ضل راجل

بسم الله الرحمن الرحيم

مولانا الماحي رجل سبعيني.. يعمل قاضٍ بمفهوم القضاة الشعبيين، والذين يفضون النزاعات وديا في قريتهم (القلقالة) بولاية الجزيرة..

مولانا الماحي صديق يتابع ويراقب عن كثب كتاباتي، وأستفيد في كثير من الأحيان من حكمته ونصائحه ، وبيني وبينه الكثير من الود، خاطبني غاضبا يوم أمس وهو يعلق على حواري المنشور يوم أمس في صحيفة ألوان في إطلالتها الأنيقة الجديدة قائلا لي: عيب عليك تقولي ما عندك زمن للرجال.. انتي كده ح تخلي البنات يتمردوا على الرجال عشان البنات قاعدين يسمعوا كلامك.

ضحكت كثيرا وقلت له : البنات في السودان ممكن يسمعوني في أي كلام ويوافقوني فيه إلا كلام العرس ده.. فهذا الحديث وحده لا يستمعن فيه إلا لصوت القلب ومساحات البحث عن الأمومة.

والشاهد في الأمر أن الكثير من الفتيات في السودان يختلف الإيقاع ويختل الميزان وتتزعزع وتزغلل العيون عندهن أول ما يبدأ الحديث عن الزواج أو الرجال.

وهو بند لا يقبلن النقاش حوله أو التراجع عن قناعاتهن حياله.. تلك القناعات غالبا ما تدور في فلك الفكرة القديمة الصدئة ضل راجل ولا ضل حيطة.

صديقتي السمراء اللطيفة صارحتني قبل سنوات برغبتها في الزواج من راجل مرا.. فنصحتها بطرد الفكرة من رأسها ؛ لأنها صغيرة وعليها ألا تستعجل ، وأنه من الأفضل لها أن تبدأ حياتها مع شاب تشبه تفاصيل حياته حياتها عوضا عن أن تدخل في زواج تبدأ الصراعات فيه قبل ليلة الزفاف..

فأجابتني يا زولة ما فارق معاي.. أصلا أنا عاوزة أعرس عشان أجيب لي طفل طفلين كده وبعدين ح أفكه عكس الهوا.. أصلا أنا عاوزة لي أطفال ينفعوني في عمري وكبري.

الغريب في أمر إفادات تلك الصديقة أنني وجدت الكثير من الفتيات يفكرن في الزواج للحصول فقط على أطفال وذلك قبل أن يطوي قطار العمر بقايا الصحة والعافية.

النظرة إلى الزواج دونما حب وتفاهم واعتباره وسيلة لتحقيق غاية هي الأطفال، واستخدام الزوج أداة للوصول إلى الهدف.. كل ذلك يفرغ الزواج من محتواه.. ويجعل الجميع في حالة ضياع وفراغ عاطفي.. ويدخل الرتابة والملل إلى الحياة الزوجية مما يفقدها ألقها وتجددها.

فيصبح أحدهم كالموظف الذي يعمل في دوام عمل بزمن محدد وريثما جاء وقت الانصراف نظر إلى ساعته وحزم حقيبته ورحل.

وطالما كانت الفتيات يبحثن عن الرجال فقط من أجل أن يصبحن أمهات ويحصلن على أطفال ستظل مفاهيم ضل الحيطة قائمة وستظل حالات الطلاق في ارتفاع مستمر.

خارج السور:

خيبة الأمل الكبيرة عزيزتي أن تجلسي تحت حيطة وتلقيها من غير ضل.

*نقلا عن التيار .

تعليق واحد

  1. — أنني وجدت الكثير من الفتيات يفكرن في الزواج للحصول فقط على أطفال وذلك قبل أن يطوي قطار العمر بقايا الصحة والعافية.

    ————————————————–
    فى أعتقادى بأن هولاء البنات محقات فى طريقة تفكيرهن هذه – فالزواج اصبح أمنية قصية و عسيرة و صعبة التحقيق للغالبية العطمى من الشباب اناثا و ذكورا -والآحصاءات تعطى صورة واضحة لذلك الواقع الكالح البائس و حالة أنعدام الامل- أنا أقطن أحد أحياء السجانة – و أحصينا فى حينا الذى يتكون من ثمانية مرابيع – حوالى 65 بيت (المربوع يتكون من 8 بيوت ) – فقمنا بأحصاء البنات اللاتى لم يتزوجن فى حينا الذى يتكون من 65أسرة – فكانت نتيجة الاحصاء كالاتى -9 بنت فوق سن ال40 – 16 بنت مابين سن 33 الى 39- 27 بنت مابين سن 27 الى 32 سنة – الاجمالى 47 بنت ينتظرن الفرج من السماء – و بالتالى عدد الشباب ربما يكون مساويا او يزيد على عدد العازبات – وفى ظل الظروف المعيشية المعاشة فلا يوجد بصيص أمل فى زواج هؤلاء التعيسات و التعساء – وأنا اولهم- حيث تجاوزت ال 44 عاما و خريج جامعى و موظف محترم فى شركة محترمة و راتبى بالبدلات فى حدود مليونين و 400 ألف جنية – فبمثل هذا الراتب فى ظل هذه الظروف التى نكابدها هل هناك أمل يرتجى فى زواج قريب أو مرتقب ؟؟؟؟؟ – هذا وضعى انا والذى يعتبر وضع متوسط و لا بأس به – فكيف باللالوف الذين و ضعهم دون ذلك !!! والله المستعان .

