ضبط النفس مطلب سوداني

من الواضح أن أزمات السودان لن تنتهي وأنه ما إن يخرج من أزمة إلا وتندلع أزمة أخرى تعيد البلاد إلى المربع الأول مربع الحرب والنزوح واللجوء والتدخل الدولي وان مايجرى حاليا بجنوب كردفان من قتال ودمار ونزوح لا يختلف عن الواقع السوداني المأزوم أصلا والذي يحتاج إلى توافق وطني وليس إلى قتال وشقاق يقود إلى مزيد من الأزمات.

إن مايحدث بجنوب كردفان بالسودان حاليا من حرب ونزوح أمر غير مقبول وما كان يجب السماح به خاصة وأن أسباب هذه الحرب غير مقنعة وأن الأزمة سياسية في الأصل وكان يجب حلها في الإطار السياسي بعيدا عن البندقية والتهديد والوعيد الذي لن يقود المنطقة وأهلها إلا إلى دمار وخراب .

من المهم أن يدرك طرفا النزاع في السودان وهما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أن الدخول في حرب جديدة أمر غير مقبول لا محليا ولا إقليميا ولا دوليا وأن المطلوب ضبط النفس والدخول في حوار سياسي بناء يقود لوقف فوري لإطلاق النار من أجل التوصل إلى علاج سياسي وإلى تفاهمات جديدة تكون امتداداً لمخرجات البروتوكول المتفق عليه في اتفاقية سلام نيفاشا التي حققت للمنطقة قدرا كبيرا من الأمن والسلام خلال الفترة الماضية.

إن ما يحدث الآن في جنوب كردفان هو خرق واضح لاتفاقية السلام وردة تجاه الحرب وهو أمر ما ينبغي السماح به للطرفين لجر المنطقة إلى حرب وخراب لا منتصر فيها وتدويل الأزمة خاصة وأن الطرفين يدركان تماما معنى الالتزام ببنود اتفاقية سلام نيفاشا والبروتوكولات المصاحبة لها والتي من بينها اتفاقية جبال النوبة التي تنظم وضع المنطقة خلال الفترة الانتقالية التي يجب التقيد بها والاحتكام إليها لا الاحتكام لصوت السلاح والحرب.

فليس من المقبول ولا المعقول التسبب في نزوح أكثر من 60 ألفا من السكان الآمنين من مناطقهم الأصلية في جنوب كردفان مهما كانت الدوافع والأهداف السياسية للطرفين، إن المطلوب ليس حلا عسكريا وإنما الحل السياسي لأن الحل العسكري أثبت فشله ليس في المنطقة فحسب وإنما حتى في جنوب السودان ودارفور ولذلك فليس هناك بديل سوى الحوار السياسي الجاد.

إن السودان يواجه استحقاقات عديدة خلال الفترة القادمة ومن بينها قيام الدولة الجنوبية الجديدة بحلول التاسع من الشهرالمقبل وان هذه الاستحقاقات تفرض على جميع الاطراف عدم خلق أزمات جديدة حتى لا تعود البلاد إلى المربع الأول مربع الحرب والدمار وان ذلك لن يتم إلا بالالتزام بالتهدئة وضبط النفس لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بجنوب كرفان.

الراية القطرية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..