دين طالبان

دين طالبان.
د.الريح دفع الله
[email protected]
ما من دين او تشريع اعطى الاخلاق ,الصدق,الامانة و الوفاء مكانتها مثلما فعل الدين الاسلامي, فقد ميزته هذه القيم والمثل عبر التاريخ
بل كانت لسان حال اهله و اعطتهم الافضلية و اليد العليا على سائر الاديان و الشواهد كثيرة على ان هذه القيم و السلوك الرفيع كان من اقوى و امضى و سائل الدعوة التى
كان ثمرتها ان هوت كثير من الافئدة للدين الاسلامي بفعل لسان الحال الذي هو بلا شك اقوى و امضى من لسان المقال .
حرص الاسلام على تنمية الحياةالبشرية و ترقيتها و النفس الانسانية و تنقيتها والعقول و تبصرتها وظل هكذا حاله و منهجه على ايامه صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بعد ذلك من الخلفاء ..
, لذلك تجد فيه انه ما من جريمة أشد و أنكى من جريمة قتل النفس,,,من قتلها فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا, هذه تعاليمه و ذاك منهجه وعلى أول من قتل نفس في التاريخ وزر متراكم متراكب إلى الأبد من كل جريمة قتل ترتكب إلى الأبد ذلك لبشاعة الجرم ….و لأنه لا لأحد الحق ان ينزع منك حق الحياةو قد وهبك اياها الله خالق كل شئء و مليكه…
ديننا دين الأمانة ,,دين الخلاص و الإخلاص..دين النقاء (الشفافية) .. المنافقون في الدرك الأسفل من النار ..أسوأ مكانا و أكثر انحطاط من الكفار الذين يجاهرون بكفرهم و عدائهم …لماذا ؟؟ لان الدين الإسلامي دين الوضوح ,,دين الصراحة..و الوفاء لذلك جاءت الخيانة و احدة من أسوأ الجرائم التي نهى عنها الدين و غلظ في عقوبتها هنا و في الاخرة .صفة الغدر و الخيانة ميزت الامم الفاجرة الغابرة على مر التاريخ ,,فمن لا امانة له لا دين له ..و من لا عهد له لا دين له كذلك.
الاخبار القادمة من افغانستان سيئة دائما..و الاخبار القادمة من باكستان اكثر سوءا قتل و سفك لا حد له…هذان بلدان مسلمان يقعان كما هو معلوم في منطقة اسيا الوسطى…غالبية شعيبيهما يدينان بالاسلام….لكنهما موبوءين بالاضطرابات الشديدة …
ارخص شئءفيهما ارواح البشر….ما أسهل ان تخرج من بيتك ثم لا تعود ابدا …..ما أسهل ان تخرج الى الصلاة ثم تدخل الى المسجد ثم تصعد روحك من اعلى المنبر….ما أسهل ان يخرج الأطفال الى اللعب ثم يتأهلوا بغتة الى دار أخرى مخلفين وراءهم كثيرا من الأسى وقليلا من الذكريات التى لم تكتمل ….
بالامس القريب حملت الينا الاخبار نبأ مقتل شقيق الرئيس الافغاني حامد كرزاي ,,احمد والي كرزاي ليس ذلك فحسب بل لاحق القتلة المعزين في وفاته.. في داخل المسجد
الذي كان يقام فيه و اجب العزاء…فقتلوا من قتلوا و اصابوا من اصابوا علماءو ابرياء …دون ادنى مراعاة..للمكان ولا الزمان..ولا لروابط الدين ولا حرمة النفس التي حرم الله قتلها الابالحق…قتلوا و اثكلوا و رملوا و ايتموا
القصة تبدأ باغتيال اخ الرئيس بواسطة احد حراسه الشخصيين الذي ظل في خدمته زمنا طويلا ووثقت فيه الأسرة و امنته على نفسها و ممتلكاتها اشترته طالبان و غررت به و دفعته دفعا لخيانة العهد و التكليف الكائن بينه و بين صاحبه…..إن الله لا يحب كل خوان كفور…اوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا…انا عرضنا الامانة على السموات و الارض و الجبال فابين ان يحملنها و حملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا….اغتيل شقيق الرئيس بدم بارد ,,باطلاق نار مباشر من حارسه الشخصي في رأسه و قلبه فتوفي في الحال,,,هذا اغتيال للامانة و العهد و الوفاء…
الدين الاسلامي دين الامانة و المروءةو الاخلاص و الوفاء اما الغدر فهو ليس من شيم المسلمين….يتم هذا للاسف الشديد باسم الدين و لعمري الدين منه برئ…هذا دين طالبان و القاعدة و من لف لهما ….هذا دينهما الذي يستبيح الدماء و يغرق الابرياء في الدموع والبكاء..