  2. يا سهير
    أولا : ظروف الناس تختلف بعددهم … يعنى انت ظروفك مختلفة حتى عن شقيقتك ( ان افترضنا وجودها ).
    ثانيا : فطر الانسان على شهوتى البطن والفرج كما ورد فى الأثر الصالح وكما هى طبيعة الحياة دون مغالطة أو تفلسف … فكيف حال من أوردهم أخونا الشاذلى ود السجانة … فلا يمكن أن نفترض القدرة اللامتناهية على الصبر عند جمعهم هذا عن شهواتهم و شهواتهن على شهوة الفرج ( وهم بالتأكيد يشبعون شهوة البطن بما تيسر بدليل أن أنفاسهم وأنفاسهن طالعة و نازلة ).
    ثالثا : قد يكون ما مر بك فى حياتك ( أو بالتأكيد ) قد أثّر فى وجدانك و فكرك فلا تسقطيه على غيرك فأوضاع الناس تختلف كما تتغير الظروف من حين لآخر … وكلام صديقتك السمراء دليل واضح لما أوردته ويوضح نظرتها المستقبلية ومن لها غير مجبور عليها ( الجنا ) ان اشتغل اخوتها و اخواتها بما يليهم من ذريّة .
    رابعا : أستن الزواج و شرّع من الله سبحانه و تعالى بحسب منطوق آية الزواج وليس بمثل أفكارك الظرفية هذى والتى يقودها الحنق على فشل التجارب ( وقد لا تكونين انت السبب فيها … فللأطراف الأخرى أدوار )…
    خامسا : قد يكون ارشادك لمن تريد الزواج أفيد من تخويفك و تخزيلك لهن …
    فتحلى بروح ايجابية شوية كدا

  3. تبدأ حياتها مع شاب تشبه تفاصيل حياته حياتها؟ يعني لازم وشرط والا؟ يعني المن قامت بتحلم بالصحافة تتزوج ليها صحفي نفس الشعور؟

  4. عاوزة أعرس عشان أجيب لي طفل طفلين كده وبعدين ح أفكه عكس الهوا..???!؟؟؟؟؟
    معقول عملتي أقصد بتعملن كدا؟ طيب ما تقلبوه زواج متعة عديل كدا وقولوا شيعة!

  5. صديقتي (( السمراء )) اللطيفة…!!!

    انحرف منهال التحرر او المطالبات لدي كثير من النساء المتعلمات من المطالبة بالتمميز الأيجابي لهن من قوانين و مكاسب ممكنة وعادلة …كانت يوما ديدنا لقليلات نلن حظهن من الوعي السائد قبل الاستفحال اللا مدني في البلاد.. الي قطبية و قطيعة حادة تناهز الرجال و كل ما هو ذكوري تدفعه بنيوية ناشئة لمكونات اللاوعي لعقليات نسوية لهن تجاربهن الفاشلة و المريرة و للأسف لهن تبع و شعبية من بنات جنسهن في زمن الغفلة …يزيد و يفجر كثير من التشظي المجتمعي خصوصا و ما يعزز المخيالات الخربة تلكم بالاواقعية المبثوثة ضمنا أو الرومانسية المنشودة من خلال الفضائيات …مركزيات الغير افروعربية كخصوصية او حتي اخلاق اسلامية .. او افريقانية صرفة ناهيك للسودانوية مما رفع تكلفة أستيراد (الكسموتيكا)…و جعل لنهن صديقات سمراوات ….!!!

  6. وهل هذا هو رائيهن ام هو قناعتك بعدما تحصلتي علي الاطفال واطلاقتي
    ويبقي السؤال المهم إذا تحصلت هي علي ماتريد وهم الأطفال اليس من حق هؤلاء الاطفال ان يعيشو في كنف ابيهم ام سوف يقضوها مساسة بين الام والاب وحتماُ سوف يشق كل منهما طريقه بحثاً عن شريك اخر
    ياخوفي عليكن بأن ينعدم حتي ضل الحيطة بعد شوية ولايبقي إلا ضل الرواااكيب ….!!؟

  7. مشروع الزواج في أغلب الآن مشروع فاشل
    إزدادت حدة الإحتكاكات بين الرجل والمرأة لدرجة جعلت الموضوع ما جايب همه
    التي لم تتزوج لا تأسى على شئ وكذلك الغير متزوج
    كل يجب أن يستمتع بالجزء الإيجابي في الموضوع

    وفي المستقبل القريب شكل الزواج التقليدي ده سيطرء عليه تغيير كبير

    وضمن القانون والإفتاءآت

  8. يلا حللو وحررو التخصيب الصناعي بدل ما الواحدة داخلة بيت الزوجية بالكضب وتبني عش للمسكين المغفل وبعدين تشلعو بعد ما تجيب الوليدات وتبهدلهم وتبهدل أبوهم!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..