً فللحوائط اذان وللناس ألسن، فلقد سرت الشائعات بجانب الحقائق تماماً، فدفعت البعض الى شد الرحال للامكنة المذكورة لرؤية التماثيل على ارض الواقع، وفعلاً جاء الكثيرون ودخلوا عبر «نفاجات» مفتوحة حتى بلغوا المقصد فازدادوا عجباً، وتحركت رغباتهم المكبوتة علناً تجاه الامتلاك للصغير والكبير مما رأت الاعين وأدهشت البنان الذى عجز عن تسطير كلمة على الورق المصاحب، فاكتفى بافراد «الخرائط» شاملة البحث والمعلومة!!
٭ كثير من المدن السودانية التى تقع فى حزام المناطق الاثرية تجد على ارفف منازلها اشكالاً من تماثيل وآلهة وصبايا وعدداً من الآثار الاخرى تزين المنزل، بجانب بعض التماثيل الكبيرة التى تجاور المنزل فى الشارع القريب «تنبطح» تماماً على الارض ويستغلها الاطفال فى كتابة اسمائهم عليها ذكرى وخواطر، ومنهم من يستهويه رأس التمثال او يده او ما يحلو له، فيحمله معه الى المنزل القريب جداً من التمثال!!
٭ كم من مرة شاهد اهل المدينة المعروفة الواقعة فى شمال السودان بعض «الأجانب» يتأبط كل منهم خرائط للمنطقة ويستعين باطفال صغار بعد تحديد الهدف الذى غالباً ما يكون بئراً مهجورة لها منافذ جانبية تتضح معالمها فى الورق الموسوم باهمية الامكنة، بينما ينسرب عدد آخر فى اتجاهات مختلفة يتابع فيها «اتجاه منقار مرسوم» او متابعة بعض النقوش ان صح القول، وان «حالفنى التعبير» في ما وصفه البعض لى للوصول الى اماكن اخرى بسهولة تكفيه شر الاشتباك مع احد، ولكن السؤال هنا هل تعمل الهيئة العامة للآثار على حماية هذه الآثار التى تنتشر و«تتشتت» على الارض بكامل هيئتها او نصفها فى شوارع اكثر من مدينة؟
٭ حدثنى من اثق فى روايته بأنه شاهد احدهم يفرد اوراقه ويشرح لاطفال صغار «لا ادرى ما علاقة الاطفال بالبحث والتنقيب عن الآثار» عن خطة للوصول بصحبتهم الى مكان ما عليه دائرة كبيرة وبعد أن فرغ من ذلك سار الاطفال فى معيته، وهناك وبعد بلوغ المكان كال لهم الشكر الجزيل، وطلب من احدهم النزول قليلاً «فى المنخفض» الذى امامه ليصيح الطفل بعد دقائق هناك ممر آخر، وهنا يطلب منه الباحث ــ ان صحت التسمية ــالتوقف والاستعداد للخروج.. ويخرج الطفل ليلتفت «الباحث» قائلاً: «انتهت الآن مهمتكم احبائى يمكنكم اللعب بعيداً، ولا بأس ان استطاع كل واحد منكم جلب فأر كبير او اكثر ليحصل على مكافاة كبيرة»!!
٭ سؤالى هنا هل لدى هذا الرجل المملوء بالاسرار ــ «قطعاً لا يعرف محدثى سحنته ولا اهله ولا اسمه» ــ تصريحاً بالبحث؟ وهل ينتمى لفريق معين استجلبته الهيئة للعمل؟ وهل يعرف الاهالى ذلك؟ واسئلة اخرى لماذا لا يرافقه مندوب من الهيئة اذا افترضنا انه مخول له بالبحث والتنقيب هناك؟ ولماذا يلجأ للاطفال؟ ولماذا تترك الهيئة «آثارنا» على ازقة المدينة دون حماية؟ فهنا يأتى التسريب الذى يصل لايادي آخرين، فالآثار كما ذكرت فى بداية حديثى موجودة فى كل منزل ومحطة، وربما يكون هذا المحامى قد وجدها «ملقاة» هنا او هناك خلف المنازل او فى طريقه الى القرية الاخرى فالتقطها كغيره من الناس.. فلتفرد الهيئة العامة للآثار أولاً حمايتها وضبطها وتسجيلها ورقابتها على الآثار فى الاماكن التى تشهد «اختراقاً»، ثم بعد ذلك يمكنها محاسبة من يملك تمثالاً او إلهاً قديماً على الكيفية التى حصل بها عليه .. وعلى الدولة ان تقدم حمايتها كاملة وبالقانون لكل من يعثر على قطعة اثرية، وذلك بتحفيزه بـ «مبلغ محترم» وشهادة تقديرية وحفر اسمه بجانب القطعة لتدلل على دوره فى اكتشاف مخبئها، وهذا حافز بسيط يجعله يسرع بها نحو جهات الاختصاص.. فهلا فعلت ذلك .. لا أظن .. ولأنها تجيد الاتهام لذلك فإنها هى الدافع الاول لسرقة الآثار وطمر ما تبقى تحت باطن الارض التى يتم انشاء المنازل عليها من «سكات».
همسة:
البحر من عينيها استحى
والليل من سوادهما انزوى
فسجل التاريخ اسماً وهوى
وبين أحرفه إلفة وجوى
من المواضيع المهمة جدا جدا …
ويجب الإنتباه اليها …
وموضوع الآثار هذا موضوع شائك ومعقد …
وهو ليس وليد لحظة كتابتك لمقالك هذا …
يا أستاذة إخلاص …
إنما قديم قدم إنسان السوادن نفسه …
فالسودان مرتع ومنبت الحضارات الإنسانية …
و ( ماالحضارة النوبية ) إلا خير مثال وشاهد على ذلك …
ولكن هنالك أياد خفية …
بالتعاون مع جهات أجنبية ساهمت بشكل فعال …
في طمس آثار هذه الحضارة الإنسانية العريقة …
مما أدى بدوره لطمس هوية إنسان السوادن …
وكل هذا بسبب الخوف من إستيقاظ ( العملاق الأفريقي ) السودان …
لأن في نهضة السودان خطر على جميع دول المنطقة …
وأولهم مصر …
لذلك عملوا على نهب وسرقة وتهريب هذه الآثار …
إلى المتاحف الأوروبية والعالمية …
وسوف تصفو الليالي بعد كدرتها …
وكل دور إذا ماتم ينقلب ….