هذا دينهما الذي يغرق الناس في العنف و الخيانة…
هذا الامر يتكرر بشكل يومي..العمليات الانتحارية التي تستهدف الاسواق و المطاعم و الفنادق خيانة و جريمة…….. العمليات الانتحارية و التفجيرات التي تستهدف المقاهي وفي بلدان مختلفة من عالمنا ؟؟في باكستان و المغرب و الاردن وفي لبنان و في غيرها غدر و خيانة… ليس من طبع المسلمين في شئ …أشكال الخيانة تتكرر و تتنوع …
و تتشكل بأشكال أخرى تحمل ظروف الزمان و المكان الذي انتجها و الظروف التي اخرجتها و افرزتها…
رأينا ذلك في فلسطين المحتلة حينما دس اناس حول الرئيس الراحل ياسر عرفات ,,دسوا له السم في طعامه وهم يدعون انهم شركاء الهم و القضية…!!!!اي خيانة أكبر؟؟؟؟؟؟
اذن الخيانة رائجة في عالمنا …بل هي العملة الصعبة التي نملكها و ننافس بها الأمم الأخري…
كل يخون بطريقته و بصمته
كل يكذب و يتسيب
من لا يحارب الفساد من الحكام و المسئولين فقد خان…من يكتنز المال الحرام فقد خان ..من يسرق البسمة من شفاه الأطفال فقد خان…من يغرق شبابه في العطالة و البطالة فقد خان..
من لا يقود بلاده نحو التقدم فقد خان ..من يصادر الحرية فقد خان.
من يجلس على العرش ما دام حيا فقدخان
من نام شبعان و شعبه جائع وعارى و هو يعلم فقد خان.
هذا التناقض الكبير بين تراثنا الديني و الاخلاقي و حياتنا اليومية هو اصل الكارثة .
طالبان و من لف لفهامن جماعات منحرفة تعتقد انها بهذه الدماء التي تسيل تتقرب الى الله..كل الاحصائيات تثبت ان كل الضحايا هم من الابرياء لا ناقة لهم و لا جمل فيما دار و يدور …ما رأوا في الحياة غير قبة السماء الزرقاء.. وما افترشوا غير الأرض الغبراء ..هم احوج اهلها للكساء و الدواء و الماء…من غير ما يدرون وجدوا انفسهم و قودا لحرب لا مصلحة و لا دخل لهم ابدا فيها ….صور له المتطرفون انهم شعب الله المختار لمنازلة الامبريالية العالمية…وفروا لهم الدعم المادي و المعنوي و الاعلامي… و لووا عنق الاحاديث و الايات لتوافق هواهم….
تحدث الخيانة في اطراف عدة في عالمنا كما أسلفت بنكهتها المحلية و قو اسمها العالمية….تحدث في العراق ومصر و الاردن و اليمن و السودان و المغرب…تحدث التفجيرات و الاغتيالات و الهجمات….في المساجد و الاسواق و الكنائس و دور العبادة ..يحدث و حدث ذلك في السودان حينما حمل احدهم بندقيته و توجه الي المسجد في الشهر الكريم ,,في الساعة المباركة …في الصلاة فحصد ارواحهم وهم ركع سجود مبتغيا و جه الله بدماء الأطهار الازكياء؟؟؟!!!!!!
الاسلام دين القيمة ,,قوامه الامانة و الاخلاقالسماحة و السلام..التعايش و المحبة فواجبناجميعا ان نصونه و نحميه و الا نسمح للجماعات المتطرفة بتشويهه و سرقته فقد
نال منه ابناؤهاكثر مما فعل اعداؤه ..علينا ان نصرخ بالصوت العالي ان ديننا ليس هكذا,,, اسلامنا ليس هكذا..في كل منبر و حين في كل صحيفة و نادي..وقتها فقط نكون قد
ادينا الامانة..
الدين الاسلامي دين الامانة و المروءةو الاخلاص و الوفاء !!!
هذا امر مفروغ منه علي الاقل نظريا يا دكتور!!! ولا اعتقد بان هناك دين سماوي لم يدعو الي مكارم الاخلاق
فقط اريدك ان تدلني في واقعنا الآني (وليس ما ذكر في التأريخ الاسلامي) من يتحلي او يعمل بما جاء يدعو له الاسلام من امانة ومروءة واخلاص ووفاء؟!!! انا شخصيا لم أجد بل بالعكس تجد ان من يحمل لواء الاسلام شعارا لحزب او طريق او غيره تجده ابعد الناس عن مقاصد الاسلام فقط يذكر نفس الآيات ونفس الاحاديث التي ذكرتها انت في هذا الموضوع اما في تفاصيل حياته اليومية فلا اثر لما يحفظ من ايات واحاديث حتي اخذتني الحيرة هل يا تري ان الاسلام انما جاء فقط للكلام والكلام والكلام! اما العمل فيكفي ما قام به الصحابة والتابعون ومن تبعهم ام ماذا افيدنا يرحمك الله!!!فقد احترنا